الديوان

«الـخرطوم» تستقبل (رمضان) بالسهر حتى الأذان!!

على وقع (بكرة رمضان)، عاشت الخرطوم أمس يوماً وداعياً لشهر (شعبان).. وشرعت مطاعم العاصمة نهاراً في وداع زبائنها.. فيما اكتظت الأماكن العامة بالرواد مساء.. لتسهر العاصمة في تجمعات أسرية وأخرى شبابية يتوقع أن تكون قد استمرت حتى الفجر.
(المجهر) رصدت في الخرطوم طقس وداع شعبان واستقبال رمضان.. فكانت هذه الحصيلة:
رمضان (بجي بخيرو)
الساحة الخضراء امتلأت عن آخرها بجموع الناس.. ومع طغيان الحضور الأسري، ولم تغب معالم تجمعات الشباب، الذين تحدث إلينا منهم “علي عبد الرحمن” معبراً عن سعادته باستقبال الشهر الكريم، متمنياً زوال كل الصعاب التي تواجه الناس من ضيق في المعيشة وخوف من نهارات رمضان الساخنة. وعن يوم أمس قال: الزحام شديد في كل الطرق الرئيسية والكباري وأماكن التجمعات.
وقالت الشابة “لينا إبراهيم” بأسف إنها ستقضي أسبوعاً واحداً من رمضان بأرض الوطن، إذ أنها ستغادر صوب عاصمة الضباب، وأضافت: (سنفتقد هذه التجمعات خاصة لمّة الأهل) وأشارت إلى أن الظروف الحالية ضاغطة على الأسر السودانية، لكن (رمضان بجي بخيرو)، موضحة أن الخوف يكمن في ارتفاع درجات الحرارة.
خمّ الطعام!!
وقرب مركز (عفراء) كانت التجمعات واضحة والمطاعم ممتلئة على آخرها بجموع من الأسر تسعى لـ (خم الرماد) بوجبات دسمة.. وتحدث إلينا “حسين إسماعيل” قائلاً: الشهر الكريم يأتي محملاً بخيره، وكل الأسر تشتري زاد كل شهر بغض النظر عن الأسعار.
فيما قال صديق لـ “حسين”: (لن يختلف عن شهور رمضان الماضية وإن كان هنالك تناقص في بعض الأمور الاجتماعية وتقلص الجماعية لدى الناس بفعل الظروف وويلات الاقتصاد).
شارع النيل.. زحمة شديدة
على امتداد شارع النيل العظيم كانت الجموع غفيرة تحتفل بمقدم رمضان، ونشطت حركة البواخر النيلية، واكتظت جنبات المطاعم المشيدة حديثاً بالرواد، وكذلك امتلأت كراسي (بائعات الشاي) عن آخرها.
وعبّر “الزبير علي محمد” – الذي كان ضمن أحد الركاب في الرحلات النيلية برفقة أسرته – عن استيائه الشديد من استقبال رمضان في ظل هذا الوضع الاقتصادي الخانق وارتفاع الأسعار المبالغ فيه، إضافة إلى حرارة الجو، الأمر الذي أفقد رمضان نكهته مقارنة بالأعوام الماضية. وقال: هذا العام تزامن مع بداية العام الدراسي، ما جعل الناس بين همين، المدارس ومستلزماتها ومتطلبات شهر رمضان.. ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على قضاء الشهر الكريم.
وعبرت “شيرين عبد الله” عن غضبها من ارتفاع الأسعار التي باتت نغمة ثابتة مع كل رمضان حسب وصفها، وقالت: (في أوروبا عندما يقبل رمضان تعرض مستلزمات الشهر بأسعار أرخص من الأيام العادية.. لكن الجشع يجعل التجار يستغلون أزمات الناس وإقبالهم على الشراء).. وأضافت أنها جاءت برفقة أبنائها الصغار بغرض تغيير الجو واستقبال رمضان بنفس صافية، وقالت: (رغم الأزمات إلا أن الشعب السوداني محافظ على رونق استقبال رمضان بالتجمعات التي طغت على الشارع العام في الأيام القليلة الماضية).
لكن المواطن “محمد علي” تحدث متخوفاً من أن لا يتمكن البعض من الحصول على ما يسند به نفسه من (لقمة) في مطاعم الخرطوم أو (رغيفة) من مخبز، في ظل حالة التلهف الشديد وهرولة الجميع صوب المخابز والمطاعم استعداد لليوم الأول!! ويقول “محمد”: (الوجبة في المطاعم تحتاج إلى 100 جنيه وما وفوق، ومع ذلك ليست متوفرة في هذا اليوم.. حتى المطاعم الشعبية هي الأخرى غالت في الأسعار).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية