أخبار

(الغايب عذرو معاه)..!!

في السادس من أبريل الماضي احتشدت كل القوى السياسية بالحكومة والمعارضة في اللقاء التشاوري وحول مائدة مستديرة لم يغب عنها سوى السيد “فاروق أبو عيسى”، الذي لا يملك حزباً بالطبع، واثنين أو أربعة من أحزاب صغيرة لم تمتلك تاريخياً تأثيراً في الشارع السياسي ولا وزن يؤبه له على طول لسانها وكثرة جعجعتها، ونحن اليوم في النصف الثاني من مايو ولم تمض الأمور إلى الأمام بسبب بيروقراطية بعض القوى الحزبية المعارضة التي تحمست بعد اللقاء بأيام ونشطت في ندوات وأنشطة، ثم لزمت الجابرة.
الآن يجب أن يمضي أمر تشكيل لجان الحوار الوطني والأجندة والخلاصات (بمن حضر) ليس من الحكمة انتظار المتأخرين من أحزاب البعث عربيها واشتراكيها والحزب الشيوعي الذي بالمناسبة ينازل الحكومة في مفاوضات أديس أبابا عبر وكلائه، ويرغب في اقتطاع حصته من هناك محصنة باتفاقية للسلام تجعله في حل أصلاً من مخرجات الحوار الوطني. وأعتقد أن وجود أحزاب مثل الاتحادي الأصل وحزب الأمة القومي والمؤتمر الشعبي وبقية الأحزاب الأخرى المقتنعة بالخطوة كفاية في أن يتم التوصل إلى برامج عملية للمرحلة المقبلة لينطلق الناس إلى الخطوة التالية بإجماع كل الأطراف.
حسب متابعاتي فإن المؤتمر الوطني على أهبة الاستعداد (موية ونور)، وأن تسمية ممثلي المعارضة التي كانت السبب في التأخير قد تم تجاوزها، وقد توصلت الأحزاب إلى ممثلين حسب ما علمت، وبالتالي فإن انطلاق أعمال الحوار الوطني تبدو ضرورة عاجلة، وعلى أحزاب البعث والشيوعي وحزب السيد “إبراهيم الشيخ” الاكتفاء بالمتابعة، وهم أصلاً إن حضروا لم يؤثروا وإن غابوا لا يفتقدون حتى يكون لهم حق الاشتراط وطرح الشروط، وتكفيهم عادة الرسم على الجدران وتحرير البيانات وهو عمل سهل لا يتطلب سوى كادر متفرغ لصياغة النصوص وحاسوب لتمرير البيانات للصحف، التي ستنشر بالطبع ذاك الهراء ولو من مدخل سد فراغ الصفحات وليس تقديراً للموقف السياسي أو اعتباراً له.
استمعت إلى ممثل المؤتمر الشعبي في منشط إعلامي بدار المؤتمر الوطني، وسمعت ممثل الحزب الاتحادي، ورغبت والله لو أن حزب الأمة القومي كان مشاركاً، لأن خلاصة اللقاء أوحت لي بأن الحوار الوطني متى ما خلصت النوايا واستقرت جهود الناس واتفقت سيخرج واقعاً سياسياً معافى، ووضعاً إيجابياً لصالح الوطن وهموم مواطنيه، وهكذا هي الأحزاب الكبيرة، تعرف فتلزم، وفي تقديري أن أية جماعة تعوق هذه الخطوات إما أنها تعبر عن فكرة أشخاص وأغراض ذاتية لبعض السياسيين وإما أنها أصلاً وجدت لتكون خميرة عكننة، لأنها تدرك حقاً وصدقاً أنها بلا قيمة أو قوة خلفها تؤثر عليها أو تأبه لها.
لينطلق الحوار الوطني (بمن حضر)، لأن الإرجاء أكثر من هذا سيفقد هذه المبادرة مساحة زمنية مقدرة للإنجاز والفعل، فالقضايا معقدة، والوقت لم يعد في صالح أحد، فقوموا إلى حواركم يرحمكم الله و(الغايب عذرو معاه).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية