«أمبيكي» يتلقى تأكيدات من الحكومة على المشاركة في جولة مفاوضات المنطقتين القادمة
انخرط رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى “ثابو أمبيكي” في سلسلة لقاءات، مع قادة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني أمس (السبت) بالخرطوم. ابتدرها بلقاء زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض “حسن الترابي”، مساعد الرئيس البروفيسور “إبراهيم غندور”، ممثل المؤتمر الوطني “مصطفى عثمان إسماعيل”، رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني “فاروق أبو عيسى”، ورئيس حركة (الإصلاح الآن) “غازي صلاح الدين”، بغرض متابعة سير خطوات الحوار الوطني.
وزار “أمبيكي” السودان بغرض معرفة مواقف الحكومة والقوى السياسية من الحوار الوطني عقب موافقة الاتحاد الأفريقي خلال قمته الأخيرة، ومباركته على مبادرة الحوار لاطلاع الاتحاد الأفريقي بما يدور في الحوار الوطني. ومن المقرر أن ينهي “أمبيكي” زيارته للخرطوم يوم غدٍ (الاثنين).
وقال المسؤول السياسي للمؤتمر الوطني “مصطفى عثمان إسماعيل” عقب لقاء “أمبيكي”، إن الرجل التقى مساعد رئيس الجمهورية “إبراهيم غندور” وتطرق اللقاء إلى ثلاثة موضوعات شملت مباحثات “أديس أبابا”، وما توصلت إليه الحكومة للمرحلة المقبلة، وموضوع الحوار الوطني. وقال إن “أمبيكي” تساءل حول متى سيبدأ ومن هم المشاركون فيه بجانب مناقشة الوضع في دارفور.
وأكد “غندور” لـ”أمبيكي” بحسب “إسماعيل” أن موقف الحكومة من التفاوض حول المنطقتين كما هو، (ولا نرى الطرف الآخر مشجعاً لإنهاء هذه المشكلة، ولكن على استعداد للمشاركة في الجولة المقبلة متى ما حددت الآلية موعداً، وموقف الحكومة هو ذات الموقف الذي اتخذته في الجولة السابقة).
وأبلغ “غندور” الوسيط الأفريقي أن الآلية المشتركة للحوار قد حسمت الآن، وتوقع أن يدعو الرئيس الآلية في وقت قريب للاجتماع، وستكون الآلية مسؤولة عن مشاركة منظمات المجتمع المدني.
من ناحيته قال رئيس تحالف قوى المعارضة “فاروق أبو عيسى” إنه أبلغ “أمبيكي”، بأن الخروج من أزمة السودان تتمثل في تفكيك الحزب الواحد الذي احتكر المال في حزب واحد واستشراء الفساد، كما أبلغه بالتضييق على الحريات واعتقال طلاب الجامعات. وقال “أبو عيسى” إنه أخطر الوسيط الأفريقي، بأن هناك جماعات جهادية تم تكوينها من قبل رئاسة المؤتمر الوطني.
ورحب “أبو عيسى” بأي جهود يقودها “أمبيكي” لحل الأزمة السودانية التي نتجت عن قبضة المؤتمر الوطني واحتكاره السلطة لمدة (25) عاماً. وأضاف: نحن قلنا للرجل إن أي حوار يجب أن يكون هدفه قلع هذا النظام والإتيان بنظام ديمقراطي يحترم الشعب. وتابع: نحن شرحنا موقفنا للوسيط الأفريقي، وقلنا له نحن مع الحوار لكن ليس أي حوار، حتى لا يكون مثل الحوارات والاتفاقيات الماضية. وأضاف بالقول: لابد أن يعرف الجميع بما فيهم المؤتمر الوطني أن نهاية الحوار ستكون إزالة النظام.
وأوضح أبو عيسى أنه وضع شروط المعارضة أمام “أمبيكي” المتمثلة في إيقاف الحرب وإيقاف الاعتقال والضرب، وتوفير الحقوق المدنية والمواثيق الدولية وإطلاق سراح المعتقلين، مبيناً أن “أمبيكي” لم يختلف معهم في شيء. وقال إن “أمبيكي” أفاد بأن مطالبهم مقبولة ومنطقية. وأشار “أبو عيسى” إلى أن “الصادق المهدي” لن يشارك في آلية الحوار.
في السياق قال الدكتور “الطيب زين العابدين”، إن “أمبيكي” طلب بالأسماء مقابلة كل من “الطيب زين العابدين”، الدكتور “منصور خالد”، “أميرة الفاضل” و”كمال الجزولي”. وقال: ذكرنا لـ”أمبيكي” أننا لم نشارك في الحوار الوطني، ولكننا جئنا كأفراد وليس كمنظمات مجتمع مدني، طالبنا بإشراكنا بشكل رسمي كمنظمات مجتمع وطني وقادة.
في الشأن ذاته أكد القيادي في المؤتمر الشعبي “كمال عمر”، أن الأجواء غير كاملة للحوار لكنها مناسبة. وطالب بالمزيد من الحريات لعدم وجود الثقة بينهم وبين الممانعين للحوار، وكلفنا “أمبيكي” للعب دور في المساهمة بمعاونة الحكومة لرد الثقة إليهم والمشاركة في الحوار. وبعض الأحزاب وافقت على الحوار وسمت جسماً تنسيقياً للحوار وليس الآلية للحوار، ضمت بعض قيادات الأحزاب وبعض القوة بما فيها الجبهة الثورية وحركات “مناوي” و”عبد الواحد” و”جبريل” الممانعة للحوار. وأبلغنا “أمبيكي” موافقتنا على الحوار ونريد المزيد من الصلاحيات له، و”أمبيكي” وعدنا باستمرار هذا الأمر.