السودان يعيد للأب اعتباره ويحتفل به لأول مرة بقاعة الصداقة
قام بنزع سترته وظلل بهاعلى ابنه ليقيه حر الشمس ونسي في غمرة أحزانه أن ابنه ميت، انفجر باكياً وفهم معنى قولة تعالى (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).
الموافق 15مايو اختار السودانيون أن يكون يوم الاحتفال باليوم العالمي للأب بقاعة الصداقة باختلاف توقيت بقية دول العالم التي تحتفل به (21) من يونيو، عندها تمنيت لو بيدي الاحتفال بوالدي في حضرته في مثل هذا اليوم وليته كان قربي في كل لحظات العمر(المشيتو) بدونه ..رحل عني وأنا لازلت أطمع في استنشاق (نفسه) و(عبير) وجوده ..ما نسيته .. ولازلت حتى الآن أتذكر كيف كان يمضي وقته خارج المنزل حتى يؤمن لنا لقمة عيش هنية .. لك الرحمة ..كان كريماً رغم أنه مزارع بسيط يحمل بيمينه الطورية وفي يساره قربة (الموية). وكنت وقتها برفقتك أحمل (إبريق الحديد والفروة) ما نسيته ولن أنسي كيف كان يتابع تحركاتي خوفاً علي من أفاعي وحشرات (الخلا)، وأنا أنظر إليه وهو مشغول بفتح السربات بأرضنا التي ارتوت هي أيضاً بحنانه.. لا أخفي عليك بأنني الآن أقار على كثير من الأبناء الذين يظلون بقرب (أبوهم)، وهم يمسكون به للحد البعيد حتى تكاد أعينهم تنطق (أبوي أبوي بريدك سهام القدر ما تصيبك) وهذا ليس اعتراضاً على الأقدار ولكني افتقدته.
يابا مع السلامة
لعل هذا الاحتفال خير مناسبة لذكر مافعله شاعرنا الراحل “محجوب شريف” عندما قام بتغيير قصيدته (نقطة ضوء) كان يقول في مقطع (بتي البريدة مرتبة دولابا داك والمكتبة..جات من قبيل من مكتبا..أدت أبوها مرتبا). عندها نظر “محجوب” إلى إحدى الفتيات التي كانت تحتفل بميلاد النص ولكنها كانت حزينه لأن(أبوها) متوفي. عندها قام بتغيير النص من (أدت أبوها مرتبا) إلى (أدتنا نحن مرتبا)، ويدل ذلك على أن الأب هو الركيزة الأساسية لكل بيت، وأبوي يا فارس الحوبة ..كل سنة وكل آباء سودانا الحبيب بخير.
تكريم “النور الجيلاني”
اللفتة البارعة التي قام بها “أبو هريرة حسين” في تكريم الفنان “النور الجيلاني” في مثل هذا اليوم، تؤكد بأنه يؤمن بأن الفنان “الجيلاني” لعب دوراً كبيراً في إعطاء الشعب السوداني أغنيات رائعة، ليتوج اليوم في يوم الاحتفال العالمي بالأب.