(راجل المرا).. هل بات الـخيار الأول لدى فتيات اليوم؟؟
في السابق كانت هناك محاذير ومخاوف عديدة تجعل الأسر السودانية ترفض تزويج بناتها من رجل متزوج، والفتاة نفسها لم تكن تفكر مجرد تفكير في أن يكون الزواج من رجل متزوج هو اختيارها الأول حتى لا تتورط معه في مشاكل هي في غنى عنها، أولها لقب الزوجة الثانية والعراقيل التي ستحدث لها من الزوجة الأولى، والخوف من الهجران في المستقبل لأن الرجل المتزوج مهما أخلص للمرأة الثانية وادعى أنها حبه الحقيقي في النهاية سيعود إلى زوجته الأولى وأطفاله، وغير ذلك من أسباب تجعلها لا تفكر في الارتباط برجل متزوج.. ولكن الآن الأمر اختلف، فالرجل المتزوج أو (راجل المرا) أصبح هو المطلب الأول لفتيات هذا الزمان ومهما كانت الفوارق، حتى إذا دعا الأمر إلى الاتفاق معه سراً على الزواج دون علم زوجته الأولى، ويبدو أن هنالك عدة أسباب جعلت من (الرجل المتزوج) الخيار الأفضل عند الكثير من الفتيات.. لمناقشة هذه ظاهرة قامت (المجهر) بهذا الاستطلاع فإلى مضابطه.
{ أغراض وأطماع
في البداية التقينا “ولاء جمال” (طالبة جامعية) وقد عدّت الظاهرة ناتجة عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الضاغطة التي يعاني منها المجتمع، إضافة إلى عزوف الشباب عن الزواج، هذا بالإضافة إلى أن أغلب الشباب من جيل اليوم سطحيون وليست لديهم القدرة على تحمل المسؤولية، ولهذه الأسباب وغيرها أضحت الكثير من الفتيات يفضلن الارتباط برجل متزوج لأنه سيحقق لهن كل يحلمن به في عش الزوجية.. وعن نفسها قالت “ولاء” إنها لا يمكن أن ترتبط برجل متزوج وأضافت: (لا أقبل بأن يكون لي شريك في زوجي).
وشنت “أحلام مجذوب” (موظفة) هجوماً شديداً على الفتيات اللائي تزوجن من رجال متزوجين ووصفتهن بأنهن باحثات عن أغراض وأطماع، وأضافت: (من حق الرجل الزواج بأكثر من واحدة إذا كانت لديه القدرة أن يعدل بينهن كما حدد الشرع).. ومن زاوية أخرى قالت إن الفتاة التي تتزوج من رجل متزوج تضحي بالكثير، وبالمقابل تريد أن تكسب أشياء أخرى لتوازن المسألة.
{ يستطيع فتح بيتين
أستاذة التنمية البشرية “عفاف إبراهيم” اعترفت بتفاقم الظاهرة ثم قالت: (الدين شرع للرجل أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، وهذا حقه بالسنّة ولا يحق لنا أن نتداول فيه بالرأي وغيره، ولكن نسبة لما بات متداولاً في الأوساط المجتمعية من مهاترات التعددية وإقبال بعض الفتيات على أن يتصيدن “راجل المرا” أو الرجال المتزوجين باعتبارهم مضموني الموقف الاقتصادي الذي بات هو مقياس الزواج لديهن، خاصة أن سوق العطالة امتلأ بالشباب غير الراغب حتى في الارتباط الحلال، فاتجهت أنظارهن نحو هؤلاء المضمونين “المتزوجين” بغض النظر عن فارق السن.. المهم أن يكون مقتدراً ويستطيع فتح بيتين)
{ القلق والتوتر
أما الباحثة الاجتماعية والنفسية د. “حرم شداد” فرأت أن تعلق الفتيات بالرجال المتزوجين ظاهرة طبيعية جداً في ظل النكسة الاقتصادية التي تعانيها البلاد، وأشارت إلى أن المجتمعات الفقيرة دائماً ما تكثر فيها مثل هذه الظواهر، وألمحت إلى أن مثل هذه الزيجات تخلق حالة عدم استقرار عند الفتاة التي تتزوج من رجل متزوج من ناحية نفسية، نظراً لاعتقادها بأنها اقتلعته من زوجته الأولى، وبالتالي تظل تعيش في حالة من القلق والتوتر خوفاً من أن يتكرر ذات الأمر ويتزوج عليها.