مجرد سؤال

يا ( ناس المرور) نسبة التخفيض ضعيفة جداً..!!

رغم ضجيج حركة المواطنين والمركبات العامة والازدحام وعدم توفر المواصلات.. بالرغم من هذا إلا أن أسبوع المرور العربي بدأ في السودان بهدوء تام جداً.. معظم المواطنين لم يعرفوا انطلاق الأسبوع، فقد اختفت صافرة عربات المرور و(المواتر) التي كانت تضج بأنوارها وبهرجتها.. الناس في الأحياء كانوا يتساءلون (الحاصل شنو)؟؟ لتكون الإجابة: (الليلة أسبوع المرور).. الآن (مافي أي حركة للأسبوع)، وحتى المطبقات التي كانت توزع وتحمل في مضامينها الإرشادات المرورية هذا العام اختفت تماماً، وكذا اختفى الأطفال الصغار الذين كانوا يلبسون الزي الأبيض الجميل الناصع البياض والذي يميز شرطة المرور.. هؤلاء الأطفال كانوا يتوزعون في شوارع الخرطوم لإعلان انطلاقة الأسبوع.. مناظر جميلة اختفت هذا العام واختفت معها تساؤلات الأطفال للكبار: (يا أبوي شوف البوليس الصغير دا) في إشارة منهم إلى الصغار الذين يشاركون المرور أسبوعها وهم بالزي الأبيض المروري.
ماذا أصاب المرور؟ أهو التقشف؟؟ أم يأتي في إطار إعلان الاحتفال فقط وما يهم أن يعرف الكل، ناسين أن الإرشادات التي كانت توزع كانت تعدّ رصيداً لأصحاب المركبات العامة والخاصة لتطبيقها والاقتداء بها ليس بنسبة (100%) وإنما بنسبة ربما تساهم بطريقة أو بأخرى في تقليل الحوادث؟! أيضاً كان الجميع ينتظر التخفيض في ترخيص المركبات الذي قد يصل إلى (50%)، لكن هذا العام كانت نسبة التخفيض فقط (20%). التخفيض كان سيمثل فرصة كبيرة لإدارة المرور لجلب العديد من الناس للترخيص وبالتالي زيادة نسبة التحصيل والإيرادات، فالتحصيل الذي يأتي عن طرق التخفيض أكبر بكثير من الرسوم التي تدفع في فترة ما بعد التخفيض، لأن جلّ مالكي المركبات يتكاسل في الترخيص وعدم توفر قيمته يكون السبب الأساسي في عدم الترخيص، وبالتالي تضيع مبالغ كبيرة كانت ستدخل الخزينة في حالة التخفيض.
على العموم تهنئة خاصة جداً لأفراد شرطة المرور الذين لا تهمهم أشعة الشمس الملتهبة جداً في السودان وهم ينظمون المرور من أجل أن نعيش حياة بلا حوادث مرورية.. وأشفق عليهم جداً في وقت الذروة.. وفي أغلب الأحيان أحييهم من على البعد واعتذر لهم بأدب جم إذا أخطأت في الشارع لأنهم في نهاية الأمر يسعون إلى مصلحتنا.. وأفرح جداً عند انتشارهم في وقت الزحمة لأن الازدحام سينتهي بمرونة شديدة على أيديهم، خاصة في الأماكن التي تخلو من (الاستوبات) وتلك التي تعانى من الأعطال.. ومن هنا نقول هنالك (استوبات) كثيرة متعطلة يجب الالتفات إليها وإصلاحها.. ونقول للسائقين: حزام الأمان مهم من أجل سلامتنا.. وأذكر هنا ذات مرة لم أكن أضع حزام الأمان أوقفني شرطي المرور لمخالفتي فقلت له: (أنا عندي غضروف والحزام بيضايقني)، وكان رده: (والعندو الغضروف ذاتو المفروض ما يسوق).. ضحكت.. ولديّ مواقف كثيرة معهم.. استوقفني مرة شرطي المرور وأخرج إيصالاً وكان لا محالة من الدفع لأنه حرره بـ(30) جنيهاً فقلت له: (عندي فقط 50 جنيهاً للبنزين) فقال لي: (كبي البنزين بالعشرين الباقية).
(من أجل بيئة مرورية آمنة) كان شعار الاحتفال هذا العام.. نتمنى أن نعيش آمنين بلا حوادث.. نتمنى أن تتم إنارة الشوارع حتى نقلل من الحوادث الليلية… نتمنى أن يتم إصلاح الأعطال في (الاستوبات) وأن تتم توسعة الشوارع، وأن يتم نشر الثقافة المرورية لأن الشارع يضج بالأخطاء والوقوف غير الصحيح.. فالشارع ملك الجميع.
التحية لكم وأنتم تقودون شيخاً وأطفالاً وطلاب مدارس صغاراً بأيديكم لتعبروا بهم الشارع.. ومواقف أخرى كثيرة تحسب لهم.. فهذه معانٍ سامية وكبيرة نابعة من الدين الإسلامي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية