أخبار

وداعاً لجنة التسيير!!

عندما أبلغني وزير الرياضة بولاية الخرطوم حينذاك “الطيب حسن بدوي” باختياري في لجنة تسيير نادي الهلال بعد استقالة مجلس “الأمين البرير”.. لم أبدِ رفضاً وممانعة لسببين، الأول لوجود الأخ المهندس “الحاج عطا المنان” رئيساً للجنة التسيير، ومعرفتي بـ”الحاج” وخلقه السوداني ورحابة صدره وقدرته على العطاء، ونفوذه داخل السلطة يحفزك على العمل بجانبه.. ثانياً حبي لهلال الملايين منذ الصغر حيث غرس شقيقي الأكبر “عبد المنان” الشاعر في نفسي حب الشعر والهلال.. وإدراكي العميق بحاجة الهلال للدعم والسند بالرأي قبل المال.. ولكني استشرت أخي وأستاذي الكبير “النور أحمد النور” والذي أسدى نصائحه الغالية بأن أنأى بنفسي عن الوسط الرياضي، واحتفظ بحبي للهلال بعيداً عن مقاعد الإدارة والوسط الرياضي الذي قال “النور” إنه وسط يختلف عن الوسط السياسي.
ولم أعمل بنصيحة أخي وأستاذي “النور أحمد النور” وأعتذر عن المهمة.. ولم أشأ الرد على التهجمات والانتقادات التي جاءت من الزملاء في الصحافة الرياضية لتعييني. وظن البعض أن في تعييني تمثيلاً افتراضياً لهم بشخص ليس منهم ولم يعرفون عنه من قبل اهتماماً بالرياضة والهلال.. ولو كان الأمر تمثيلاً لإعلام الهلال لذهب المقعد في مجلس التسيير للأساتذة “شجرابي” و”هساي” و”ميرغني يونس” و”أبو شنب” و”عبد المولى صديق” و”رمضان أحمد السيد” و”تيتاوي” و”ياسر عائس” وآخرين من القامات الرفيعة في الصحافة الرياضية.. ومن أسباب ودواعي قبول العمل في لجنة التسيير أن الدكتور “عبد الرحمن الخضر” قال: على التيارات المنافسة على مجالس إدارات الأندية الاستفادة من خبرات الصحافيين وعلاقاتهم، وجئنا بك للاستفادة من علاقاتك الواسعة بالوسط السياسي لخدمة الهلال.. ومما حفزني وجود شخصيات مثل “الحاج عطا المنان” و”عبد الله البشير” واللواء “السر” واللواء “يحيى محمد خير” و”محمد حمزة الكوارتي” الذي التقينا في رحاب السياسة قبل الرياضية، حيث تواصلنا تعارفاً وتبادلاً لوجهات النظر بميوله الاتحادية وحبه للسيد “محمد عثمان الميرغني” والسادة الختمية.. وداخل المجلس تعرفت على رجال أخيار اللواء “أحمد عطا المنان” و”عبد الله الجراري” و”محمود جبارة السادة” و”جوزيف مكيني” وآخرين من أعضاء لجنة التسيير. ولمدة ستة أشهر آثرت الحرص على اجتماعات مجلس الإدارة المعلنة، ورفضت الدخول في التكوينات الصغيرة والمجموعات (المتحزبة) لفئة داخل المجلس أو خارجه.
ستة أشهر لم أنل من نادي الهلال (جالون بنزين) ولم أسافر على حساب الهلال إلا عند رئاستي لبعثة “كادقلي”.. ابتعدت عن الشأن المالي حتى تبرع محلية الخرطوم لنادي الهلال حينما طلب مني الأخ “عمر نمر” استلام الشيك الخاص بالهلال، رفضت وحدثت “الحاج عطا المنان” واللواء “السر” باستلام الشيك من المحلية.
شاركت في الموافقة على كثير من القرارات الصائبة والخاطئة وشريك أساسي في الإخفاقات، أما النجاحات فلها آباؤها الشرعيون الذين يباهون بها.
قدمنا رؤى وأفكاراً بشأن تطوير فريق كرة القدم وإعلام الهلال.. من موقع إلكتروني إلى صحيفة ولم يأخذ بما نقول.. انقضت ستة أشهر من الرهق وإهدار الوقت وتحمل الأذى والإساءات من قبل بعض الصحافيين الرياضيين، والآن أعلنت الانتخابات ومعها نعلن جهراً عدم الرغبة في خوض وعدم الرغبة حتى في التجديد. وقد طلبت من الأخ الصديق “بله يوسف” وزير الرياضة بولاية الخرطوم أن يعفيني من المهمة إن كانت للقيادة السياسية والتنفيذية والرياضية بولاية الخرطوم رغبة في التجديد لمجلس التسيير، ولكن فلنجعل مشاركة صحافي في لجنة التسيير سنة شرعية بإشراك الزملاء الصحافيين في مجالس إدارات الأندية بالانتخابات لا بالتعيين، بل بالانتخابات هم يستحقون المشاركة لأنهم مساهمون فعلاً في ما يحدث بالوسط الرياضي. وسنكتب عن تجربة الـ(6) أشهر في نادي الهلال بعد انقضاء أجلها، وحينها لكل حدث حديث كما يقولون.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية