أخبار

لمن نكتب!!

} لمن تكتب الصحافة؟ هل للنخبة وصناع القرار؟ أم للشعب من أجل التوعية والتبصير والإسهام في صناعة وتشكيل الرأي العام؟. تعيش الصحافة السودانية الآن حقبة ازدهار برفع القيود والرقابة الحكومية عنها .. وهي مرحلة عاشتها من قبل في حقبة الإنقاذ الحالية ولكن سرعان ما تراجعت مساحة الحريات وتقهقرت وعادت الرقابة القبلية والبعدية أكثر شراسة من ذي قبل.. وفي مناخ الحرب الدائرة بأطراف البلاد وتربص القوى التي تحمل السلاح بالنظام وتهديدها بإسقاطه من خلال تلازم البندقية في الأطراف والتظاهرات في الداخل.. تصبح حرية الصحافة في خطر.. ولكن الضمان الحقيقي لتوطين قيم الحرية وازدهار سوق الإعلام في الاستقرار السياسي وتحقيق السلام وتوطين الديمقراطية كقيم حاكمة لشعبنا!
أما في مناخ الحروب والصراعات والانقسامات فإن حرية الصحافة كالمشي على حافة الهاوية!! بعض القوى السياسية تضيق ذرعاً بالديمقراطية والرأي الآخر وهي تجلس في كرسي المعارضة.. وقد ساء البعض نقدنا للسلوك غير الديمقراطي للإمام السيد “الصادق المهدي”.. ودوره المعلن والخفي في تنصيب السيدة “سارة نقد الله” أميناً عاماً على الحزب..دورنا في الصحافة ليس تجريد النظام وحزبه الحاكم من كل فضيلة وتبرئة المعارضة وأحزابها من كل شائبة ومنقصة فالصحافة (أداة) تنوير فاعلة لكل الشعب حتى لا يزيف إرادته مزيف.. وحزب الأمة كيان شعبي وحزب جماهيري من حقه علينا نقد الممارسات السالبة بداخله..
} أحد المعتوهين من المرضى النفسيين اعتبر نشرنا لمقابلة مع أستاذ مثقف في قامة الأستاذ “المهدي عبد الله داؤود” تشهيراً بالأستاذ.. مع أن ما ورد في المقابلة فيه انحياز للمعلم والمعلمين.. لأن المعلم الذي يفترض أن ينال أرفع درجات التقويم والتحفيز تخلت عنه الدولة حتى اضطر ليمتهن (العربجة) وهي مهنة شريفة ولكن المعلم يستحق التقدير والتحفيز وزيادة راتبه ليصبح أعلى من الطبيب والمهندس والضابط والطيار والوزير والخفير لأن المعلم هو من يصنع هؤلاء.
مشكلة بعض القراء يقرأون الصحافة بتربص وعيون يكسوها الرمد والحسد والغيرة.. يلجأ البعض لتحريف الكلم عن موضعه وتفسير مفردات اللغة العربية بما في النفوس المريضة بالغل والأحقاد التي تورث صاحبها الخيبة والحسرة.
} بعض القراء يطالبون الكاتب بالتعبير عن وجهات نظرهم وإلا أصبح هذا الكاتب حكومياً أو معارضاً.
} وزير في الحكومة الحالية اتصل مهاتفاً غاضباً عن مقال تناول شخصه وبدأ يرغي ويزبد ويتوعد بالثبور وعظائم الأمور.. سألته عن المقال وتاريخه فقال المقال نشر يوم (الأحد) الماضي … سألته ما الذي ساءك في المقال.. فقال أنا لم أقرأ المقالة ولكن حدثوني عن هجومك عليَّ أنا كنت خارج السودان طلبت منه قراءة المقال أصالة عن نفسه على أن نلتقي غداً.. وحينما هاتفته اعتذر الرجل أن المقال نشر في صحيفة (…) وليس في (المجهر) وأن صديقه فلان قد ضلله لشيء في نفسه.
هل لأمثال هؤلاء نكتب؟ أم للشعب الذي هو أذكى منا جميعاً؟ وهل النقد الذي يصوب للأشخاص بصفاتهم الشخصية أم بمواقعهم التي نالوها على حساب هذا الشعب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية