شهادتي لله

الشورى الغائبة عن أجهزة الحزب (الحاكم)!!

} كثير من قرارات (تعيين) الوزراء والولاة والمعتمدين والدستوريين في مواقع عديدة، تكشف بوضوح لأي مراقب ومتابع حصيف، أن هناك (أزمة) داخل (أجهزة) (المؤتمر الوطني) في ما يتعلق بأداء دورها، ومهامها وفق نظامه الأساسي ولوائحه.
} (القطاع السياسي) قبل أشهر طويلة ومنذ زمن رئيسه السابق د.”الحاج آدم” رفع مشروعاً متكاملاً لإجراء (تعديلات واسعة في هياكل أجهزة الإعلام الحكومية، بل أظنه سمى قائمة من المرشحين والمرشحات لتولي الوظائف القيادية بتلك المؤسسات.
} (المكتب القيادي) الذي وصله الملف في حينه، بحث الأمر، وأجاز التوصية، وحولها إلى رئاسة المؤتمر الوطني ورئاسة الجمهورية، ولم يحدث شيء، ولم يتخذ قرار منذ نحو (عام)!!
} ذهب “علي عثمان” و”نافع” و”الحاج آدم” ولم يذهب “محمد حاتم سليمان”!!
} احتجاجات منظمة وغير مسبوقة من العاملين لم يعرفها تاريخ التلفزيون القومي، (وقفات)، ومذكرات، ونداءات، وصراخ حول تأخر المستحقات لأشهر متلاحقة، حتى صار حال زملائنا بالتلفزيون محل شفقة وعطف من الجميع، فقد بلغوا حداً من (العُسر) وضنك العيش، لم يعرفوه منذ أن دخلوا ذاك (الحوش)!!
} لكن “محمد حاتم” مديراً لحين اقتناع (الرئاسة) بأن العاملين في التلفزيون (جاعوا)..!!
} المؤسسات أدنى (القصر) تعلم – علم اليقين – أنه لابد من إدارات جديدة فاعلة وقوية لهذه الأجهزة الرسمية.. لكن المؤسسات لا تقرر!!
} لم تحدث ممارسة (شورية) حقيقية وتشريح وتجريح لترشيحات (التعيين) و(الإقالة) داخل المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، إلا في الاجتماع الأخير الذي غادر بنهايته “علي” و”نافع” و”الحاج” و”أسامة” و”الجاز” و”كمال” و”المتعافي” مواقعهم!! ليس لأنهم غادروا، ولكن لأن أحد (كبار) المغادرين – الدكتور “نافع علي نافع” – بعد أن تهيأ لإخلاء مقعده (السيادي) بالقصر، و(السياسي) بالحزب، لم يكن أمامه من خيار سوى (القتال) والدفاع عن مواقفه وآرائه بقوة وصلابة.. حتى ولو اختلف مع الرئيس “البشير”.. رئيس الاجتماع.. فلم يعد لـ”نافع” شيء يخشاه، ولا خاطر يرعاه، ولا مجاملة يرجو ثمارها..!!
} حسب علمي، فإن عدداً من الرؤوس التي غادرت والأخرى التي حلت محلها، كان لـ”نافع” يده الطولى في إحلالها وإبدالها.. بعد الرئيس!!
} وزراء من العيار (الثقيل) مضوا إلى أعمالهم (الخاصة) مثل “أسامة عبد الله” ووزراء شباب حلوا في مواقع مهمة مثل “عبد الواحد” في الداخلية، و”ياسر يوسف” في الإعلام، و”السميح الصديق” في الصناعة.. وأصابع “نافع” واضحة هناك!!
} عدا ذلك الاجتماع (اليتيم) والأهم في ذات الوقت، فإن التعيينات والإحالات للتقاعد، لا تخضع لمراجعات وتدقيق، وأحياناً تلعب (المجموعات) والأمزجة، والهمس الجانبي في آذان (الكبار) دوراً مهماً في ذهاب هذا وبقاء ذاك رغم فشله الذي لا تخطئه عينٌٌ رمداء!!
} هناك (تغيير) إيجابي كبير على الساحة السياسية يقوده السيد الرئيس، ولكن التغيير داخل (المؤتمر الوطني) لا يكون بذهاب “علي” و”نافع”، وقدوم وزراء (شباب) لا نعرف عنهم شيئاً حتى الآن.. حتى أسماءهم لم ترسخ في آذان وأقلام الصحفيين، دعك من إنجازاتهم وإبداعاتهم!!
} المطلوب المزيد من الشورى داخل حزب (المؤتمر الوطني) وإفساح المجال للمؤسسات لتعمل وتصنع القرارات، وتحاسب التنفيذيين وتراجعهم، حتى لا يظل وزير مثل الأستاذ “علي كرتي” مسافراً – كل السنة – والنتيجة تحويلات مقطوعة من السعودية، ومحاولات خجولة لمقاطعات من “مصر”، وعقوبات تجدد كل عام من أمريكا، وخزينة بنك السودان خالية من (الدولار) ومن الأسباب العلاقات الخارجية!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية