حوارات

"مصطفى عثمان إسماعيل" لـ(المجهر): (2-2)

كشف أمين الأمانة السياسية بـ(المؤتمر الوطني) ومسؤول ملف الحوار مع القوى السياسية الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” عن اتصالات تجريها الحكومة حالياً مع حركات دارفور المسلحة. وتوقع في ذات الوقت أن يتم الإعلان عن آلية الحوار مع القوى السياسية خلال هذا الأسبوع.
وقال “مصطفى” في حواره مع (المجهر) أن وسيطاً ثالثاً يجري الآن اتصالات مع حركات دارفور المسلحة للدخول في الحوار مع الحكومة، وقد اتهم (قطاع الشمال) بأنه يريد اتفاقاً ثنائياً على غرار (نيفاشا)، ونفى أن تكون الحكومة تعمل على التستر على الفساد وبأنها جادة في محاربته، على أن لا تحول إلى قضايا كيدية وتشهير بالأشخاص، وتكسير للمؤسسات. وقال إن طريق الحوار والحريات هو الطريق الصحيح الذي نتمنى أن نتعاون جميعاً للسير فيه، وقال: (لا نريد أن نكون سجناء للماضي الذي نريد أن نتعظ منه ونستفيد، وبدل أن يكون الماضي سجناً نريده أن يكون ملهماً للمستقبل).. فإلى مضابط الحوار..

} أنتم دائماً ما تقدمون الحلول الأمنية والعسكرية على الحلول السياسية؟
– الأزمات والحروب في السودان موجودة قبل أن تأتي هذه الحكومة، ولا توجد حكومة حرصت على الحلول السياسية مثل هذه الحكومة.
} أزمة دارفور أكبر شاهد؟
– الحكومة حرصت على إيجاد حل لمشكلة دارفور في (أبوجا) و(أنجمينا) و(الدوحة)، وهي كلها حلول سياسية تنتهي بممارسة سياسية ومشاركة في الحكم، ثم بعد ذلك تأتي المعالجات الأمنية.
} يقال إنكم تنفذون أجندة أمريكا لذلك لم تُسقط النظام؟
– لماذا تضعنا أمريكا في قائمة الإرهاب، وتفرض علينا عقوبات اقتصادية، وتدعم محكمة الجنايات الدولية وهي ليست عضواً بها؟؟ المنطق يقول لو كنا ننفذ أجندة أمريكا في المنطقة لدعمتنا ولوقفت معنا.
} العلاقة بينكم ومصر ما زال يشوبها الغموض والتوتر أحياناً؟
– لا ننفي أن هنالك قطاعات شعبية في السودان لديها تحفظات على ما يجري في مصر، ولا نستطيع أن نمنع هذه القطاعات من أن تعبر عن رأيها، مثلما توجد قطاعات شعبية أخرى تدعم ما يجري في مصر. لكن بالنسبة للموقف الرسمي للحكومة، فهو يرى ضرورة أن تتطور علاقات السودان ومصر وتمضي إلى الأمام. وأعتقد أن ما تتخذه الدبلوماسية السودانية من خطوات يعكس ذلك.. وهذا يعيدني مرة أخرى إلى صحيفة (المجهر)، فهي تبنت هذا الموقف منذ وقت مبكر.. العلاقات الرسمية يجب أن تمضي، وهذه العلاقة هي علاقة إستراتيجية، وهنالك مصالح مشتركة بين البلدين، بصرف النظر عن من يحكم سواء في مصر أو السودان.. يجب أن تكون هذه العلاقة فوق الخلافات.
} كل الدلائل تشير إلى اكتساح المشير “عبد الفتاح السيسي” للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر حسب متابعتنا كإعلاميين.. فكيف ستتعاملون مع هذا الواقع الجديد؟
– نحن سنتعامل مع الحكومة الموجودة في مصر.. الحكومة التي ستأتي وتحكم مصر هذا شأن يقرره الشعب المصري.. والحكومة السودانية ستتعامل مع الحكومة الموجودة في مصر وفقاً للمصالح المشتركة بين البلدين.
} من هو السفير السوداني الجديد لدى مصر؟
– حسب علمي، فإن الفريق أول ركن “محجوب أحمد عبد الله شرفي” مدير المخابرات العسكرية السابق هو المرشح الآن كسفير للسودان لدى مصر.
} متى سيقدم أوراق اعتماده؟
– لا علم لي بذلك.
} ماذا عن علاقتكم بالسعودية بعد حظر المملكة لـ(جماعة الإخوان المسلمين)؟
– أهمية علاقتنا بالمملكة العربية السعودية لا تقل عن علاقتنا بمصر، فالمملكة بها أكثر من مليون سوداني يعملون بها ويجدون كل الرعاية والتسهيلات، وما زال العديد من السودانيين يذهبون إليها للعمل أو العمرة أو الحج.. والحمد لله هذه لم ولن تتأثر، والمملكة الآن أكبر مستثمر في السودان…
} (مقاطعة).. هذا دائماً ما تقوله الحكومة.. ولكن دائماً ما ترشح معلومات بأن المملكة غير راضية عن سياساتكم؟
– أنا حينما أتحدث لك عن تقدم في الاستثمار، أتحدث عن أرقام موجودة أمامي سواء من المشروعات المنفذة أو تلك المطلوب تنفيذها الآن.. هنالك العديد من المصالح التي تربط بين بلدينا، المملكة وضعت (الإخوان المسلمين) ضمن قائمة الإرهاب، هذا أمر يخص المملكة، لأن البحرين وهي دولة خليجية لم تفعل ذلك، أيضاً الكويت، فالإخوان موجودون بها ولم تضعهم ضمن قائمة الإرهاب، أيضا قطر والعديد من الدول الأخرى التي يوجد بها (الإخوان المسلمون).. فهل بالضرورة إن وضعت المملكة العربية السعودية (الإخوان المسلمين) ضمن قائمة الإرهاب أن نفعل نحن ذلك…
} (مقاطعة).. هل لأن السعودية أو مصر تحسبكم أنتم أنفسكم كنظام (إخواني)؟
– نحن لم نوجد اليوم أو أمس، فالرئيس “البشير” أكمل (25) عاماً في الحكم، وهذا النظام موجود طوال هذه الفترة، فهل بسياساته أو بأرضه أو بعلاقاته أتاح أية فرصة لتتأذى السعودية أو البحرين أو الإمارات أو غيرها…
} (مقاطعة).. أن تحسبوا من (الإخوان) ألا يسبب ذلك ضرراً لسياسة السودان الخارجية؟
– (الحركة الإسلامية) في السودان اتخذت موقفاً من أن الانضمام للتنظيم الدولي لـ(الإخوان المسلمين)، ومعروف أن الدكتور “حسن الترابي” حينما كان أميناً عاماً لهذه الحركة اتخذ قرار التنسيق لا العضوية، وظل ذلك هو موقفها.. الحركة الإسلامية السودانية ليست عضواً في التنظيم الدولي لـ(الإخوان المسلمين)، وذلك لا يعني أنه لا يوجد لديها تعاطف معه أو مع ما يجري في الساحة، وتتمنى أن تستقر الأوضاع…
} (مقاطعة).. إذن أنتم متعاطفون مع (الإخوان) في مصر؟
– أنا أجبتك عن هذا السؤال، كدولة نحن نؤمن بوجود علاقات إستراتيجية مع مصر التي نتوقع أن تعاملنا بالمثل.
} وبالنسبة للسعودية؟
– نفس الشيء، ونحن نعتقد أنه لا يوجد ما يكدر صفو علاقتنا بالسعودية، بل نعتقد أنها الآن زعيمة العالم الإسلامي، وإذا وجدت أي خلافات بيننا فهنالك من الآليات والقنوات ما يعالج الاختلاف في وجهات النظر.
} ألا يُغضب ذلك حلفاءكم القطريين؟
– لا أعتقد أن قطر تنافس المملكة العربية السعودية في زعامة العالم الإسلامي…
} (مقاطعة)… ولكنها ترعى (الإسلاميين) على مستوى العالم؟
– هذه سياساتها، ولكن المملكة العربية السعودية بحكم احتضانها للحرمين الشريفين، والحج والعمرة، وبأنها من أكبر دول المنطقة، لا شك أنها زعيمة العالم الإسلامي وتقدم خدمات كثيرة للمسلمين، ولا أعتقد أن قطر تريد منافستها في ذلك.
} هل فعلاً سيبعد قيادات إخوانية إلى السودان؟
– لا علم لي بذلك.
} هل سيستقبل السودان قيادات (إخوانية) مبعدة من قطر مثل الشيخ “القرضاوي” في حال حدوث مصالحة خليجية كاملة؟
– لا علم لي بذلك، أن “قطر” ستطرد أو لا تطرد، والإجابة عن مثل هذا السؤال لا تأتي في مثل هذه الحوارات، فالدولة لديها مؤسسات ولديها مصالح وهي تدرس مثل هذه القضايا، وتقرر بشأنها، واضعة في الاعتبار الأول مصلحة السودان والسودانيين.
} علاقتكم بإيران هل هي عقدة في المنشار بالنسبة للعلاقات (السودانية- الخليجية)؟
– قناعتي وحسب معرفتي أن العلاقة مع إيران هي علاقة عادية.. إيران دولة إسلامية عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة عدم الانحياز وتدعم السودان سياسياً، لذلك العلاقة عادية، خاصة وأنني كشخص مسؤول عن الاستثمار في السودان لا أرى إستثمارات إيرانية في السودان مثلاً كما أرى استثمارات سعودية، قطرية، مصرية، وإماراتية، ولكن الذي ألحظه وأنا أتابع المتغيرات الإقليمية والدولية، أن إيران الآن في ظل رئاسة الرئيس “حسن روحاني” أصبحت لديها علاقات متطورة مع عدد من دول الخليج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية