شهادتي لله

الجزيرة من (فكي) لـ(فكي)؟!!

{ بعد عدة أسابيع على تعيين البروفيسور “الزبير بشير طه” والياً لولاية الجزيرة، سألتُ أحد أبناء الولاية: ما رأيك في أداء (الوالي)؟ قال لي بسخرية هادئة: جابوا لينا (فكي)!!
{ نعم.. كان بروف “الزبير” زاهداً.. ومجاهداً.. عفيف اليدين. تالياً للقرآن.. عابداً.. وقائماً.. لكنه لم يوفق في إدارة (الجزيرة) – الولاية الأغنى في السودان – أو هكذا يفترض أن تكون.
{ وما نشرته بعض الصحف عن تفاصيل فاتورة هاتفية لأحد مستشاري الوالي “الزبير”، بلغت (عشرة آلاف جنيه)، قيمة مكالمات أثناء فترة (تجوال) بالمملكة العربية السعودية، لم تجد أدنى اهتمام عند أي كاتب حصيف، فمتى كان الفساد بفواتير (الرومينق) لبضعة آلاف من الجنيهات اقتضتها طبيعة الوظيفة وضرورة التواصل اليومي مع موقف العمل في “مدني”، وهذا يحدث معنا كرؤساء صحف عندما نسافر خارج السودان، مع فارق حجم (المبلغ)، وأنه لن يُصرف من الخزينة العامة ولكنه في كل الأحوال اتهام ضعيف جداً، ولا يرقى لمستوى (شبهة) فساد، والدليل على ذلك أن القضايا المطروحة للرأي العام يتجاوز حجم الاعتداء على المال العام فيها عشرات (المليارات) من الجنيهات!!
{ غادر البروف (الفكي) “الزبير بشير” “ود مدني” مستقيلاً، ولكن نخشى ما نخشى أن تظلم رئاسة الجمهورية ولاية الوسط الكبرى.. (صُرة) السودان، وكنزه المدخور في مشروع الجزيرة والمناقل، مرة أخرى بتعيين (فكي) آخر والياً على الجزيرة!!
{ فقد سمعناـ ولم يسرُُّناـ أن الرئاسة أوشكت على تعيين الدكتور “محمد يوسف” وزير الدولة للمالية وأمين ديوان (الزكاة) السابق والياً للولاية (الخضراء)!!
{ وشخصية “محمد يوسف” قريبة من شخصية “الزبير بشير”، كلاهما طاهر اليدين، زاهداً، ومستقيماً، ولكننا لا نحتاج في الولاية المظلومة إلى زهاد.. عُباد.. نساك.. يقيمون الليل.. بل في حاجة ماسة إلى قيادة سياسية واقتصادية (حية).. فاعلة ومتفاعلة.. وقادرة على تحريك الجمود ونفض الغبار عن (مشروعات) و(برامج) و(خرائط) مدفونة في أدراج مكاتب الولاة والوزراء السابقين واللاحقين، لتغيير الواقع الحزائني الرتيب الذي خيم على مدن وبلدات وقرى الجزيرة على مدى السنوات العشر الأخيرة.
{ لا نريد لأهلنا والياً مشغولاً بنادي (الهلال) أو (المريخ) كما كان الفريق “سر الختم”، جسده في بيت الضيافة بمدني، وقلبه هنا معلق بنادي الهلال في (العرضة) شمال بأم درمان!!
{ ولا نريد لهم والياً باهتاً.. بارداً.. قليل الحركات.. كثير السكنات.. في بيئة تحب الخطباء.. الفصحاء.. الممتلئين طاقة وحيوية.. الجائلين بين صيوانات العزاء من (حلة) إلى (حلة)، (يواجبون) في الأفراح والأتراح، ولا ينسى عمله الأساسي في تنفيذ المشروعات.. مشاركاً بهمة وأصالة في ضخ الروح بشرايين مشروع الجزيرة، ناهضاً لتوسعة طريق الخرطوم – مدني مع الوزارة المركزية، بانياً للمستشفيات والمدارس، مستجلباً للأطباء، واقفاً على تشييد محطات المياه على امتداد القرى والفرقان، مطلقاً ثورة العمران والتجميل والسياحة في “مدني”، الحصاحيصا، والكاملين، مبشراً بغد أفضل للمزارعين في بقاع تشتعل قمحاً وقطناً.. وتمني..!!
{ سيدي الرئيس.. هناك مساحة (وسطى) بين (الفاسد) و(الفكي).. فليس بالضرورة أن يكون الخيار إما هذا أو ذاك، فأبحث لنا عن أهل (الوسط).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية