مولانا "حيدر".. قاضي (سوداني) يهزم إسرائيل!!
} اختيار مولانا الدكتور “حيدر أحمد دفع الله” رئيساً للقضاء، يواكب هذه المرحلة المهمة من عمر الوطن، القاصدة نحو تأكيد و(تمكين) دولة (العدالة) والشفافية والحرية والديمقراطية.
} مولانا “حيدر” من الكفاءات القانونية النادرة في بلادنا، كما أنه من طينة سودانية خالصة، ومن كيمياء هذا الشعب الفريد.. من ملامحه الوضيئة.. وقسماته الوسيمة.. بعيداً عن ثقافة (حبل المهلة) و(ضل الضحى البطول العمر..) وتفاصيل البداوة غير المحببة.
}حكى لي شاهد عصر على فترة عمل مولانا “حيدر” الذي كان منتدباً في سلك القضاء بدولة “قطر”، أن الرجل واجه قضية ذات حساسية (سياسية) و(دبلوماسية) و(أمنية) بالغة، لكنه حسم أمره، وأصدر قراره وفق ما يمليه القانون، وتجاوز ذلك بأنه من نفذ القرار على جهة (قوية) طويلة اليد، واللسان، عصية على عرب الشرق الأوسط، ومناصريهم من دول (عدم الانحياز) منذ العام 1948م..!!
} مولانا “حيدر” هزم “إسرائيل” (بالقانون)، مثل ما هزمها الموسيقار السوداني المعجزة “بشير عباس” بفوزه في مؤتمر الموسيقى العالمي بألمانيا قبل عشر سنوات متقدماً في الترتيب على موسيقار (إسرائيلي) بارع!
} وتفاصيل القصة تقول إن مواطناً (قطرياً) رفع دعوى قضائية نظرها القاضي (السوداني) “حيدر دفع الله” ضد المكتب التجاري (الإسرائيلي) بالدوحة، ووقتها كانت “قطر” قد وافقت على فتح قنوات اتصال مع إسرائيل عبر مكتب علاقات تجارية افتتح في العام 1996م بواسطة رئيس الوزراء آنذاك “شيمون بيريز” وتم إغلاقه في العام 2009م بعد الحرب الوحشية للدولة العبرية على “غزة” في ذلك العام.
} طالب المواطن (القطري) وهو مالك العقار الذي يستأجره المكتب التجاري الإسرائيلي، بإخلاء العقار، وبعد عدة جلسات حكمت المحكمة بإخلاء المبنى وتسليمه لصاحبه..!!
} ارتفعت حواجب الدهشة والترقب، عند الذين تابعوا المحكمة من قضاة ومحامين ومواطنين، وتبقى السؤال الصعب: كيف سيتم تنفيذ حكم القاضي (السوداني) على (سفارة) إسرائيل أو مكتبها (التجاري) في “الدوحة”؟!!
} لم يتردد القاضي (السوداني)، عندما ترددت جهات أخرى في تنفيذ الحكم، وذهب مصطحباً (شرطي) إلى مقر المكتب التجاري الإسرائيلي، وسلمهم أمر الإخلاء مطالبهم بالتنفيذ..!!
} ولدهشته.. ودهشة (القطريين).. استجاب (الإسرائيليون) بكل هدوء لقرار المحكمة.. وأخلوا المبنى!!
} صحيح أنهم مجرمو حرب ومرتكبو (إبادة) في حق (الفلسطينيين) وبعض (العرب)، إلا أنهم يعتقدون في الديمقراطية ويمارسونها كأروع ما يكون داخل (الأرض المحتلة)، ويطبقون القانون ويحترمونه، لدرجة أن رئيس الوزراء يمثل للتحري أمام ضابط شرطة برتبة صغيرة في قضية (شبهة) فساد قد لا تتجاوز بضعة عشرات من ألوف الدولارات!!
} لهذه القصة وجهان.. الأول جدية وعدالة القاضي السوداني، الثاني أن إسرائيل (الكافرة) تحترم القانون، وتنفذ أحكام القضاء، وهذا أدعى أن يفعله المسلمون.. المؤمنون العابدون.. الصائمون.