ولايات

تراكم وتكدس الأوساخ و(مطرة) خفيفة تفضح حال القضارف

الزائر إلى مدينة القضارف لا تخطئ عيناه تراكم وتكدس الأوساخ في الطرقات والأحياء والأسواق، ومنذ الوهلة الأولى يلحظ المرء تطاير أكياس النايلون على جانبي الطريق القومي عند مدخل مدينة القضارف التي تبحث عن كابح يكبح همة الأكياس ونشاطها الدءوب بفعل دفعات الرياح والأعاصير. هذه الأكياس التي لا تجد مانعاً لها أو زاجراً من عمال النظافة وموظفي البلدية، ما فتئت إلا أن يستقر مسيرها وتتشابك في أغصان وفروع أشجار العشر والكتر، وهي تتدلى لتعانق تلك الأغصان وتضمها إلى صدرها في عناق أبدي، يمثل لها موطئ قدم لا فكاك منه لترسم بذلك صورة شائهة لمدينة القضارف التي تدعي بأنها أرض العطاء والجمال!!.
جولة تكشف حجم التردي البيئي للمدينة
الجولة التي قامت بها (المجهر) داخل الأحياء الغربية لمدينة القضارف والسوق العمومي كشفت حجم التردي البيئي الناتج عن تراكم الأوساخ والنفايات وتكدسها أمام منازل المواطنين، الأمر الذي أدى إلى انتشار الذباب وظهور أمراض الحساسية بعد أن أصبحت الأوساخ مهدداً لتفشي الأمراض المنقولة بواسطة الذباب، وظهور الحشرات خاصة بعد أمطار الصيف الأخيرة حيث بدأت جحافل الذباب والجنادب في الانتشار نتيجة لانتشار الأوساخ. وطافت (المجهر) في جولتها بعدد من الأحياء الغربية التي شملت أحياء العباسية والصداقة والبرنو والمطار وسوق القضارف العمومي، وما كان لافتاً في الجولة الصورة المقززة لتراكم النفايات بالقرب من مصادر المياه بحي العباسية وانبعاث الروائح الكريهة، إضافة إلى انتشار عدد من الميعات داخل سوق القضارف التي نجمت عن الأمطار الأخيرة دون أن تحرك بلدية القضارف ساكناً لمعالجة تلك الأوضاع المتردية بيئياً .
شكاوى من المواطنين ولا مجيب
* مواطنو الأحياء الغربية أكدوا في حديثهم لـ(المجهر) أن الأوساخ والنفايات ظلت قابعة خارج منازلهم لأكثر من أسبوعين، في انتظار أن تأتي عربة النفايات لحملها خارج الأحياء، إلا أن الأمر ظل كما هو عليه. وأضافوا أن بعض المواطنين لجأوا للتخلص من الأوساخ عبر حرقها من حين إلى آخر، وآثر البعض منهم التخلص منها برميها في الخيران. ولفتوا إلى أن الأمر أصبح يشكل هاجساً لهم على خلفية تراكم الأوساخ أمام منازلهم، وأن ذلك أوجد بيئة خصبة لتوالد الذباب والبعوض، الأمر الذي قد يؤدي إلى ظهور بعض الأمراض التي يمكن أن تشكل خطراً على أطفالهم، وشكوا من أن أسراب البعوض أصبحت تقطن في منازلهم بصورة دائمة، وأن الأمر في السابق كان يقتصر على فصل الخريف فقط. وقالوا إن غياب حملات النظافة التي كانت تقام في السابق بصورة دورية وارجعوا غيابها لانشغال معتمد البلدية بالبرامج الاحتفالية المكرورة التي لا فائدة يجنيها المواطن منها واعتبروا ذلك إهدار للمال العام. وأشاروا إلى أن استجابة البلدية أصبحت ضعيفة جداً خاصة في عهد المعتمد الحالي وفي داخل سوق القضارف العمومي التقت (المجهر) في جولتها بالتاجر “عز العرب سليمان” الذي أوضح أن هنالك غياباً تام لبرامج الرقابة الصحية علي الأطعمة وزاد على ذلك عدم وجود برنامج واضح من البلدية للتخلص من النفايات داخل السوق لذلك تجد السوق تارة يكون في أفضل حالات النظافة وأخرى متراكم النفايات والأوساخ. وأضاف أن هنالك قصوراً في مراقبة دورات المياه الخاصة والعامة داخل السوق وأن ذلك أدى إلى انتشار الروائح الكريهة خاصة في ساعات الليل بينما قال المواطن محمد أيوب أن البلدية همها الأول هو جباية الرسوم لا غير، مشيراً إلى حجم التردي البيئي ولكن لا حياة لمن تنادي وعبر عن استغرابه من أن تكون ولاية بحجم القضارف تفشل في امتحان النظافة وإصحاح البيئة.
تحذيرات من خطورة مكب النفايات الجديد للبلدية
من جانبهم حذر عدد من خبراء الصحة والبيئة بالولاية من خطورة المكب الحالي للنفايات ببلدية القضارف وأن استخدامه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. وأكدوا أن المكب غير مطابق للمواصفات العلمية والبيئية والصحية للتخلص من النفايات نسبة لعدم وجود محرقة للتخلص من النفايات الصلبة والطبية وقالوا إن وجود المكب بالقرب من الخيران التي قد تجرف بعض النفايات الصلبة خاصة في فصل الخريف وهذا قد يؤدي إلى حدوث بعض الأمراض مثل السرطانات. وأشاروا إلى ضرورة إجراء دراسات لعمل مكب جديد بمواصفات علمية بعيداً عن التواجد السكاني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية