هل يتمتعان بصحة جيدة؟!
} ارتفاع سعر (الدولار) وبقية العملات (الصعبة) مقابل الجنيه السوداني قضية أهم من (مؤتمر الحوار الوطني)، ومفاوضات “أديس أبابا” بين “غندور” و”عرمان”.
} قد يقول قائل إن وقف الحرب تساعد على انخفاض أسعار (النقد الأجنبي) وتحسن وضع (الجنيه السوداني)، غير أنني أرد عليه بأن ذلك صحيح، لكن الحرب كانت على أشدها في جنوب السودان، وكانت حكومتنا تحارب دول خلف (الجيش الشعبي) مثل “يوغندا” و”إثيوبيا” و”إريتريا”، بالطائرات والصواريخ، ولم يكن الدعم (الأمريكي) و(الأممي) خجولاً ولا مستتراً، بل كان عياناً بياناً، ولسنا في حاجة إلى التذكير بحادثة وزيرة خارجية الولايات المتحدة “مادلين أولبرايت” التي حملت في طائرتها قادة (التجمع الوطني الديمقراطي) في رحلة لدول (الحزام الأفريقي) المعادي للسودان لاستنفارها في الحرب ضد السودان ورغم ذلك لم يرتفع (الدولار) ولم ينخفض (الجنيه) ثلاثة قروش لمدة (أربع سنوات) من العام 1996 إلى العام 2000م، إبان تولي الوزير الراحل الكبير الدكتور “عبد الوهاب عثمان شيخ موسى” منصب وزير المالية!! و وقتها لم يكن السودان يصدر برميلاً واحداً من البترول، ولا (كيلو) من الذهب!!
} مطاردة حركات “مناوي” و”جبريل” و”عبد الواحد” في دارفور، وعمليات تحرير البلدات في “جنوب كردفان” – الآن – لا مقارنة بينها وتكلفة حرب شلالات الدماء وطوابير الشهداء التي كانت نيرانها تلامس السحاب في الاستوائية.. شرقها.. وغربها.. وأدغال بحر الغزال.. منتصف تسعينيات القرن المنصرم وإلى العام 2004!!
} الفرق كان – دائماً – في الإدارة، والجدية والصرامة في ترتيب (أولويات) صرف الدولة.
} لماذا تنتظر خزينة بنك السودان (وديعة قطرية)، فتبني عليها الآمال وترسم بها الأحلام، حتى إذا لم تأتِ يجن جنون (الدولار)، وينهار جنيهنا (الضبلان)، وتستعر خلف انهياره (كل) الأسعار!!
} والحكومة كأنها في وادٍ غير وادينا، لا يهمها ولا يعنيها، ارتفع جنيهاً أو جنيهين، هذا غير مهم.. الأهم أن تتواصل الرحلات الخارجية.. والتصريحات البائسة التي لا تسمن ولا تغني من جوع!
} لو حدث هذا الأمر في دولة أخرى، لما بقي في الحكومة وزير واحد يعتقد أنه أدى القسم لخدمة الوطن وأنه أدى واجباته على الوجه الأكمل، وأنه أنجز وأنه أعجز… لما بقوا يوماً واحداً على كراسي قاعة مجلس الوزراء (الجديدة)!!
} “مصر” القريبة التي جرى فيها ما جرى من (ثورات) و(انقلابات) وقتلى بالآلاف في ميادين وسط العاصمة، واحتقانات وتفجيرات وتظاهرات لعامين طويلين مريرين، لم يرتفع فيها (الدولار) أكثر من (جنيه)، بينما في ذات الفترة ارتفع (الدولار) بالسودان (5) جنيهات كاملة خلال (عامين) ليصل اليوم إلى أكثر من (9) جنيهات!!
} أنا أتعجب.. ماذا تفعل الحكومة في مواجهة هذا (الانهيار)؟! ماذا فعل وزراء (القطاع الاقتصادي) طوال الأسبوع الماضي لمعالجة هذه الأزمة؟.. هل هم وزراء قطاع اقتصادي في دولة أخرى غير السودان..؟!
} ماذا يفعل وزير المالية ومحافظ بنك السودان.. هل هما على ما يرام يتمتعان بصحة جيدة.. ومعنويات عالية..؟!
} ربما.. فنحن في بلد العجائب..!!