أخبار

يوم هادئ..!

هل علينا أن نضع لافتة على جباهنا تقول : (الرجاء عدم العكننة)!.. الناس – كل الناس – تستيقظ كل صباح جديد على أمل أن يمضي يومها الجديد خالياً من المنقصات.. ولكن هل تتحقق الأمنية في العيش ليوم واحد هادئ وآمن ومستقر!
المنقصات – فيما يبدو – أكثر من عدد أيامنا التي نعيشها.. وفي هذا البلد من السهل جداً أن تلوح أمامك أشياء صغيرة ذات أثر كبير.. حيث باستطاعتها أن تمحو ابتسامتك.. وترسم تكشيرة واسعة على وجهك.. بل وقد تحيلك إلى حالة حزن تقترب من البكاء!
نعم.. الخروج من البيت.. تماماً مثل الخروج من الحمام الذي ليس كدخوله أو العكس لست أدري.. هناك أشخاص لابد أن يقابلونك كل صباح.. أشخاص لا قيمة للوقت عندهم.. لذلك فهم يوقفونك ليثرثروا معك في أشياء تافهة رغماً عن أنفك.. تنصرف فالتاً منهم.. ليقابلك عشرات الرجال الذين يرتدون الزي الأبيض.. يعني ناس المرور.. وسواء كانت رخصة القيادة والسيارة مجددين أم لا.. فلابد أن يوقفوك.. وعليك أن تخرج من الشارع وتركن إلى يمين أو شمال الرصيف.. ولأنهم أوقفوك لابد أن يجدوا لك شيئاً يأخذونه عليك : الرخص تمام.. لكن المرايا مكسورة.. أو اللمبة طافية.. والمحصلة أنك ستدفع قيمة إيصال.. أو الحجز!
وأنت تعيد أوراقك الثبوتية إلى جيبك ستتغير الطريقة المهذبة التي تقود بها سيارتك.. فالسخط يجعلك أكثر خشونة.. ولأن الطرق المهترئة لا تحتمل هذه الخشونة.. فسيتولد نوع من الاحتكاك غير الرياضي المصحوب بمعارك مع السيارات التي حولك لكي تتجاوز السير السلحفائي بسبب الازدحام.. والنتيجة أيضاً إما مروراً متعثراً أو تصادماً يستغرق منك ما تبقى من يومك الذي كنت تحلم به خالياً من المنقصات فإذا به ملىء بالكلسترول وأشياء أخرى.
لا تسألوني عن بقية هذا اليوم الواحد فهناك فصول ومشاهد متخصصة في عكننة الناس وتحويل أيامهم إلى جحيم لا يطاق.!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية