حوارات

نائب رئيس حزب الأمة القومي "الفريق صديق" في حوار ساخن مع (المجهر) بعد صراع ولايةالجزيرة "1 – 2"

القطرة التي أفاضت كأس الخلاف المتأجج بين نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق “صديق محمد إسماعيل” والأمين العام د.”إبراهيم الأمين”، كانت هي أحداث اجتماع الهيئة الولائية بولاية الجزيرة، فالخلاف يبدو أنه قد حفر عميقاً بين الرجلين لدرجة عجز مواعين الحزب على احتوائه ليخرج للإعلام.. (المجهر) جلست إلى الفريق “صديق” الرجل المقرب من رئيس الحزب الإمام “الصادق المهدي”، فسبرت معه أغوار العلاقة بالأمين العام، وعمدنا بعدها لاستجلاء رأيه حول مختلف قضايا الحزب والبلد..

} أزمة الآن تضرب حزب الأمة بسبب الخلافات بين قيادات الحزب بولاية الجزيرة وتدخل المركز فيها، ما هو توصيفك لما يحدث؟
– مشكلة ولاية الجزيرة لم تكن نتيجة للحراك السياسي الأخير المرتبط باجتماع الهيئة الولائية، نشب النزاع منذ أن كنت الأمين العام. وأصل الخلاف أنه بعد مضي ثلاثة أعوام من تكوين المكتب السياسي بالولاية اجتمعت مجموعة أقل من (20 %) من أعضائه وأقروا إضافة (16) عضواً للمكتب وبعضهم لم يكن حتى عضو في مؤتمر الولاية.
} مقاطعةـ عفواً ما هي هذه المجموعة التي تتحدث عنها؟
– مجموعة على رأسها سكرتير عام الحزب بالولاية أدخلوا أعضاء في المكتب السياسي دون استيفاء الشروط، باختصار تم تجميد الأوضاع في الولاية بقرار من مجلس التنسيق. والآن طالبت مجموعة بتفعيل الحزب ودعت لاجتماع الهيئة الولائية لتصحيح الأوضاع.
} ولكن مجموعة رئيس الحزب بالولاية اعتبرت أن الاجتماع غير شرعي وأشارت لوجود تزوير في أسماء الأعضاء؟
– كل إجراءات الدعوة للاجتماع شرعية، فقد دعا للاجتماع أكثر من ثلثي أعضاء الهيئة بمعرفة ومباركة الإمام الصادق. وقد وقف اللواء “فضل الله برمة” على صحة إجراءات الاجتماع كافة وتأكد من أن من دعوا للاجتماع هم أعضاء في الهيئة، ولم يتجاوز الاجتماع استحقاقاته الدستورية فقد اختار رئيساً ومقرراً للهيئة، ورفض السكرتير العام بالولاية الحضور وتقديم تقريره فقرر الاجتماع طرح الثقة عنه واختار بديلاً له.
} لماذا لم تتم الدعوة عبر الرئيس؟
– طلبوا من الرئيس “صديق شقدي” الدعوة للاجتماع لكنه رفض رغم أنه في البداية كان متفقاً معهم. أما الأمين العام فيخطر فقط ولا يحق له التدخل.
} لماذا رفض رئيس الحزب الدعوة للاجتماع؟
– هو لا زال تحت تأثير قرار إضافة العضوية للمكتب السياسي الذي تم تجميده لأنه كان قراراً خاطئاً، وهو يرى أنه قرار باركه هو ولابد أن يمضي.
} ولكن رئيس الحزب بالولاية وصف الاجتماع وما خرج عنه بغير الدستوري؟
– كلامه غير صحيح، وهو لا يستطيع الإفتاء في دستورية الأمور لأن هناك جهات أعلى وأدرى وأفهم منه وأفتت بأن الاجتماع دستوري. وهو قد احتكم لهيئة الرقابة وأفتت بدستورية الاجتماع.
} ماذا سيحدث إن أصر رئيس الحزب بالولاية ومن معه على عدم الاعتراف بقرارات الاجتماع؟
– نحن ليس لدينا شخص يصر على موقف مخالف لدستورنا ولوائحنا التي تلزم كل عضو بالرضوخ لها، وعلى كل شخص بعدها أن ينضبط. ولا مجال لرفض أو قبول. خاصة وأن السكرتير العام الجديد وكل من تم اختيارهم اختارهم أكثر من (67%) من أعضاء الهيئة الولائية.
} البعض يتهمك بالحديث بحدة عن رئيس الحزب بالولاية وقولك (لو ماعاجبو يمشي يخلي الحزب)؟
– لم ولن أقول مثل هذا الكلام، فالعم “صديق شقدي” رجل له تاريخ وأسرته لها تاريخ كبير. بالعكس أكن احتراماً كبيراً له ولسنه ولتاريخه.
} ولكن الأمين العام للحزب د.”إبراهيم الأمين” اتهمك في بيان قبل أيام بأنك تقف وراء المجموعة التي تحاول الاستيلاء على مؤسسات الحزب؟
– أنا اطلعت على البيان في (النت)، للأسف أعتقد أن الأمين العام لم يكن موفقاً كعادته.
} مقاطعة ـ عفواً يا سعادتك ما الذي تعنيه بقولك (كعادته)؟
– هو لم يكن موفقاً في كل البيانات التي يصدرها والخطابات التي يرسلها، فكل تصرفاته انفعالية وتخلو من الحكمة والروية المطلوبة من شخص في موقعه، لذلك لا أستغرب أن ينالني منه هذا الاتهام، وقد سبق أن اتهم رئيس الحزب بخرق الدستور وأنه كون لجنة غير دستورية، عموماً هو رجل يطلق الكلام على عواهنه، وسيجني ثمرة هذا الفعل.
} ماذا تعني بأنه سيجني ثمرة فعله، هل ستتم محاسبته؟
– سيجني ثمرة فعله، فكل شخص يتم تقييم فعله وتتم محاسبته عليه.
} بوضوح، هل ستتم محاسبة الأمين العام على اتهاماته وحديثه في حقك؟
– طبعاً، كل شخص لازم يحاسب على أقواله، إن كان هناك شخص يعتقد أنه لا يحاسب ويفعل كما يشاء إلا يكون “فاكر نفسه نعامة المك”.
} هذا يقودنا للاتهام الموجه لك بأنك تقود تياراً لإفشال الأمين العام وإظهاره بمظهر الفشل أمام القيادة والقواعد؟
– للأمانة، الأخ “إبراهيم الأمين” نازلني في الانتخابات الحرة في الهيئة المركزية في 2009م وأنا انتصرت عليه بفارق أضعاف الأصوات التي تحصل عليها هو، أنا حصلت على (800%) من الأصوات التي تحصل عليها. ورغم ذلك ظللت أكن له تقديراً واحتراماً .
} ولكنه بعدها جاء أميناً عاماً على حسابك وتم إعفاؤك.
– للعلم، كانت هنالك محاولة أن لا يأتي “إبراهيم الأمين” أميناً عاماً، ولكن أنا الذي أصررت أن يأتي “إبراهيم” لسبب واحد هو أنني قبل اجتماع الهيئة المركزية اشتممت رائحة رغبة البعض في تصعيد “إبراهيم” لمنصب الأمين العام، فقلت هذه فرصة لتعزيز تماسك الحزب. إذنً فليعلم الجميع أنه لولا موقفي أنا شخصياً لما كان لإبراهيم الأمين أن يصبح أميناً عاماً على الإطلاق. سجل هذا الكلام على لساني فهذه هي الحقيقة.
} ماذا تريد أن تقول بالضبط من هذا السرد؟
– ما أريد إيصاله للجميع أنه ليس بيني وبينه ثأر، فالرجل لم يهزمني، بل أنا الذي هزمته، ولعله” في نفسه حاجة”، وأنا الآن نائب رئيس وهو من الذين أرأسهم، و”إبراهيم الأمين” الآن دوني تنظيمياً ومسؤوليةً لذلك آخذ بيده وأشفق عليه.
} وأنت أعلى منه تنظيمياً كما قلت، كيف هي طريقة تعاملك معه؟
– أؤكد لك طوال وجودي كنائب رئيس ظللت أسدي له النصح ويشهد على ذلك الإمام “الصادق”، وقبل أيام دعوته لإفطار في بيتي وظللت أنصحه.
} وهل ينتصح ويأخذ بما تسديه إليه من نصائح؟
– أبداً لا ينتصح بنصائحي ولا نصائح غيري، كنت أظن أنه سيأخذ بالنصائح، لكنه دائماً وأبداً عندما ينقلب على عقبيه يخسر كل قضاياه وكل معاركه. الرجل يعمل بمفاتيح أخرى ليست مفاتيح المؤسسات، فقد دخل في صراع مع المكتب السياسي الذي هو آمر لإبراهيم الأمين، ودخل في مصادمة مع رئيس الحزب.
} ما هي هذه المفاتيح التي تقصدها؟
-خليها خليها”، المفاتيح التي تديره من الخارج معلومة وهو يعلمها فهناك أزرار تحركه من الخارج، أنا لا أدري أين هي، ولولا وجود هذه الأزرار لما دخل في هذه المتاهات، رغم أننا أسبغنا عليه صفة التوافق، إلا أنه خذلنا فقد وقف ضد التوافق وحاول تعطيل هذا المشروع.
} ولكن ما هو السر في أن يقف مواقف مصادمة للجميع كما تؤكد أنت؟
– سوء التقدير، الرجل يسئ تقدير المواقف ليس أكثر من ذلك، ليس لديه تقدير موقف مضبوط أصلاً، تقدير مواقفه كلها خطأ، لذلك كل قراراته وتصرفاته خاطئة. وهذه ليست المرة الأولى يخرج مثل هذه البيان، فقد أساء للواء “برمة” في موضوع الجزيرة.
} هذه اللهجة التي تتحدث بها تعزز الحديث الرائج بوجود مواجهة شخصية بينك والأمين العام؟
– قبل أن أصبح أميناً عاماً كانت علاقتي به ودية جداً، أزوره في عيادته ويزورني في مكتبي، وكانت لي رغبة للتنسيق والتعاون معه، ولكنه ظل يتعنت.
} إذاً ما سبب تغيير مواقفه تجاهك عقب توليك مهام الأمين العام؟
– هو يظن أنه كان لديه مساحة لمنافستي على منصب الأمين العام، وما لحق به من هزيمة سبب له حاجزاً نفسياً، وأضمر أنه لابد أن ينتقم من الشخص الذي يرى أنه (قادم جديد) في الحزب كما يروجون، عموماً كلها دوافع غير قائمة على الحكمة والعقلانية.
} لكن هل إدارة الخلاف بينكما تليق بهذه الطريقة؟
– رغم أنه قال في حقي كثيراً مما فيه إسفاف ولكني أصفح عن حقي الشخصي، ولكن أنا أتحدث الآن رداً على ما أورده هو من أقوال في حقي ، فأنا قد تفاجأت بنشر بيان في الإعلام، فأنا لا أرغب في الانتقال إلى معارك إعلامية ، لكن هو وضعنا في هذا الموقف.
} هو اتهمك بأنك شخصية شمولية؟
– في عهدي انداحت اللامركزية في الولايات وامتلكت قرارها وكنت أدافع عن استقلاليتها ضد تغول المركز، فكيف أكون شمولياً وهذه كانت ممارستي لدوري. ويمكنك أن تسأل الولايات عن مدى الديمقراطية التي كنت أعاملهم بها.
} ما موقف الإمام “الصادق” من كل هذا الذي يجري؟
– موقف الإمام من الأمين العام يسأل هو عنه، ولكن الإمام ليس مشفقاً ويعتبر أنها ممارسة سياسية طالما حصرت داخل المؤسسات، وهو لا يعجبه ما يحدث و يرى أنه ما كان ينبغي أن تخرج الخلافات للإعلام. لكن أحياناً يخرج الأمر من اليد .
} هل هذا يهدد استمرارية د.”إبراهيم الأمين” في موقعه؟
– لا أدري، أنا عموماً لن أقدم ضده شكوى لهيئة الرقابة والضبط، ولكني أرد عليه بهذه الطريقة التي اختارها.
} هل تتوقع أن اجتماع الهيئة المركزية الشهر المقبل سيعفيه من موقعه؟
– هذا في رحم الغيب، وربنا سبحانه وتعالى يولي من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء، والجماهير ستقول رأيها.
} لكنك متهم بقيادة تيار لإقصائه خلال اجتماع الهيئة المقبل.؟
– كل متهم بريء حتى تثبت إدانته، وأتحدى أن يأتي أحد بأي مواقف لي ضد الرجل، على العكس كنت أسانده داخل المؤسسات ليثبت قدراته وليحقق التوافق المطلوب، وكنت أحسن معاملته تماماً.
} وهل هو يبادلك بذات حسن التعامل؟
– لا ، أبداً لم يكن يبادلني طريقة التعامل، بل كان يتعامل معي بشك وكأنه يعتقد أنني أهادنه فقط، وكان معشعشاً في رأسه هذا الإحساس. وقد واجهته بهذا وقلت له أنت لديك شك في رأسك، وأخبرته خطأ هذا الأمر وأني قد تجاوزت هذه المحطة.
} إن عُرض عليك أنت والأمين العام أن تغادرا موقعيكما في سبيل تماسك الحزب هل تقبل؟
– أنا أبديت رغبتي في عدم الاستمرار لأني أشعر أنني غير منتج في هذا الموقع . ورئيس الحزب هو صاحب القرار، وأنا ليس لدي مانع في دفع أي ثمن في سبيل تماسك الحزب.عوماً أنا أتت بي إرادة الرئيس الذي يستمد سلطاته من المؤتمر العام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية