الخارجية تعقب
السيد/ رئيس تحرير (المجهر السياسي)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،،
أرجو أن تسمحوا لنا بالتعقيب على ما جاء في عمود (خارج النص) يومي الثلاثاء 15/4/2014م والأربعاء 16/4/2014م تحت عنوان ( أسفار علي كرتي). وأولى الملاحظات أن الكاتب اختار أسلوباً يتسم بالتعميم المخل، والمبالغة وخلط الحقيقة بالخيال، فضلاً عن تحميل وزارة الخارجية المسؤولية عن أمور وقضايا لا تقع ضمن دائرة اختصاصاتها .
فلا معنى لانتقاد السيد وزير الخارجية بأنه كثير الأسفار، لأنه مثل انتقاد الصحفي بأنه يكتب يومياً أو مذيع التلفزيون لأنه كثير الظهور في الشاشة. وإنما يكون الانتقاد موضوعياً إذا ذكرت أمثلة لرحلات للوزير لم تكن لها دواعٍ كافية، أو لبلدان ليس لدينا ما يربطنا بها . وليس صحيحاً أن السيد الوزير يلبى كل دعوة تصله، وإلا لما كفته أيام الأسبوع السبعة، وشهور السنة الاثني عشر . وغنيٌ عن القول إن السيد الوزير لا يزور البلدان التي يزروها بغرض السياحة أو لهوى شخصي ، خاصة وأن مدة معظم هذه الزيارات لا تتجاوز يوماً أو يومين، وأحياناً تكون ساعات الطيران أطول من الوقت الذي تقضيه الوفود في البلدان المزارة .
أما الزعم بأنه لا عائد من زيارات وزير الخارجية، لأن علاقاتنا الخارجية متدحرجة، كما يزعم الكاتب، فهو نموذج آخر للاموضوعية والاعتساف في إصدار الأحكام . فزيارات وزراء الخارجية لا تقيم بمنطق “تجار الشنطة” الذين يجردون حساباتهم عند نهاية كل رحلة ليعلموا ربحهم أو خسارتهم . وإنما لديها معطيات مختلفة. فالمعلوم أن العمل الدبلوماسي كشكل من أشكال الاتصال الإنساني يتطلب وقتاً ومثابرة وتنسيقاً من أجهزة الدولة كافة لتحقيق النتائج المرجوة. وقد لا يتسع المجال لاستعراض بعض نتائج تحركات وزارة الخارجية الأخيرة بما في ذلك زيارات السيد الوزير . ولكن لأن الكاتب أشار إلى ما سماه ” الحصار الاقتصادي الغربي” والذي في رأيه أمتد إلى الآخرين، تكفى الإشارة فقط إلى نموذجين: الأول هو الملتقى الاقتصادي السوداني الألماني الذي استضافته الخرطوم الشهر الماضي بمشاركة (40) شركة ألمانية. والنموذج الآخر هو ما حظيت به مبادرة السيد رئيس الجمهورية لتحقيق الأمن الغذائي العربي ، من نجاح سعت له وزارة الخارجية وأصبحت بلادنا القبلة الأولى للاستثمارات الزراعية السعودية كما صرح بذلك مدير مكتب مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي في الخارج يوم 19/3/2014 كل ذلك في ظل ما يقال عن حصار اقتصادي غربي وعربي. وسياسياً عندما يعلن وزير خارجية دوله كبرى وعضو دائم بمجلس الأمن ـــ روسيا ـــ عقب لقائه مع رصيفه السوداني عن استعداد بلاده لاعتماد آلية عقوبات أممية ضد الأطراف التي تعرقل عملية السلام في دارفور … فهل يصح الحديث عن أنه لا عائد من زيارتها؟
وبالنسبة لموضوع مواطني جنوب السودان الذين نزحوا للسودان عقب اندلاع الحرب هناك، فليس صحيحاً ما ذكره الكاتب من أن تقارير مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لا تتضمن أي إشارة لهم. فآخر تقرير للمفوضية صدر يوم 26/3/2014م يتحدث عن أكثر من (44) ألف لاجئ من جنوب السودان في السودان وإنه تمّ توفير الغذاء لهم من السودان . لكن السياسية الرسمية للسودان أن هؤلاء لن يعاملوا كلاجئين ولن تكون هناك معسكرات لهم، كما أعلن ذلك السيد رئيس الجمهورية، فما وجه اللوم هنا لوزارة الخارجية؟
كذلك تناول الكاتب أمر علاقات السودان مع دول الخليج من ناحية وإيران وباكستان والصين وماليزيا من ناحية أخرى يما يوحى أنهما طرفا نقيض إذا أقمت علاقة مع طرف فلابد أن تقاطع الآخر. وهذا أمر لا أساس له منطقاً أو واقعاً. فكل دول الخليج لها علاقات مع الدول الآسيوية المشار إليها، بما في ذلك إيران، ربما بما يفوق علاقات السودان مع تلك الدول .
كما أنه ليس هناك صحة للزعم بأن سفير السودان في كمبالا نقل فوراً بسبب موضوع النقل التلفزيوني لمباراة كرة القدم المعنية. لأن السفير لا يزال يباشر عمله بكمبالا حتى الآن. ووزارة الخارجية مقتنعة تماماً بأن السفير تصرف في هذا الأمر بالطريقة الصحيحة بل أنها شرعت في دراسة اتخاذ إجراءات قانونية ضد من أساء للسيد السفير في كمبالا .
أما الزعم بأن وزارة الخارجية انصرفت عن دعم السودانيين المتقدمين لوظائف المنظمات الدولية فهو ادعاء باطل بلا سند، بل إنه وباقتراح من الخارجية أنشئت آلية على مستوى رئاسة مجلس الوزراء لدعم الوجود السوداني في المنظمات الدولية، تتابع هذا الأمر بانتظام وتسعى لتقديم مرشحين أكفاء لكافة المناصب. ولا يزال السودان يحظى بتمثيل مقدر في عدد من المنظمات الدولية: كمنظمة التعاون الإسلامي (الأمين العام المساعد ومدير الإدارة السياسية)، الأمم المتحدة: عدد من ممثلي المنظمة ووكالاتها في عدد من البلدان وكذلك في الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي و(الإيقاد) والكوميسا والمؤتمر الدولي لإقليم البحيرات وغيرها كثير .
إن وزارة الخارجية تعد الإعلام شريكاً أصيلاً لها في مهامها المنوطة بها، وتنتهز هذه المساحة للإعراب عن تقديرها لمساهمات وعطاء الإعلاميين السودانيين ولكنها تأمل في أن يتحروا الدقة وينظروا بعين الإنصاف لجهد الآخرين وعلى رأسهم وزارة الخارجية .
يرجى التكرم بنشر هذا التعليق في نفس الصفحة التي نشرت فيها الحلقتان.
أبوبكر الصديق محمد الأمين
مدير إدارة الإعلام والناطق الرسمي