حوارات

على خلفية قرار المعارضة بتجميد نشاطه.. (المجهر) تجري مواجهة ساخنة بين (الشعبي)و(التحالف):

قرار تجميد عضوية المؤتمر الشعبي في تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض ومنعه من المشاركة في اجتماعات الهيئة العامة للتحالف، قد لا يبدو مفاجئاً للمراقب للعلاقة بين تحالف المعارضة  وحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور “حسن الترابي”،  فمنذ فترة طويلة قد تؤرخ بالأحداث في مصر وموقف أحزاب التحالف منها بدأت العلاقة تتوتر مع  الشعبي ذي المرجعية الإسلامية، وتأزم الأمر أكثر باختيار الشعبي كسر قرار التحالف الرافض لدعوة الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية، وقبوله للحوار وطرح اشتراطات المعارضة على منصة الحوار. الأمر الذي رفضه التحالف واعتبر حينها موقف الشعبي إضعافاً للمعارضة، لكن رغم ذلك كان دائماً ما يردد قادة التحالف مقولة أن العمل الجبهوي لا يتم فيه إبعاد حزب أو معاقبته، لكن يبدو أن صبر أهل التحالف قد نفد فبادروا أمس الأول لاتخاذ قرار بتجميد عضوية حزبي المؤتمر الشعبي والعدالة القومي، وهما آخر حزبين يمينيين في التحالف. (المجهر) حاولت استجلاء الأمر فجلست إلى الأمين السياسي للشعبي “كمال عمر”، والقيادي البعثي والناطق باسم التحالف بالإنابة “محمد ضياء الدين” فكانت إفاداتهما على النحو التالي:

 “كمال عمر”
} كيف تلقيتم قرار تجميد عضويتكم بتحالف المعارضة؟
– نحن اطلعنا على هذا القرار عبر وسائط الإعلام (الفيس بوك والواتساب).
} ألم تكونوا حاضرين في الاجتماع الذي أصدر القرار؟
– لا أبداً تم تغييبنا تماماً من الاجتماع لأنهم لا يمتلكون الجرأة في اتخاذ القرار في وجودنا.
} لكن في النهاية هو قرار مؤسسات التحالف؟
– الهيئة العامة جسم تنسيقي ولا يحق لها إصدار هذا القرار، وقد ظلت هناك إشكالات منذ فترة في جسم الهيئة وأصبحت تلعب دور الألفة تجاه الأحزاب، ولكن الجسم الأعلى هو مؤسسة الرؤساء.
} وهل رؤساء الأحزاب على علم بهذه الخطوات التي أفضت إلى تجميد عضويتكم؟
– آخر اجتماع للرؤساء أثيرت فيه هذه القضية ولكن لم يتم حسمها.
} لماذا لم تحسم؟
– لأن التحالف ليس له لوائح وقوانين متعلقة بفصل أو تجميد أو عقاب حزب.
} في النهاية القرار صدر ما هو تقييمكم له؟
– نحن لا نعترف بهذا القرار لأنه لم يصدر من المؤسسة المعنية باتخاذه. وهذا القرار يقدح في مصداقية التحالف الذي يتحدث عن الحريات والديمقراطية وينتقد المؤتمر الوطني، ولكنه الآن اتخذ خطوة شبيهة بما يفعله الوطني. وأنا أتساءل إن كانوا يمنعونا الآن من حقنا في الحوار، فإنهم إن وصلوا الحكم فسيمنعون عنّا الأكسجين.
} ولكنكم خالفتم مواثيق التحالف فكيف يسمحون لكم بالبقاء؟
– نحن لم نخالف مواثيق التحالف المتفق عليها أبداً، كل ما فعلناه أننا قلنا سنتحاور وفق رؤى المعارضة نفسها، ولكننا لم ندخل الحكومة.
} ولكن قرار التحالف برفض الحوار يفترض أنه ملزم للجميع؟
– يا أخي التحالف طيلة السنوات الماضية لم ينجز ما أنجزناه خلال عشرين يوماً من الحوار، على مستوى الحريات التي انفتحت  لجميع الأحزاب.
} ما تأثير هذه الخطوة على العمل المعارض؟
– الآن التحالف لم يعد تحالف قوى الإجماع الوطني، لأنه الآن فقد هذا الإجماع تماماً. من جهة أخرى هذه الخطوة خلقت اصطفافاً وجعلت المعارضة مجموعتين، وما كنا نتمنى أن يحدث هذا الاصطفاف.
} من له مصلحة في خلق هذا الاصطفاف؟
– واضح جداً أن هناك جهات تقف وراء هذا القرار، وهي جهات كانت تتحدث منذ أيام عن هبة سبتمبر عن ضرورة تطهير المعارضة من الإسلام السياسي، والآن اكتملت هذه الصفقة.
} ماهي تلك الجهات؟
– لن أفصح عنها ولكنها جهات تسعى لهذا الهدف.
} هل اتخذ القرار بإجماع كافة أحزاب التحالف؟
– نعم كل الأحزاب ماعدا حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل فهو حزب محترم.
} في رأيك لماذا التسرع في اتخاذ قرار ضدكم في حين أن حزب الأمة منذ فترة له موقف من التحالف؟
– القرار صدر في مواجهة الشعبي وحزب العدالة، وهم يرون أن حزب الأمة جمد نشاطه مسبقاً. ولكنهم تسرعوا في القرار لأنهم يريدون أن يحرمونا من المشاركة في الورشة المزمع عقدها لمراجعة هياكل التحالف ـ لأن التحالف أصبح  بلا هياكل، وتديره شلليات.
} ولكن لماذا التركيز على إبعاد الشعبي بالذات؟
– هم يظنون أن إبعادنا سيكسبهم قوة، لكن بالعكس سيخسرون كثيراً جداً بهذا القرار.
} ما الذي سيجعلهم يخسرون؟
– نحن حزب كبير، ولدينا (14) داراً في ولاية الخرطوم فقط، وهذا العدد يعادل العضوية الكاملة لبعض الأحزاب الموجودة في التحالف.
} أنتم الآن أصبحتم مجمدي العضوية في تحالف المعارضة، فكيف ستتعاملون مع هذا الواقع الجديد؟
– نحن أصلاً شرعنا قبل صدور هذا القرار في تشكيل تحالف جديد، ونحن بصدد التوقيع على التحالف الجديد، فقد التقينا (23) حزباً وحركة إقليمية ومطلبية لديها القدرة لاستصحاب قضايا السودان وهي قوى مجتمعية حقيقية.
} هل تعني أن التحالف لم يكن قوة مجتمعية حقيقية؟
– بعض قوى التحالف هي مجرد قوى إسفيرية، ونحن نعرف قدرهم ووجودهم في الشارع.
} هل هذا يعني خروجكم تماماً من تحالف المعارضة؟
–  نحن كنا شايلين بلاوي كثيرة في ضهرنا الفترة الماضية، لكن الآن خلاص، ولكن ليس لجهة اتخاذ قرار بفصلنا من التحالف، ولن نخرج منه أبداً.

محمد ضياء الدين
} ما هو بالضبط القرار  الذي صدر  ضد  الشعبي  من قبل تحالف المعارضة؟
– القرار صدر أمس الأول في اجتماع الهيئة العامة للتحالف بتجميد عضوية الشعبي وتجميد مشاركته في اجتماعات الهيئة، إلى حين انتهاء الحوار الذي قبلوا المشاركة فيه مع النظام.
} وماهي مبررات هذا القرار؟
– القرار صدر حتى لا يتم التعبير عن مواقف التحالف بلسانين مختلفين.
}  وهل فعلياً هنالك حديث بلسانين؟
– في الحقيقة السبب الرئيسي الذي دفع لاتخاذ القرار أنه كانت هناك ندوات سياسية أقيمت في كسلا وعطبرة قبل أيام باسم تحالف قوى الإجماع الوطني، ولكن تم الحديث فيها من قبل بعض قيادات الشعبي برؤى مختلفة عن توجهات المعارضة. لذلك رأى الاجتماع أن هذا الأمر يضر بوحدة التحالف، فرأت أغلب الأحزاب تجميد مشاركة الشعبي والعدالة.
} لكن هناك معلومات أنكم في حزب البعث اعترضتم على القرار؟
 ـ ضحك يبدو عندكم المعلومات كلهاـ نعم كان لدينا تحفظ إجرائي على القرار.
} ما هو فحوى التحفظ؟
– لا أستطيع الكشف عن تفاصيل التحفظ ولكنه في النهاية تحفظ إجرائي داخلي طرحناه داخل الاجتماع. وفي النهاية كل الأمر كان متعلقاً بالموقف من قضية الحوار.
} لكنكم اتخذتم القرار في غياب الشعبي وهو لازال عضواً بالتحالف ويحق له حضور الاجتماع؟
– منذ اجتماع رؤساء الأحزاب الأخير لم تتم دعوة المؤتمر الشعبي لاجتماعات الهيئة العامة للتحالف.
} ولكن هل هذا صحيح إجرائياً؟
– كما قلت لك نحن كان لدينا تحفظ إجرائي داخلي، لا أستطيع الحديث عنه.
} بعد أن صدر القرار من اجتماع الهيئة العامة هل أصبح يمثلكم موقفكم في البعث؟
– كنا متحفظين إجرائياً، ولكن الآن هذا القرار هو قرار هيئة تحالف قوى الإجماع الوطني.
} ألا ترى أن هذا القرار يمثل خسارة كبيرة للتحالف ويؤثر كثيراً على تماسكه، خاصة وأن حزب الأمة قد جمد عضويته منذ فترة؟
– عملياً منذ أن اتخذت هذه الأحزاب قرار الدخول في الحوار مع النظام والحزب الحاكم دون مراعاة اشتراطات تحالف المعارضة، أصبح هناك خطان بالمعارضة. خط قبل بالحوار ورأى استصحاب شروط المعارضة داخل غرف الحوار، وخط آخر رفض الحوار دون شروط وطالب بتنفيذ اشتراطات، باعتبارها واجبة التنفيذ لتهيئة المناخ قبل الجلوس للحوار.
} لكن هل من اختار الحوار باستصحاب الشروط داخل غرف الحوار يستحق أن يعاقب بتجميد عضويته في التحالف؟
– أبدا هذه ليست عقوبة، ونحن لم نفصل هذه الأحزاب من التحالف، فالقرار تم اتخاذه لضمان وجود خطاب واحد يعبر عن مواقف تحالف قوى الإجماع الوطني.
} لكن التجميد لا يختلف كثيراً عن الفصل فهو إبعاد في النهاية؟
– التجميد يمكن إعادة النظر فيه، مثلاً إن أصر الشعبي داخل الحوار على تنفيذ اشتراطات المعارضة ورفض المؤتمر الوطني تنفيذها فخرج الشعبي إثر ذلك من الحوار، فيمكن عندها لتحالف المعارضة إعادة  النظر في القرار.
} وماذا لو واصل الشعبي ولم يخرج من الحوار؟
– في هذه الحالة يكون الشعبي تلقائياً اختار طريقاً مخالفاً لطريق التحالف، وعندها يكون قرار الفصل  تلقائياً قد وقع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية