جولة ميدانية لـ(المجهر) تكشف حجم التردي البيئي بأحياء جنوب الـخرطوم
تردٍ بيئي لا تخطئه العين من جراء تراكم الأوساخ في أجزاء كبيرة من محلية جبل أولياء بخاصة أحياء منطقة جنوب الحزام (الأزهري، النصر، السلمة، الأندلس، الريان، عبد الرحمن )، وذلك رغم المساعي التي تقوم بها الهيئة الإشرافية للنظافة في بعض من هذه الأحياء ، شكاوى بالجملة يثيرها المواطنون من انقطاع آليات نقل النفايات عن أحيائهم بصورة تامة، وكذلك من الآثار السالبة طرق التخلص من الأوساخ بطرق بدائية كالحرق أو الدفن. وفي امتداد حي السلمة جنوب الخرطوم يختلف الحال، حيث أن الحي بات محاطاً بكميات كبيرة من جبال الأوساخ، وتحول الحي بقدرة قادر إلى مدخنة عندما يهم الجميع في التخلص منها.
جولة تكشف حجم المشكلة
(المجهر) قامت بجولة في أحد الميادين الكبيرة بهذه المنطقة بحي السلمة م (5) كنموج ميداني، وطافت على بقية الحي ووقفت على حجم المعاناة حيث توجد بالحي كمية من النفايات، وهذه النفايات والأوساخ تعتبر الملوث الأول للبيئة والمهدد الرئيسي للمواطن، حيث يتكاثر الذباب حول هذه الأوساخ بصورة واضحة وينقل مختلف أنواع الأمراض. وهذا الميدان المليئ بالنفايات يلعب به الأطفال أيضاً مما يسبب الضرر لبعض هؤلاء الأطفال الأبرياء أثناء لعبهم، لأن الأوساخ تحتوي على كميات من الزجاج والأكياس البلاستيكية وغيرها من الملوثات الكيمائية الخطرة.
شكاوى بـ(الكوم) !!.
مواطنو الحي بالأخص الذين يواجهون الميدان كانت شكواهم أكبر حيث الأكياس البلاستيكية والأوراق تدخل إلى منازلهم عنوة دونما استئذان، وباتت منازلهم هي الأخرى مكبات صغيرة تتجمع فيها الأوراق والأكياس البلاستيكية وبصورة يومية. وهنا يقول المواطن “ياسر عبد الله” إن بعض المواطنين يقومون بحرق هذه النفايات مما لها عظيم الأثر لصحة المواطن والأطفال، إذ تنتج من هذه الحرائق غازات عبارة عن تفاعلات البلاستيك فهذا سبب رئيسي للسرطان حمانا الله وإياكم.
وأجرت (المجهر) جملة من الاستطلاعات وسط المواطنين لمعرفة السبب الحقيقي لتجمع هذه النفايات.. فبعضهم قال إن عربة هيئة النظافة لا تدخل الأحياء، والبعض الآخر يقول إن المواطنين لا يدفعون للمحلية القيمة المحددة شهرياً لذلك عربات النفايات لا تدخل للأحياء.
أضرار من طرق التخلص من النفايات
ويقول “معتز عبيد الله آدم” صاحب بقالة تفتح على الميدان الذي تتجمع به النفايات، إن تجمع هذه النفايات يأتي عندما يحل الليل حيث يقوم سكان الحي جميعاً بتوريد هذه النفايات إلى الميدان عن طريق عربات خاصة أو كاروا أو (درداقات). وتابع بقوله ( كنا بندفع شهرياً عشرة جنيهات لشركة النظافة ولكن لمدة سنة الميدان مليان بالأوساخ، والسبب أن المواطنين لم يدفعوا القيمة المحددة). ويضيف “معتز” (أن الأضرار التي تسببها هذه الأوساخ عند حرقها وأنت صاحب محل، أكبر مسبب للبعوض والذباب والدخان المتصاعد عن الحريق كله تنتقل إلى الدكان والله انحنا متضررين شديد لكن ما في حل) .
وانتقد “معتز” اللجان الشعبية ودورها في حل المشكلة وأشار إلى أنها تقوم فقط باستخراج شهادات السكن والمواطنة، هذه المنطقة يعاني سكانها من تجمع النفايات داخل الأحياء في القطع الخالية والميادين، معظم المواطنين يتخلصون من النفايات بهذه الطريقة.
لا حياة لمن تنادي
وتشير المجهر) إلى أن الهيئة الإشرافية لنظافة الولاية كانت قد أعلنت أن آليات النظافة تنقل يومياً نحو أربعة آلاف طن من النفايات من (108) وحدات إدارية بالأحياء والأسواق، وقال مدير الهيئة “مالك بشير”، إن النفايات يتم نقلها إلى المرادم النهائية.
وأعلن بشير عن الرقم 1956 هو رقم الهاتف للتبليغ الفوري عن تراكم النفايات للمتضررين منها بأحياء العاصمة.