شهادتي لله

عندما يعدل الرئيس!! (لا) لورشة (الألمان) الملغومة

– 1 –
} أداء (سياسي) و(عدلي) رفيع يقوم به الرئيس “البشير” هذه الأيام.. يستحق عليه آلاف التحايا.. والتهانئ.. ليس ليكون مرشحاً مجدداً لحزب (المؤتمر الوطني) في انتخابات رئاسة الجمهورية، بل ليكون (بطل العبور) ورئيس مرحلة الانتقال السياسي الكبير في سودان الحرية والديمقراطية والعدالة.
} مناسبة التهانئ أن مصدراً قانونياً (رسمياً) هاتفني قبل يومين مفيداً بأن (إقالة) وشيكة لرئيس المحكمة الدستورية ستتم خلال ساعات، على خلفية (لجنة التحكيم) بين شركة الأقطان السودانية وشركة (مدكوت) لصاحبها السيد “محي الدين عثمان” الذي كان أحد المتهمين في قضية الأقطان الشهيرة.
} كنت متأكداً من صدقية المصدر، غير أنني آثرت ألا تخرج (المجهر) بعنوان يقول: (إقالة رئيس المحكمة الدستورية) رغم أنه كان (سبقاً صحفياً) يميز الصحيفة، لكننا ببلوغنا سن (النضج الصحفي)، أسأل نفسي دائماً سؤالاً واحداً ومحدداً كلما كنت في (محك) وصراع (داخلي) كثيف حول نشر خبر ما هو: (ماذا تخسر الصحيفة والبلد لو لم تنشر هذا الخبر، وماذا تكسب، وما هو مقدار الكسب أدبياً.. ومادياً في حالة النشر؟).
} إجابتي على السؤال ليلتها كانت (عدم نشر الخبر)، لما فيه من حفظ مقام (القضاء) العادل في بلادنا. وقد كان.
} مثل هذه الأخبار تأتينا كثيراً، غير أننا ومن غير حاجة إلى ناصح أو رقيب ندير أمورنا بجدية ووطنية.
} انتظرت (المجهر) يوماً (واحداً)، سربت بعده بعض المصادر (المراسمية) خبراً عن استقالة رئيس المحكمة الدستورية، ثم خبراً آخر عن قبول استقالته!!
} وبعد أن انجلى الأمر، فإن رأينا أن مولانا “عبد الله أحمد عبد الله” لم يكن موفقاً في قبول عرض رئاسة لجنة (التحكيم) بين شركة تساهم فيها الحكومة واتحادات المزارعين وجهات أخرى هي شركة (الأقطان) وشركة (تجارية) أخرى ليصدر قرار التحكيم في النهاية بأن تدفع (الأقطان) مبلغ (190) مائة وتسعون مليار جنيه سوداني لشركة (مدكوت)، لم يكن موفقاً في قبول العرض وهو ما يزال على مقعد رئيس المحكمة الدستورية، أعلى سلطة عدلية في البلاد!!
} لست معنياً هنا بتفاصيل عمل (لجنة التحكيم)، سواء عدلت في قرارها أو لم تعدل، ولكني مهتم بالجانب (الشكلي) الأهم في القضية، أن يكون رئيس لجنة (التحكيم) في قضية (مال) رئيس المحكمة الدستورية، حتى ولم يكن هناك نصا قانوني يمنع رؤساء المحاكم من أداء مثل هذه المهمة، ثم يكون وكيل وزارة العدل (السابق) والمحامي الحالي “عبد الدائم زمراوي” عضواً في اللجنة ممثلاً للأقطان، بينما يمثل مولانا “عبد الباسط سبدرات” وزير العدل (السابق) شركة (مدكوت)!! وهل هناك في السودان أكثر من المحامين الضليعين وغير الضليعين، ليصبح قادة (السلطة العدلية) السابقين واللاحقين.. أطرافاً في تسويات (مليارية)؟!!
} على كلٍ، حسناً فعل مولانا “عبد الله” بتقديم استقالته من رئاسة المحكمة الدستورية.
} وأحسن الرئيس “البشير” بطلب الاستقالة، وقبولها.. وكأني به في هذا المشهد بالذات – خلافاً لمشهد استقالات سابقة – رئيس في دولة ديمقراطية كاملة الدسم نافذة العدالة!!
} سيدي الرئيس.. أحسنت (برضو).. أحسنت.. أحسنت.
– 2 –
} دعوة (الاتحاد الأوربي) للأحزاب والقوى السياسية (السودانية) للحوار في “ألمانيا” عبر (ورشة عمل) محاولة (استعمارية) خبيثة لـ(اختطاف) مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في هيئة (مائدة مستديرة) بقاعة الصداقة بالخرطوم.
} المطلوب أن يرفض (المؤتمر الوطني) بسرعة وبقوة هذه الدعوة (الملغومة)، قبل أن تتدخل (حمائمه) وطيوره (الفرنجية) داعية إلى ضرورة تجاوب الحكومة مع (العالم الآخر)!! إياكم وهؤلاء.. إياكم..
} وعلى هيئة الأحزاب بقيادة السيد “عبود جابر” أن تسارع إلى رفض هذه الدعوة (الملساء)، حتى ولو أتت من “أديس أبابا”، ناهيك عن “برلين”!!
} فليشارك (قطاع الشمال) وحركات (دارفور) في هذه الورشة، فإن مجرد قبول فكرة الانتقال إلى “برلين”، ولو لحضور (ورشة) يعني أول خطوة لتفكيك (مداميك) الحوار الوطني في الداخل الذي لم يكن هناك ما يميزه – على الإطلاق – سوى أنه حوار (سوداني – سوداني) خالٍ من الوسطاء والمبعوثين ورجال (المخابرات).
– 3 –
} أمس أوقدت (المجهر) شمعتها (الثالثة) في احتفال حار ومحدود.
} اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
} اللهم صلِّ على سيدنا محمد في الأولين وصلِّ على سيدنا محمد في الآخرين.. وصلِّ على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية