تقارير

وزير الدفاع في جلسة مغلقة بالبرلمان.. ومواجهات بين «كمال عبيد» و «اسماعيل حسين»

في كل دورة برلمانية يتفاجأ الصحفيون ومراسلو الوكالات والقنوات الفضائية بقرار إغلاق الجلسة الخاصة بعرض بيان وزير الدفاع حول الأوضاع الأمنية بالبلاد، وبرغم أن الأمر تكرر مؤخراً بأن يطلب الوزير من البرلمان أن تكون الجلسة سرية أو بقرار من المجلس نفسه، إلا أن الصحفيين يحضرون باكراً إلى مباني البرلمان بأم درمان باعتبار أن الجلسة مفتوحة لكن تخيب آمالهم. وقد ظل ممثلو أجهزة الصحف والقنوات أمس ينتظرون لأكثر من ثلاث ساعات بعد منعهم من حضور الجلسة بحجة أنها مغلقة لدواعِ تتعلق بالأمن القومي. خرج بعدها وزير الدفاع الفريق أول “عبد الرحيم أحمد حسين” ليدلي بتصريحات عامة لا تحمل تفاصيل حول بعض القضايا الأمنية التي طرحها أمام النواب تحت قبة البرلمان وأبرزها قضية الترتيبات الأمنية مع دولة الجنوب وآخر التطورات في قضايا أبيي وحلايب والأوضاع في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقدم الوزير شرحاً للعلاقات السياسية والعسكرية التي تربط وزارته مع دول الجوار، موضحاً التطورات التي طرأت على تلك العلاقات التي قال إنها شهدت تطوراً ملحوظاً في العمل المشترك الذي ساهم كثيراً في تأمين الحدود ومنع تسرب الأسلحة والتهريب بين السودان وتلك الدول عبر التنسيق التام والبروتوكولات والاتفاقيات الموقعة بينها . .
محاصرة التمرد في دارفور
أعلن وزير الدفاع الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” أن التمرد في إقليم دارفور انحصر في منطقتين فقط بولاية شمال دارفور في أقصى شمال الولاية على الحدود مع منطقة وادي هور ومنطقة شرق الجبل. وقال إن المنطقتين تمت محاصرتهما الآن من قبل القوات المسلحة، مؤكداً أن كافة ولايات دارفور الأخرى آمنة وخالية من المتمردين عدا بعض النزاعات القبلية هنا وهناك. وكشف أن عملية الصيف الحاسم لدحر التمرد بدأت الآن في ولاية جنوب كردفان، مؤكداً عزم وزارته على حسم التمرد خلال عمليات الصيف الحاسم .
حلايب الشكوى مستمرة
أقر الوزير بأن قضية حلايب بين السودان ومصر لا زالت مطروحة أمام الأمم المتحدة وكشف عن أن السودان يجدد شكواه للأمم المتحدة سنوياً حول الملف.
اتهامات الأمم المتحدة
قطع الوزير بعدم وجود أي نوايا من الجيش السوداني بالتعدي على حدود دولة جنوب السودان وبرأ الحكومة السودانية من اتهامات الأمم المتحدة لها بمحاولة التعدي على معسكر بالجنوب. وقال (نحنا ما بنتجاوز حدودنا ولا محتاجين وما عندنا نية أصلاً ندخل بقواتنا للجنوب).
الترتيبات الأمنية الوضع في الانتظار
وأوضح “حسين” أن مسألة الترتيبات الأمنية بين السودان وجنوب السودان لا زالت في وضع الانتظار بعد الاتفاق مع وزير الدفاع الجنوبي على وضع الخط الصفري. وشدد على أهمية الخط الذي ستبنى عليه المنطقة المنزوعة السلاح والمعابر بين البلدين وآليات المراقبة. وقال إن نظيره الجنوبي وعد بإرسال موافقته على تخطيط الخط الصفري وفق خارطة “أمبيكي” وأردف: (ونحن لا زلنا في الانتظار) .
قضية أبيي لا جديد
وأقر الوزير بعدم تلقيهم أي رد من دولة الجنوب حول تشكيل الآليات الثلاث المشتركة والتي تتمثل في تكوين المجلس التشريعي والمجلس الإداري إلى جانب قوات من الشرطة في المنطقة المتنازع عليها بين البلدين، لافتاً إلى وجود اتفاق بين الطرفين على تكوين آليات مؤقتة حتى تحل قضية أبيي. وقال: (لكن لم يصلنا رد من إخواننا في الجنوب وما زلنا ننتظر).
اتهامات لقوات الدعم السريع
دافع الفريق “عبدالرحيم” بشدة عن قوات الدعم السريع وفند الاتهامات التي تساق ضدها، مؤكداً أن القوات لم تهاجم أي قرية من قرى دارفور، وإنما ساهمت في تقديم الدعم الطبي والغذائي للمواطنين. وقال إن القوات تعمل بمهنية وانضباط عالٍ جداً بشهادة أهالي المنطقة. وأضاف: (لقد زرت ولاية شمال دارفور وقد أثني المواطنون هناك على تلك القوات وعلى ما قامت به من عمل مقدر) .
تبادل الاتهامات بين الشعبي والوطني والأمة
كشف مصدر برلماني أن الجلسة المغلقة شهدت مشادات بين زعيم الشعبي بالبرلمان “إسماعيل حسين” الذي انتقد قوات الدعم السريع وبين عضو حزب الأمة “عبد الله مسار” الذي رفض الانتقادات التي ساقها “اسماعيل” للقوات، متهماً إياه بالدفاع عن المتمردين. بينما اتهم عضو الوطني “كمال عبيد” عضو الشعبي “إسماعيل” بالخيانة. وقال “عبيد” إن “إسماعيل” خان الشعب والجيش وطالب بمحاسبته قانونياً وأن تسحب أقواله من مضابط المجلس.
القوات مع إثيوبيا لا علاقة لها بالسد
أكد وزير الدفاع أن مهام القوات الأمنية المشتركة مع دولة اثيوبيا تم الاتفاق عليها مع الحكومة الإثيوبية لتأمين المناطق الحدودية المشتركة بين البلدين وليس من بينها تأمين سد النهضة. وقال (هناك بعض المزارعين بزرعوا هنا وهناك وأيضاً يوجد عناصر تتسرب من إثيوبيا للسودان والعكس) .
الوضع مع دولة تشاد
قال الوزير إن الأوضاع مع القوات التشادية المشتركة ممتاز جداً. وكشف عن مؤتمر مرتقب في غضون الأيام القليلة القادة لتقييم الأداء السنوي مؤكداً أن القوات تؤدي عملاً جيداً على طول حدود (1650) كيلومتر، مشيراً إلى أنها وجدت قبولاً كبيراً من المواطنين القاطنين على الحدود بين البلدين.
مطالبة بمراجعة مرتبات الجيش
ودعا وزير الدفاع البرلمان لدعم ومساندة وتطوير القوات المسلحة السودانية، مشيراً إلى الجهد الذي تقوم بها خاصة في عمليات الصيف الحاسم. وأقر بضرورة مراجعة مرتبات ومعاشات أفراد القوات المسلحة لخلق بيئة جاذبة.
وكشف مصدر برلماني أن الوزير جدد شكواه للبرلمان من وجود أعداد كبيرة برتب مختلفة في الجيش في وضع المعاش إلا أن الوزارة لم تتمكن من إحالتهم للمعاش بسبب عدم توفر التمويل لمنحهم حقوقهم المعاشية. وأقر الوزير بحسب المصدر بإحجام الكثيرين عن الانخراط في الجيش لضعف الرواتب.
لجنة برلمانية للنظر في الأجور
أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان “مالك حسين” عن تكوين لجنة من لجان الاقتصادية، العمل، والأمن ووزارة المالية للنظر في أوضاع الأجور بالقوات المسلحة. وقال إن الوزير قدم بياناً شاملاً حول الأوضاع الأمنية بالبلاد، مؤكداً مساندة المجلس للقوات المسلحة لتعزيز قدراتها. وقال إن المجلس حريص على الوقوف مع الجيش بوصفه قدم الكثير من الشهداء والجرحى وجاهد لتأمين البلاد منذ فترات طويلة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية