تقارير

قيادات أهلية بجبل عامر: معظم الإنتاج يذهب لعمارة الذهب بالخرطوم والمنطقة فقيرة للخدمات

فيما أقرت بوجود تشاديين بالجبل
تقرير – نجدة بشارة
ما زال الغموض يكتنف حقيقة ما يجري داخل (جبل عامر) المنطقة الممتدة غرب الفاشر (90) كيلومتراً شمال دارفور، عقب التصريحات النارية التي فجرتها الداخلية مطلع الشهر الماضي، عن وجود أجنبي كثيف بالمنطقة يقارب الثلاثة آلاف أجنبي، ويلمح لسيطرة جماعات مدججة بالسلاح على الجبل.
والتصريح الذي أثار غباراً كثيفاً وما زالت الوفود تزرع الأرض جيئاً وذهاباً على إثره لتبين حقيقة ما زالت مثار جدل، ولعل (جهيزة دائماً ما تقطع قول كل خطيب) والذي يرى ليس كمن سمع، وذاك ما دفع قيادات أهلية من المنطقة لاقتحام العاصمة للادلاء بدلوها وإزاحة الستار عن حقيقة ما يجري بالمنجم و(نقمة الذهب).
رغم دفاع   الناظر “حميدة عباس أحمد خاطر” بمحلية الجبل عن الاستباب الأمني بالمنطقة وضعف الوجود الأجنبي يوم (الاثنين)  بالمنبر الصحفي،  إلا أن المأساة الحقيقية أن المنطقة تفتقر لأدنى مقومات التعليم، أطفال يدرسون تحت الأشجار وعرائش القش وممرض لمحلية كاملة ونساء يلدن بواسطة الحبل، ويموت معظمهن والمحلية تنتج ما يقارب الـ(10) كيلو ذهباً يومياً.
أين تذهب عائدات الذهب؟
فكان أول ما تطرقت إليه من أسئلة أين تذهب عائدات الذهب وكم ينتج الجبل يومياً؟ وقال لا أملك إحصائية لحجم الإنتاج. وأردف لكن الإنتاج كبير جداً إلا أنه أكد أن كل الذهب المنتج يذهب لعمارة الذهب بالخرطوم ويعد عائداً شخصياً  ولا يستفاد منه أهالي المنطقة. وأكد أن هنالك رسوماً تؤخذ بصورة غير رسمية عن طريق لجنة أهلية. وناشد الحكومة بتقنين التعدين بالجبل، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن يحقق عائدات ضخمة للمركز والولاية .
  ورغم غياب المعلومات الرسمية عن حجم إنتاج واحتياطي الذهب في جبل عامر، فإن إفادات لمن زاروا المنطقة تؤكد أن هناك ما يزيد على ثلاثمائة منجم للذهب، لكن الأهم هو ما ذكرته «لجنة العقوبات» الأممية، حينما قالت إنه خلال الأعوام ٢٠١٠ ــ ٢٠١٤ تم تهريب وتصدير ما قيمته (٥،٤) مليارات من الذهب. ويشار إلى أن (٣٧،٧٪) من صادرات السودان لعام ٢٠١٦ كانت من الذهب، الذي بلغت إنتاجيته العام الماضي وفق أرقام الحكومة (٩٣،٤) أطنان وفّرت للبلاد من العملة الصعبة (١،١٥٦) مليار دولار.
حقيقة الوجود الأجنبي
 وكان البرلمان قد عقد الأسبوع المنصرم  عزم على زيارة  المنجم على خلفية  ما أشير إلى الوجود الأجنبي المسلح، وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان “أحمد التهامي” في تصريحات،  إن وفداً من أعضاء اللجنة ونواب البرلمان برئاسة نائبه “التوم الفاضل”، سيتوجهون إلى  جبل عامر  لمعرفة ما يدور هناك بالضبط. وأضاف “التهامي”، الزيارة تأتي بالتنسيق مع والي شمال دارفور وأمن ولايته.
فيما قطع الناظر “عباس” القادم من الجبل أن الدولة فارضة كامل هيبتها الآن وأن الوجود الأجنبي ضعيف بصورة لا تذكر، يعملون كعمال في التنقيب معظمهم تشاديون.
وذكر أن وجودهم يعد طبيعياً إذا ما تعرفنا على طبيعة التداخلات القبلية بين معظم قبائل تشاد وبعض القبائل السودانية الممتدة الجذور.
لا سيطرة لـ”موسى هلال “
ونفى أن تكون هنالك أي مليشيات مسلحة تسيطر على الجبل حالياً. وقال إن الأوضاع الأمنية مستقرة بالجبل ما عدا بعض التفلتات التي اعتبرها محدودة. وذكر أن الجبل محاط من اتجاهاته الأربعة بالقوات المسلحة والشرطة، فيما ثمن دور القيادات الأهلية بالجبل وبسط هيبتها وسط المواطنين. وأردف (معظم القضايا تحل بواسطة القيادات الأهلية)، بينما ناشد الحكومة لتمكين هذه القيادات وتفعيل دورها،
فيما نفى لجهة سؤال صوب للمنصة وجود نفوذ أو سيطرة للقيادي البارز “موسى هلال” على خلفية  تقرير سابق  للأمم المتحدة، على أن المستخرج من الذهب من منطقة جبل عامر، يبلغ (8,571) كلج سنوياً، ويعادل (422) مليون دولار، وهذه الكميات المستخرجة يعود ريعها الأكبر إلى زعيم الجنجويد “موسى هلال”. وأشار ذات  التقرير إلى أن الأبالة في الجبل يحصلون على مبالغ كبيرة تبلغ (28) مليون دولار سنوياً من الأتاوات التي يفرضونها على العاملين في الجبل، من بائعين متجولين وأصحاب محلات الطعام وبيع المواد التموينية وكذلك أصحاب طواحين الحجر وصغار المعدنين، وكبرى الشركات على حد سواء! وهذه الأتاوات مقابل السماح لهؤلاء بممارسة نشاطهم وحمايتهم في ذات الوقت. والنقطة الثانية تشير إلى أن غالب إنتاج الذهب في جبل عامر يتم تهريبه إلى دولة الإمارات العربية، بمعرفة نافذين بالدولة، بعد تجميعه في مدينة “الجنينة” ونقله جواً إلى الخرطوم وتهريبه بعد ذلك.  وكشف التقرير عن أن (10100) كلج تم تهريبها إلى دولة الإمارات، بينما اعتبر “عباس” أن “هلال”  قيادي وله دور في رتق التسيج الاجتماعي ورجل سلام.
لعنة الذهب
ولعل من المفارقات المؤلمة التي تحدث عنها القيادي بالمنطقة “أحمد خيار أحمد خاطر”، أن المنطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة حيث الندرة في المياه. وقال نذهب لمسافات طويلة لجلب الماء، وأكد أن هنالك تدنياً فى التعليم وثلاثة معلمين فقط لمدرسة بمحلية، بالإضافة إلى جلوس الطلاب تحت الأشجار ببعض المدارس وأخرى تشيد بالقش. أما في الجانب الصحي فمعظم المحليات لا يوجد بها طبيب وأخرى تكتفي بممرض واحد  فقط. وكشف عن مأساة وفاة النساء وحديثات الولادة نتيجة لعدم وجود قابلات. وقال إن هنالك نساء ببعض المحليات ما زلن يستخدمن الحبل للولادة .
حركات متوقع انضمامها للسلام
فيما كشف الناظر “عباس” بأن هنالك فصائل من حركتي “مني أركو مناوي” والعدل والمساواة بصدد التحاقها بركب السلام، عقب المباحثات التي جرت مؤخراً بينهم وهذه الحركات. وأكد أن فصائل من حركة جناح “عبد الله جنا” جاءت مؤخراً من ليبيا. وقال جلسنا معهم (بوادي سيرا) وتفاوضنا حول انضمامهم وأكدوا جاهزيتهم لذلك .
التهريب والمخدرات
وأقر الناظر بوجود سوق لتجارة المُخدّرات والخُمور بالإضافة إلى محدودية التهريب.
وكانت وزارة المعادن قد  بينت أنها بصدد  تنظيم ووضع الرقابة على التعدين بالجبل، كما سعت خلال عمل النوافذ للحد من الظواهر السالبة، وقلَّلت من التهريب المعدني إلى الخارج، مشيرين إلى تنسيق للوزارة مع الولايات  لتنظيم هذا النشاط ولحصرها في أجسام يسهل التعامل معها عند الترخيص، مؤكدًا أن أكثر المخاطر لهذا التعدين استخدام مادة الزئبق. وقال إنها تؤدي إلى تشوه الأجنة وتؤثر على الكلى خاصة أن الغبار الناتج عنها يسبِّب أمراض الجهاز التنفسي.. كما أشير إلى أن الحفر العشوائي يؤدي إلى انهيار الصخور. وقال “عباس” إن الأهالي رفضوا استخدام المعدنين لاستخدام السيانيد للحفاظ على الأمن والسلامة للنشاط التقليدي بنوعيه .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية