ولايات

سكان قرية (حلة عمر) بالجزيرة.. رحلة بحث عن (موية) راكدة!!

يعيش سكان قرية (حلة عمر) التابعة لمحلية (24) القرشى بولاية الجزيرة في صيف كل عام أياماً عصيبة تنعدم فيها مياه الشرب النقية وغير النقية، تجف حناجرهم ويظمـأ صغارهم وينتشر سكان القرية في كل حدب وصوب بحثاً عن جرعة (موية) لا يبالون حتى من مياه (البرك الراكدة) يستخلصونها ثم يعصرون فيها (الليمون) وبعضهم يحولها إلى (قهوة أو شاي) لإرواء ظمئهم، هذا حال سكان (حلة عمر) في كل عام، ولكن جاء صيف هذا العام مغايراً تماماً وأشد قسوة وعطشاً، انقطعت فيه المياه نحو (18) يوماً الأمر الذي جعلهم يشربون مياه الترع الملوثة التي ألحقت بهم كثيراً من الأمراض خاصة شريحة الأطفال، فمركز “طبي” القرية يستقبل يوميا نحو (10) حالات معظمها من الأطفال مصابون بـ(الإسهالات والاستفراغ) نتيجة لشرب المياه الملوثة، ونقلت بعض الحالات إلى المستشفيات لخطورتها.
(المجهر) غاصت في تفاصيل الأزمة واستطلعت عدداً من مواطني القرية المتأثرين عطشاً، فإلى تفاصيل ما قالو به:
يقول المواطن “يوسف الأمين”: ظللنا منذ (18) يوماً أو تزيد نعاني أشد المعاناة في الحصول على مياه صالحة للشرب رغم أننا نقوم بدفع فاتورة المياه شهرياً بمبلغ (22) جنيهاً مقرونة مع فاتورة الكهرباء دون أن نتمتع بخدمات المياه عبر شبكتها الرئيسية، والآن تتاح لنا هذه الخدمة لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم من (9 ــــ 10) مساءً لكنها لا تسمن ولا تغني من جوع. وأضاف قائلاً: (قبل أن تقرن فاتورة المياه مع الكهرباء كنا ندفع ثلاث جنيهات فقط شهرياً رغم ذلك ضخ المياه كان جيداً للغاية)، وواصل يوسف في حديثه لـ(المجهر) (أنا شخصياً أقوم بإضافة (الليمون والبرتقال) للمياه لدرء تلوثها ولكي يصبح طعمها مستساغاً في الشرب وأصبحنا (كيِّيفين) للقهوة والشاي لسد العطش لأن هذه المياه لا تصلح للشرب المباشر إلا بعد وضعها في النار لأنها تسببت في كثير من الأمراض لسكان القرية).
تطهير المياه الراكدة بالليمون..
ثم أخذ قفاز الحديث المواطن “عبد المنعم عبد الله” قائلاً: (لدي خمسة أطفال وحرصاً منى على سلامتهم أضيف الليمون إلى المياه ثم أسقيهم لها لأن لونها وطعمها متغيران تماماً ونحن نطالب المسؤولين بالمعالجة الفورية لهذه المعضلة). وقال: المواطن “عبد الباقي دفع الله”: (نستجلب المياه من (الترع) في ظل هذه الأزمة الطاحنة ونرجو حلاً عاجلاً من الإخوة المسؤولين). بينما أكد (مصدر طبي) بمركز القرية أن المركز يستقبل نحو (10) حالات يومياً معظمها (إسهالات) ما أدى إلى نفاذ كمية حقن التروية بالمركز وبعض العلاجات الأخرى.
وهذا بلاغ ..
هذا ما قال به بعض سكان قرية “حلة عمر” التابعة لمحلية (24) القرشي بولاية الجزيرة وهي تعتبر من أكبر القرى المتحضرة ولها تأثيرها في كل ضروب الحياة وتبقى أن يقول معتمد المحلية الدكتور (الحارث) كلمته في معالجة المشكلة جذريا سيما وأن خدمة المياه هي الضروريات الأساسية التي يتوجب على كل معتمد وضعها في مقدمة الأولويات .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية