مخرج (قهوتنا) «معاوية قمر»: برنامج (البنبر) سيقلب كل موازين البرامج التلفزيونية !
“معاوية قمر الشريف”، قوة العقل التي هزمت العجز.. تخطى مرحلة الإنسان الطبيعي مقارنة مع بقية البشر.. أينما وجد التف الناس حوله، من خلال تجربته الإبداعية أكد بأن الإعاقة الجسدية لا تبطل سحر العقل.
“معاوية” مثال لشاب قهر اليأس (بعصاتين) استند عليهما ليبدأ رحلة إثبات الذات، وبعزيمته القوية استطاع أن يقتحم الحياة العملية، وبأسلوب راقٍ قدم نفسه في مجال (الميديا)، وسرعان ما لفت إليه الانتباه عبر فن الإعداد والإخراج والإنتاج التلفزيوني. في فترة وجيزة ورغم صغر سنه برز اسمه على الشاشة، بدأ مسيرته ببرنامج (شنة ورنة) بـ(قناة هارموني)، وفي (قناة قوون) كيَّف أمزجة المشاهدين ببرنامج (قهوتنا).. (المجهر) أجلسته على (بنبر) الصراحة.. فكان لنا معه هذا الحوار..
} بداية أهلاً بك أستاذ “معاوية”؟
– أهلاً بكِ.. والتحية لقراء الصحيفة الكرام.
} كثيرون أدهشهم نجاحك.. هلا حدثتنا عن كيفية وصولك لهذه المرحلة؟
– صحيح.. ربما السبب في ذلك يعود لإعاقتي حركياً، وبحكم أني أعمل في الإخراج الذي يحتاج لمجهود وحركة بدنية مستمرة.. يندهش الناس من نجاحي ولكني أفعل أي شيء بسلاسة.. عملت لفترة بـ(قناة هارموني) و(الإذاعة الرياضية) وكانتا في الطابق الثاني.. وغير ذلك أتعامل مع الكاميرا بكل يسر.
} هل واجهتك صعوبات بسبب الإعاقة؟
– في بداية الأمر إعاقتي تسببت لي في رفض عدد من المؤسسات لعملي في مجال الإخراج، ولكن (قناة هارموني) كانت خير بداية.
} ألم تشعر بالمشقة في مجال العمل التلفزيوني؟
– أحب العمل الإعلامي منذ دراستي له، فقد درست بـ(أكاديمية السودان لعلوم الاتصال) وتخصصت في (الإذاعة والتلفزيون) تحديداً (الإخراج).. ربما هذا الحب بدل التعب إلى متعة.
} ومتى ترجمت هذا الحب لفعل؟
– بدايتي الحقيقية كانت بـ(هارموني) في العام 2009م ببرنامج (شنة ورنة)، وتعرضت خلال هذا البرنامج لامتحان صعب، حينها كانت ضيفتي الفنانة “حواء الطقطاقة” و”عوضية تبيدي”، ذهبنا للمكان الذي نود فيه التصوير ولكننا وجدناه (فايف إستارز).. في بداية الأمر احترت ماذا أفعل لأن حلقة البرنامج تحتاج لمكان بسيط وهي تتحدث عن التراث.. تصرفت فقمت باستجلاب سجادتين وطلبت وضع رمل كثيف عليها لأن الأرضية كانت سيراميك، ثم وضعنا (البنبرين) للضيفتين. وأيضاً في نفس العام عملت بـ(الإذاعة الرياضية) معداً ومخرجاً لبرنامج (شباب في الشبكة) سلطت الضوء في هذا البرنامج على المنتديات، وكان يتناول العمل الاجتماعي والإنساني، وأكثر ما كان يميزه التقديم الجيد من المذيع “محمد الخير” الذي يصلح في (المنوعات) أكثر من (الرياضة).
} قيل إنك دخلت (هارموني) عن طريق (الواسطة)؟
– بطبيعتي لا أحب الوساطة ولا أتوسط لأحد، ولكن دخولي لـ(هارموني) مجهود شخصي حينها خضعت لمعاينة وعرضت أعمالي.. كانت عبارة عن ثلاثة برامج (شنة ورنة)، (الرفقة اللطيفة) و(قومة وقعدة)، وعندما اطلع عليها الأستاذ “معتصم الجعيلي” أغلق الملف ثم سألني (إنت منو؟) ثم سكت مرة أخرى وقال: إنت إنسان ما طبيعي، وتم تحويل جميع برامجي للتنفيذ، ولكن للأسف لم استمر بـ(قناة هارموني) طويلاً.
} لماذا؟
– لأن الحال المائل لا يعجبني، وبقول للأعور أعور في عينو، وغير ذلك هناك بعض الأشخاص لم يعجبهم نجاحي.
} وماذا فعلت بعد ذلك؟
– أسسنا (قناة الأمل)، وعملت بها فترة ولكن عندما تعرض أستوديو (الأمل) للحريق أصبحت القناة تعاني من مشاكل مادية إلى أن تم إغلاقها، وبعد ذلك انقطعت عن الإذاعة والتلفزيون وانضممت لمركز العقل الذكي في 2013م عملت به (9) شهور أنجزت من خلاله عملاً لم أنجزه خلال السنوات الماضية وحققت فيه هدفي.
} هدفك!
– نعم.. لأنني كنت أطمح لإخراج جيل جديد من المذيعين، درَستُ (19) مذيعاً وأفتخر لإحداثهم ثورة في الإذاعات السودانية، ومن ضمنهم “ميسرة” في (قناة اقرأ) وعدد كبير من المذيعين الشباب في (إذاعة بكرة).
} لنتحدث قليلاً عن تجربتك بـ(قناة قوون) وتحديداً برنامج (قهوتنا)؟
– تجربتي بـ(قوون) كانت مميزة، فالأستاذ “حافظ سنادة” قابلني مبتسماً، فابتسم لي الحظ وحققت نجاحاً باهراً في برنامج (قهوتنا).
} لماذا (قهوتنا) فقط من دون برامجك؟
– برنامج (الرفقة اللطيفة) و(قومة وقعدة) من أفضل البرامج وأقولها بملء الفم إن برنامج (قومة وقعدة) لا يقل عن (قهوتنا) في شيء، وأن جميع البرامج التي أعدها ناجحة.
} هل تعتقد أن (قهوتنا) نجح بوجود “نضال” و”البشرى”؟
– هذا البرنامج أردت أن أناقش فيه مشاكل المجتمع بالشعر و(الدوبيت) والرباعيات، والغريب في الأمر أن (قهوتنا) فكرته اكتملت في دقيقة، ونجاحه اكتمل بـ”نضال” و”البشرى” و”سنادة”، وأصدقاء البرنامج في (الفيس بوك) والمشاهدين.
} ألم ينتابك الخوف بالفشل لتزامن وقت البرنامج مع (أغاني وأغاني)؟
– قصدت أن يكون بث (قهوتنا) في هذا التوقيت تحديداً بعد الإفطار، وأردت أن أتحدى الخوف والفشل في آن واحد.
} من ينظر لك بعين الإعاقة يجد أنك فعلت ما عجز عنه الآخرون؟
– ربما لأستاذي بالجامعة الفضل الكبير في نجاحي عندما رفع سبابته وقال لي إنت عاوز تنجح؟ عندها رددت في أعماق نفسي تلك المقولة التي قالتها لي مدام “فيكي” بالانجليزية (أحسن الظن بالسماء)، فأحسنت الظن بالله ووفقني والحمد لله أثبت أن المعاق يمكنه أن يفعل أي شيء.
} وماذا ستقدم لنا من برامج في (رمضان) هذا العام؟
– نحن نخطط لبرنامج (البنبر) الذي سيقلب موازين البرامج الاجتماعية، وهو من تقديم أستاذة علم النفس “عفاف إبراهيم” التي استطاعت بخبرتها أن تدير حلقات البرنامج بطريقة احترافية رغم إطلالتها الأولى عبر الشاشة، وغير ذلك أن (شركة اكسبريس ميديا) وفرت كل الإمكانات والجو المناسب لنجاح البرنامج، هذا بالإضافة لبرنامج (راجل ومرا) الذي سيقلب المعدول ويعدل المقلوب.
} أخير.. ماذا تود أن تقول؟
– أن لا يحكم الناس بشكل المذيعة ولون بشرتها، فالمذيعة العالمية “أوبرا وليفيري” سمراء ولكن لا أحد يفوقها ثقافة.