رأي

الحاسة السادسة

مدرسة الاتحاد.. الاصطياد في الماء العكر!!
رشان أوشي
عادة ما تحوم الظنون.. ونظرية المؤامرة حول معظم قضايا الرأي العام، وآخرها الضجة التي أثيرت حول ما حدث في مدرسة الاتحاد التابعة للكنيسة الأسقفية في الخرطوم، وأنا أطالع ما نشر في بعض الصحف، شابت نفسي شوائب سوء الظن، وغلبني الحس الصحافي الذي يعتمد على عملية تقصي الحقائق، للوهلة الأولى تيقنت بأن هناك دوافع شخصية خلف المعركة التي شهدتها باحة المدرسة، وبعد تحريك قرون استشعاري الصحافية، هالني ما توصلت إليه من معلومات.
بعيداً عن المعركة الانصرافية، هناك أمور جرت خلف كواليس الحقيقة، تأكدت بأن يد الحسد والغرض الشخصي قد امتدت لتنال من صرح تاريخي يعود للعام 1902م، عمر مدرسة الاتحاد أو اليونتي كما اشتهرت، علمت بأن الأرض التي تقف عليها المدارس مملوكة للكنيسة الأسقفية في الخرطوم بحوالي (9) آلاف ونيف من الأمتار، اشترت الكنيسة آخر رقعة جغرافية من أسرة “أبو العلا” الشهيرة بحر مالها، واتضح أن هناك رأسمالياً ذا نفوذ سياسي يطمح للحصول على أرض المدرسة لإنشاء مشروع استثماري مشابه،  وبعث أحد السماسرة إلى ملاك المدرسة ليقف الصد حاجزاً أمام طموحه غير الشريف.
وتطور الأمر مؤخراً لتشابك مصالح بعض أولياء أمور الطلبة، وأهمهم صاحب وكالة السفر والسياحة التي كانت تحظى حتى وقت قريب بميزة بيع تذاكر سفر معلمي المدرسة الأجانب ذات الثمن الباهظ، وعندما تنامى إلى علم إدارة المدرسة فرق السعر بين تذاكر وكالة سيدة الأعمال وسعر التذاكر في السوق أوقفت الإدارة التعامل معها، وطال الأمر أيضاً زوجها صاحب الصرافة الكبيرة في وسط الخرطوم، الذي كان يعمل على تحويل رواتب المعلمين السنوية إلى أرصدتهم البنكية في دولهم، ومن ثم الاستفادة من فرق سعر التحاويل. وهنا بدأت المعركة، حيث اعترض الزوجان مؤخراً على ما وصفوه بارتفاع تكاليف دراسة أبنائهم، مع العلم بأنهم كانوا يسددون الرسوم الدراسية بكل حب.
وجد الصراع هوى في نفس رجل الأعمال صاحب المطابع الملونة، الذي كان يحظى أيضاً في عهد المدير السابق بميزة طباعة المناهج الدراسية القادمة من بريطانيا، وهو الأمر الذي أوقفته المديرة الحالية د.”جاكلين”، وتعللت بأن الأمر ربما يعرض الإدارة إلى مساءلات قانونية متعلقة بحقوق الطبع.
تطورت الأمور إلى هذا الحد، وأصبحت القضية في مرمى الإعلام، وقريباً سننشر القضية كاملة مرفقة بالمستندات حتى يتبين الخبيث من الطيب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية