جامعة منسية
أثبت السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” نائب رئيس الجمهورية قدرة على العطاء كرجل دولة كسبه القصر، بعد أن ارتقى من موظف بوزارة الشؤون الإنسانية إلى قيادي في البرلمان ووزير بالحكم الاتحادي.. ولكن سرعان ما رسخت أقدامه وظهرت مواهبه وقدراته.. انفعاله بقضايا ومشاكل المواطنين، وما وجوده في “نيالا” إبان أزمة دارفور الأخيرة إلا شهادة في صالح أداء الرجل التنفيذي والسياسي.. و”حسبو” دق صدره للوقوف مع جامعة مهمة جداً ألا وهي جامعة “الدلنج” التي تنتظر عدد من دفعات طلابها الخريجين منذ العام الماضي التخرج على يد الرئيس “عمر البشير” أو أحد نوابه. تعددت وعود النائب السابق، د.”الحاج آدم يوسف” والمساعد د.”نافع علي نافع” وظل البروفيسور “محمد عوض” مدير الجامعة يطرق أبواب وزير التعليم العالي السابق بروفيسور “خميس كجو كنده” كل يوم، من أجل تخرج طلاب الجامعات دون جدوى.. ولكن أخيراً أبدى “حسبو محمد عبد الرحمن” حماساً لزيارة الجامعة وتشريف احتفالاتها بتخريج الدفعات الجديدة، ورعاية مشاريعها الجديدة حتى تنهض كجامعة عريقة قامت على أنقاض معهد التربية السابق الذي كان ينثر الثقافة والعلم في أرجاء جبال النوبة، حتى أصبحت “الدلنج” بمثابة العاصمة الثقافية لجبال النوبة.. واتجهت الجامعة خلال العام الماضي والحالي للتوسع أفقياً بإعلان قيام أهم كليتين: الأولى الطب بكادقلي حيث ساهمت جامعة الجزيرة في وضع الأساس لتلك الكلية.. ثم كلية الاقتصاد بمحلية أبو جبيهة والتي ينتظر قبول أولى الدفعات لها في عام 2014م، فيما ينتظر قبول الطلاب لكلية طب “كادقلي” العام القادم!!
وجامعة بهذه الخصوصية تستحق الدعم والمؤازرة والتشجيع من كل مؤسسات الدولة التي ينبغي لها الإحساس، بأن قضيتها الأساسية كيف تنسج وحدة لما تبقى من السودان بسياسات تنهض بالتعليم في مناطق مثل جبال النوبة وتدعيم مسيرة التعليم العالي الذي يمثل (أوتاداً) للاستقرار، خاصة إذا كانت جامعة مثل “الدلنج” وبخت الرضا.. كانت معاهد لتدريب المعلمين ثم ارتقيا كجامعات قومية.. إن جامعة “الدلنج” يقودها البروفيسور “محمد عوض” بكفاءة، رغم أن بعض الجيوب الجهوية والعنصرية خاصة داخل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، يدبرون المكائد ويكتبون المذكرات بدعاوى أن مدير الجامعة من أبناء الجزيرة، والأحرى أن يتولى إدارة الجامعة واحد من أبناء المنطقة؟
مع العلم بأن البروفيسور “خميس كجو” الذي جلس على كرسي أكبر وأهم وزارة في السودان التعليم العالي كان مديراً لجامعة “الدلنج” ولم يبدِ أحد اعتراضاً على تولي “كجو” لإدارة جامعة الجزيرة التي تظل تذكر بالخير والامتنان البروفيسور “التجاني حسن الأمين” أحد أبناء مدينة “الدلنج”، باعتباره من أميز المديرين مثل البروف “محمد عوض” الذي يسهر ويكدح من أجل جامعة “الدلنج” اليوم حتى بدأت معالم نهضته. وقد شكلت الجامعة لجاناً ثقافية لقيام أسبوع “الدلنج” الثقافي في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري لتعود للدلنج منابرها وألقها القديم، كمدينة تحتضن الثقافة وتحتفي بالأدباء والشعراء والمغنين لأنها “الدلنج” الحضارة!!