أخبار

نعم.. للقبائل دور !! (1)

} ثار “مزمل أبو القاسم” و”ضياء الدين بلال” وآخرون من الزملاء لمجرد بث خبر عبر الـ(واتساب) عن اللقاء الذي دعا إليه الأمير “عبد الله الجراري” الجمعة الماضية لزعماء وعشائر كبيرة في السودان للتشاور حول دورهم في التصدي للمخاطر التي تحيق بالوطن وعاصمته الخرطوم خاصة.. “مزمل أبو القاسم” وبقية الزملاء مع التقدير لمواقفهم المبدئية أو غير المبدئية من (القبلية) عدّوا شأن حماية الوطن مسؤولية القوات النظامية وحدها، لجهلهم بطبيعة الاستهداف الذي تتعرض له البلاد، ولأنهم في نعيم المدن يرفلون لم يتذوقوا مرارة الحرب ولم تطأ أقدامهم جمرها، الذي دفع القبائل دفعاً إلى حمل السلاح والدفاع عن وطن ينعمون هم بخيره ويشقى أهلنا في الأطراف بأخطاء المركز من الموظفين والعقليات الوظيفية.
} الأخ الأستاذ “مزمل أبو القاسم” الذي يتبرأ اليوم من القبلية هو أول من أطلق على فريق الأهلي شندي صفة (نمور دار جعل) وأثار غضب جماهير البحر الأحمر إبان فاصلة الدوري الممتاز العام الماضي بين النيل الحصاحيصا وحي العرب بورتسودان، حينما زج بالقبلية في أتون الرياضة، وكادت أن تفسدها لسوء التقدير وبئس التفكير.. بيد أن الأمر بشأن اجتماع الجمعة مختلف جداً عما ذهبت إليه مخيلة بعض الزملاء وحديثهم التحريفي بادعاء مناصرة القوات المسلحة، بينما القوات المسلحة تعلم من يناصرها ويشد من أزرها ويدافع عنها يوم الكريهة وسداد ثغر!!
} تداعى زعماء قبائل كبيرة في السودان من (الكبابيش) الممتد وجودهم من حدود دارفور حتى أم درمان، و(بني جرار) من دارفور حتى النيل الأبيض، و(البذعة) من كردفان حتى الجزيرة، و(الكواهلة) من أم بادر حتى ود الكريل والشيخ الياقوت وأم درمان و(البطاحين) و(القريات) و(الجموعية) سكان الخرطوم الأصليين ومعهم المحس رضي من رضي وأبى من أبى.. تلك حقائق التاريخ القريب والبعيد.. هذه المجموعات السكانية صاحبة حق أصيل ومسؤولية اجتماعية وسياسية وأمنية واقتصادية، لن يتنازلوا عنها.. وتستمد القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الأمن قوتها من شعبها بمختلف تكويناته.. فـ(البديرية) في كردفان والأبيض لهم مسؤولية نحو وطنهم، ولـ(الجعليين) في شندي والمتمة مسؤولية، ولـ(النوبة) كذلك عن كادوقلي والدلنج وأم درمان.. و(الزغاوة) هم من نظموا ملتقى (أم جرس) وأشعلوا حرب دارفور ويستطيعون المساعدة في إخماد نيرانها.
} هذا هو السودان.. وحينما اندلعت حرب التمرد في جنوب السودان تصدى (المسيرية) من خلال بحر العرب وشمال بحر الغزال للتمرد، ودفعوا ثمن دفاعهم عن وطنهم (18) ألف شهيد واسأل عنهم “ود إبراهيم” و”الجنيد حسن الأحمر”، وتصدى (الحوازمة) للتمرد في جبال النوبة ومعهم القبائل النوبية من (الكواليب) و(النمانج) و(الأجانق) و(البرام) ودفع هؤلاء نحو (36) ألف شهيد.. ويوم (الكتمة) في كادوقلي 6/6/2011م وحده صعدت أرواح (500) شهيد في كادوقلي التي لولا القوات المسلحة والدفاع الشعبي لأصبحت بنغازي جديدة منها تتقدم قوات قطاع الشمال لتبلغ الخرطوم.. وعندما بدأ د. “خليل إبراهيم” زحفه من (أم جرس) التشادية حتى وصل الخرطوم.. هل عبر من خلال أراضي تقطنها قبائل؟؟ أم أرض بلقع بلا زرع ولا ضرع ولا أنس؟؟ وهل تعلم الدور الأمني الذي قام به (الكبابيش) و(الميدوب) و(دار حامد) في التصدي لحملة د. “خليل” وإضعافها والمعلومات التي أتاحها زعماء القبائل الرعوية للقيادة السياسية العليا في البلاد؟! اسألوا المهندس “عبد الواحد يوسف” وزير الداخلية الحالي الذي كان يسد ثغرة في كردفان، وستعلمون لماذا تم اختياره في التشكيل الأخير حارساً لأمن البلاد!!

نواصل

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية