أخبار

أم جرس

السؤال الذي كنت أسعى كثيراً للاستفسار عنه حول ملتقى (أم جرس) حول قضايا الأمن والتعايش السلمي بدارفور هل شاركت الحركات المسلحة وممثلون عنها في الملتقى المهيب أم أنها غابت ؟! وأعني عيناً وتحديداً حركتي تحرير السودان (مني أركوي مناوي) وحركة العدل والمساواة حيث الدكتور “جبريل إبراهيم” وإن كان مفهوماً أن يغيب “عبد الواحد نور” و”أبو القاسم إمام”، وقد علمت من مصادر متطابقة أن أي من الفصائل المتمردة لم تحضر مما يخفض سقف الآمال عندي حول الخلاصات والنتائج لأن المنشط بصورته تلك أقرب ما يكون إلى أن تحادث الحكومة نفسها !
التوصيات اتفقت ألا حرب بعد اليوم ودعم التعايش السلمي بين القبائل، وطالب الملتقى بتعزيز دور القوات المشتركة السودانية والتشادية في تأمين الحدود وحسم المتفلتين والخارجين عن القانون وعدم الإضرار بالمواطنين والمشروعات الحيوية كما أوصى بضرورة نزع السلاح من الجميع مع الإبقاء عليه بيد القوات المسلحة، ودعا للتسريع بتسريح القوات غير النظامية أو دمجها في القوات المسلحة، كما أكد على ضرورة فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون. وجدد الملتقى الدعوة لحاملي السلاح للاستجابة لنداء السلام وكلها توصيات يؤمن بها الحاضرون ولكن من يضمن التزام المتمردين بها.
متمردو حركة مناوي هاجموا الطويشة واللعيت ونهبوا حتى أموال (الزكاة) واقتادوا مركبات المدنيين ونهبوا (موبايالات) الأهالي ودمروا المدارس وردموا الآبار الخاصة بالشرب، وحركة العدل المساواة فعلت مثل ذلك وأكثر في كثير من الأرجاء بدارفور وكردفان، وكان منطقياً وفقاً لهذا ألا تجد الحكومة مستثمراً يمكن أن يغامر بفتح مشروع في الإقليم فإذا طريق الإنقاذ الغربي يُهاجم العمال الصينيون العاملون فيه وتُُسرق معداتهم وتُُدمر أساسيات الطريق فكيف للدكتور “مصطفى عثمان” أن يقنع باحثاً عن استثمار باختبار خيرات دارفور، والمعنى ببساطة أن مؤتمر أم جرس عزز العلاقات السودانية التشادية وقدم حسن نية يُُشكر عليها لكنه لا يزال بعيداً عن إجبار المتمردين على الانصياع لتوصيات أو مقررات.
وأقدر عالياً وكثيراً حسن النية في هذا العمل لكن الحقيقة يجب أن تقال إن قضية السلام في الإقليم يجب أن تكون مسألة تتنزل على واقع الناس بشكل أكثر من مؤتمر يلي آخر وتوصية تلد أخرى فمن ملتقى الفاشر التداولي إلى آخر جلسة لتقييم سلام دارفور كانت التوصيات تسطر ولكن من يفسدها إنهم المتمردون والذين أعتقد أن الظرف الحالي هو المناسب لسحقهم تماماً، فتطورات الوضع بالجنوب قطعت خط الإمداد الأولى والملاذ الأخير وبشأن تشاد فمواقف الرئيس إدريس ديبي واضحة ومن ثم لم يبق لجيوب التمرد سوى خيارين إما الاستسلام أو القتال حتى آخر طلقة والأخيرة هي الراجحة فبعد تطويق قواته من نواحي جنوب دارفور وجره على الشريط الشرقي لشمال دارفور لم يبق للتمرد من مساحات للمناورة.
لست عدوانياً ولكن لتبسط الدولة سلطتها وتنشر قواتها ولتحكم الإقليم ببرامج الخدمات والتنمية بعد فرض السلام ولن تقوم حرب بعدها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية