الديوان

"محمد سَلطة" من شارع «الحرية» لـ(المجهر):

بحثنا عن “محمد أحمد آدم” الشهير بـ”محمد سلطة” لم يكن صعباً، فالجميع أشاروا إلى مكانه في (شارع الحرية) تحت تلك الشجرة الظليلة، وعندما وجدناه اتضح لنا أن سر الشهرة وطعم ومذاق السلطة هو ابتسامته وحب الناس له، إضافة إلى روح الحماس وحبه لعمله الذي تظهر بين ثنايا الحوار والدردشة:

} بداية قلنا له عرفنا بنفسك؟
– اسمي “محمد أحمد آدم”.. أتيت إلى الخرطوم من منطقة (الله كريم) ريفي الرهد منذ العام 2000م.
} ماذا كنت تعمل قبل بيع السلطة؟
– كنت أدرس وتوقفت عن الدراسة منذ الصف السابع نسبة لظروفي الأسرية.. والحمد لله وفقت في عملي إلى أن تزوجت.
} مسارك المهني؟
– تنقلت بين العديد من المهن.. أولاً بدأت بالزراعة (زراعة الطماطم)، ثم عملت تاجراً أشتري الخضروات من مزارعي (الله كريم) وأبيعها بـ(كوستي، ربك والأبيض).
} ثم ماذا بعد؟
– أتيت إلى الخرطوم في العام 2000م وعملت في كافيتريا (الفيش– بري) وأيضاً في مطعم بمنطقة (السوق العربي)، ثم بعد ذلك تحولت إلى بيع السلطة منذ أربع سنوات وصارت عملي المحبب.
} وماذا عن الزبائن؟
– الزبائن متنوعون بين تجار وطلاب، بالإضافة إلى العنصر النسائي (بنات المكاتب الفوق ديل كلهم بجوني) خصوصاً وأن (السلطة تأتيهم وهي مقطعة)، وأصحاب المحال التجارية.. الجميع هنا (عاوزين) السلطة جاهزة.
} مواعيد العمل؟
– من الصباح الباكر إلى الظهر.
} سر السلطة وشهرتها؟
– (لم يخف محمد سر السلطة الذي يبدو أنه مشاع) فقال: إن لون الطماطم الجذاب ونظافة الخضروات هو الذي يجذب الزبائن، بالإضافة إلى أن (طماطم الله كريم) خالية من الأسمدة وما زالت تحتفظ بطعمها الطبيعي وسط الأسمدة الكيميائية.
} ما هو السر وراء هذا الكم من الزبائن والشهرة؟
– التعامل بأسلوب جميل، والتجويد، والنظافة في العمل.
} هل هناك خلطة معينة.. وكيف يتم إعدادها؟
– نقوم بتقطيع الطماطم وحدها في وعاء منفصل والبصل أيضاً في وعاء منفصل، لكن نقوم بخلط العجور والجرجير والجزر في مكان واحد، ثم نعطي الزبون حسب الطلب سواء (سلطة بدكوة) أو (زيت سمسم) إضافة إلى بعض المحسنات الأخرى.
} هل لديكم أسعار محددة؟
– طلب السلطة بخمسة جنيهات، (لكن ما بنرجع زول حتى لو شايل جنيه، والماعندو قروش برضو بنديه).
} متوسط الدخل اليومي؟
– (بالمناسبة أنا ربحي ذاتو حسب وضع الطماطم في السوق) ففي بعض الأوقات قد يرتفع سعر الصفيحة إلى (150 جنيهاً) وقد ينخفض إلى (10 جنيهات)، والعمل يرتبط بالمواسم ومن شهر مايو إلى أغسطس ترتفع أسعار الطماطم وتكون الأسعار معقولة بين (5 – 12 جنيهاً)، أما بين شهري فبراير وأبريل فتنخفض الأسعار والطماطم (بترخص).. بالإضافة إلى ذلك، لديّ أولاد يساعدونني في العمل فأقتسم الأرباح والرزق اليومي معهم.
} هل لديك صعوبات ومشاكل في هذه المهنة؟
– لا مشاكل لديّ سوى (كشة المحلية).
} مواقف غريبة مررت بها؟
– يوم جوني ناس الرقم الوطني عاوزين يشتروا فسألوني: أها ناس المحلية عاملين كيف معاك؟ وفي نفس الوقت ناس المحلية كانوا واقفين عاوزين يشيلو حاجاتي.. وديل ما عارفين.. فكان موقف حرج.. لكن ناس الرقم الوطني أتوسطوا لي.. والحمد لله عَدّت على خير.
} كلمة أخيرة
– الله يحفظنا من ناس المحلية.. والأرزاق بيد الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية