رأي

نحن أقوى ولكن!

الكل مسرور لأن “البشير” التقى بـ”الترابي” والكل سعيد لأن ذلك يعني وحدة الحركة الإسلامية، ولكن هؤلاء وأولئك لم ينتبهوا أن المعادلة أصبحت فيها قوى أخرى لا بد من التوصل معها لاتفاق لنبعد عن أثر أمريكا.
صحيح أن وحدة الإسلاميين هي قوة لهم أو هي تمنع عنهم الثغرات التي يتسلل منها العدو المتربص. والقوى الإسلامية في مفهومي أنا أكبر من أن تحتويها أحزاب أو جمعيات. إن هذا المصطلح يشمل كل مسلم يدب على ظهر الأرض لأني لا أحب أن هناك مسلماً يعمل ضد دينه أو يظاهر أعداءه. حتى يصبح التجمع الإسلامي قوياًَ عليه أن يكون مستعداً للرد على أعدائه الكثر هذه الأيام. المطلوب تصحيح كل المفاهيم الخاطئة عن الدين.
هناك فهم خاطئ عن الجهاد.. إن كل ما يشار الآن عن الإسلام يمكن أن يلخص في أن الغرب يبحث عما يوحده ضد الجهاد الإسلامي. لقد زرع الرعب في الأوروبيين من هذه الكلمة. وللأسف هناك قلة متطرفة تؤكد هذا المفهوم الخاطئ فتعطي أعداء الإسلام الذخيرة التي يبحثون عنها.
وبحث الأوروبيون عن كلمة توحدهم كلهم وتعطي مبرراً لكل التطرف ضد المسلمين. الآن كل الإجراءات في المطارات تسدد ضد المسلمين بحجة مكافحة الإرهاب. الآن تحل أحزاب وجماعات وجمعيات وتغلق معاهد ومدارس بحجة مكافحة الإرهاب.
الآن أصبح كل من ينتمي إلى كيان إسلامي كل ما يأمله ألا يتهم بالتطرف. الغرب في منتهى الذكاء يجيد تبرير كل سلوك له ضد المسلمين، ويجيد تضخيم الحوادث الفردية لأفراد جهلة ويصورها على أنها سلوك يومي عادي. أي نظام يعلن أنه جاء بحكم الإسلام يقاطع حتى قبل أن يبدأ مشواره.. وتوقف المعونات عن مؤسساته لمجرد أنها إسلامية. وتوضع أسماء أعضائه في القوائم السوداء، فيمنعون من دخول كل الدول. الحركات المسلحة حتى لو كانت فوضوية تعامل على أنها حركات تحرير، وتجد كل رعاية ودعم مادي وإعلامي.
أي حركة مسلحة في أي بلد إسلامي تعامل الآن على أساس أنها حركة تحرير ضد الاضطهاد. وأي جماعة مسلمة لا تجد الحماية حتى لو أبيدت كل نسائها وأطفالها كما حدث في أفريقيا الوسطى، حيث أبيد كل المسلمين وأجبر من بقي منهم على قيد الحياة على الهرب إلى البلدان المجاورة. وكان ذلك وسيلة النجاة الوحيدة. لا تتحرك المنظمات الإنسانية إلا حين يكون الأمر ضد المسلمين. وللأسف وجدوا من بعض العاطلين من يأتي ويقف أمام المايكروفونات، ويعلن عن اضطهاد مزعوم ويبالغ في تأليف القصص حول اضطهاده المزعوم.
المشكلة في كل ذلك أن أعداءنا أصبحوا يستغلون كل وسيلة إعلامية ضدنا، بينما نحن نناقش هل السينما حلال أم حرام. عندما أنتج فيلم عن الإسلام كان ذلك سبباً في إسلام المئات في أمريكا، لأنهم رأوا الإسلام الحقيقي لا الذي يقوله لهم إعلامهم.
في كل يوم يقبل الآلاف على الإسلام في أفريقيا على الرغم من الميزانيات الضخمة للمنظمات الكنسية لأنه دين الفطرة. ولكننا نتجاهل كل ذلك ونفتح الباب لجدل عقيم حول هل السينما حلال أم حرام؟
الغرب الآن يدمر نفسه بنفسه وانتشرت فيه الأمراض والمخدرات بسبب الحرية الزائدة، ولكننا نحن لا نوظف ما لدينا من عناصر قوة في مكانها ووقتها.
> سؤال غير خبيث
لماذا يزداد عدد المسلمين في أفريقيا رغم الحملة الموجهة ضد الإسلام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية