شهادتي لله

(3) مليارات دولار.. (صمغ) بس!!

} إذا كان صحيحاً (مائة بالمائة) ما أعلنه وزير التجارة الخارجية السيد “عثمان عمر الشريف”، واحتفت به (المجهر) في عددها الصادر أمس فجعلته (مينشيتاً)، فإننا ملزمون بالتصفيق لاتحاد منتجي (الصمغ العربي)، وشركات تصديره من موانئ السودان إلى بلاد ما وراء المحيطات.
} وزير التجارة أكد أن حصيلة صادرات الصمغ العربي بلغت خلال (الثلاثة أشهر) الماضية (ثلاثة مليارات) دولار!! وهذا يعني أن (مليار دولار) هي عائدات الشهر (الواحد)، وبالتالي حوالي (12) مليار دولار للسنة، أقل.. أو أكثر..!!
} إذن ما حاجتنا إلى البترول والذهب والنحاس والقصدير والطماطم والبطيخ؟!!
} عندما ضجت وزارة المعادن بالصراخ، تبشرنا بـ(الذهب) الذي أصبح بديلاً للبترول، كانت أرقامها تتحدث عن (3) مليارات دولار في العام.. وها هو “عثمان عمر الشريف” يشيد بمنتجي الصمغ في جنوب دارفور، مبشراً بـ(3) مليارات في (3) شهور!!
} وكما قال الوزير فإننا في حاجة إلى رعاية وحماية هذا القطاع الاقتصادي الأهم الذي لم يكلف الدولة ماءً يأتي عبر (سدود) تمولها صناديق (عربية) أو (غربية)، بالربا أو بدون ربا، ولا (ميزانية تسيير)، ولا بنزيناً أو جازوليناً (مدعوماً) أو غير (مدعوم)، ولا لجنة عليا، ولا دنيا، ولا برنامجاً (ثلاثياً) ولا (رباعياً) ولا (نيلة) – كما يقول المصريون – بل هو شجر ينمو في الخلاء على الرمال الممتدة من كردفان (الغرا) إلى دارفور (الخير)، بالمطر يرتوي، يغتسل ويزدهر!! ثم يثمر (صمغاً) سودانياً.. عربياً.. وعداً.. وتمنِّي.. دولاراً.. ويورو!!
} السودان في أمس الحاجة إلى تطوير هذا القطاع، وحمايته، وتمويل منتجيه وتشجيع مصدريه عبر المصارف والموانئ السودانية، حتى لا تتسرب الكميات (الأكبر) تهريباً عبر الحدود، كما كان يحدث، وما زال يحدث حتى الآن، فتنام دول من حولنا على وسائد صمغنا وقمحنا وبنزيننا (المهرب) دون أن تبذل في ذلك مجهوداً يُُذكر!!
} وتنمية هذا القطاع تكون بإجراءات اقتصادية محددة، وتوجيهات لبنك السودان والبنوك التجارية بمنح منتجي الصمغ العربي كل التسهيلات والتمويلات المطلوبة، دون تعقيدات وتسويف، تنمية هذا القطاع لا تكون بتشكيل لجنة عليا مشرفة عليه، ولا باحتكار مؤسسة أو شركة أو مجموعة اقتصادية لرخصة تصديره.. افتحوا الأبواب والنوافذ والمنافذ لتصدير الصمغ العربي من ميناء بورتسودان، وليس غيره.
} وما دامت أمريكا قد منعت عنا (كل) منتجاتها، إسبيرات، وطائرات، وأدوية منقذة للحياة، ومطابع وتقنيات حديثة، فإنها – بأنانية وانتهازية تحسد عليها – (استثنت) لذاتها وشعبها حق الاستيراد والتمتع بفوائد وميزات (الصمغ العربي) في كافة صناعاتها ومنتجاتها الغذائية والدوائية!!
} أمريكا تمنع عنا (كل) شيء، لكنها (لا) تمنع نفسها من شهوتها للصمغ العربي!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية