شهادتي لله

خارج نطاق المجموعة (الفاشلة)

} جاء في أخبار (المجهر) بعدد أمس (الجمعة) أن مجلس الوزراء سيعقد جلسة طارئة صباح غد (الأحد) لتحديد معالم جديدة لسياسة خارجية تضع مصالح السودان (الاقتصادية) كأولوية قصوى، فيما ستبحث الجلسة تدهور الأوضاع في عدد من ولايات دارفور (الخمس).
} لقد ظل مجلس الوزراء منذ زمن بعيداً عن (مطبخ) أو (معمل) أو (جوقة) وضع السياسات، خاصة (الخارجية)، وتنحصر جلسات المجلس في الاستماع للتقارير الروتينية المطولة من السادة الوزراء وتنويرات محدودة عند الملمات والأزمات، وإجازة مشروعات القوانين وإحالتها إلى (البرلمان)!
} وكان مهماً أن يكون لمجلس الوزراء دور (قيادي) و(مفتاحي) في (حل) أو محاولة البحث عن (حلول) للكثير من المشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها البلاد، خاصة وأنه المكان (الوحيد) الذي يمثل (تلاقي) أفكار وآراء ومقترحات الأحزاب (الشريكة) للمؤتمر الوطني في الحكومة الحالية (لا أعلم هل هي حكومة عريضة أم قومية أم وحدة وطنية ؟!!)
} المهم أن يكون للآخرين خارج دائرة (المكتب القيادي) للمؤتمر الوطني، مساهمة حقيقية لا صورية في تشكيل السياسة (الخارجية)، وقبلها (الداخلية) في ما يتعلق بالحوار الوطني.
} في هذه الحكومة وزراء مثل “أحمد سعد عمر” و”الفاتح تاج السر” من (الاتحادي الأصل)، و”أحمد بلال” و”إشراقة سيد” و”حسن هلال” من (الاتحادي الديمقراطي)، و”أحمد بابكر نهار” من حزب الأمة، وقيادات دستورية مثل العميد “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد الرئيس والدكتور “التيجاني السيسي” رئيس السلطة الانتقالية، والدكتور “جلال الدقير” مساعد الرئيس، والسيد “موسى محمد أحمد” ممثل (الشرق) الكبير مساعد الرئيس، وغيرهم، ليسوا أعضاء في حزب (المؤتمر الوطني)، ولا بد أن تكون لهم آراء في ما يحدث من تطورات وتقاطعات في ملف علاقاتنا الخارجية، على صعيد الإقليم (العربي) أو (الأفريقي) أو (الدولي).
} ولهذه القيادات السياسية من الأحزاب الأخرى، علاقات (خاصة) أو (عامة) عبر أحزابهم، مع دول (عربية) و(أفريقية) و(غربية) يمكن أن استغلالها والإفادة منها لصالح الوطن، بدلاً من سيطرة مجموعة (صغيرة) عجزت عن إخراج السودان من نفق (المقاطعات) المستمر، سواء كانت في وزارة (الخارجية) أو قطاع العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني.
} لا جديد تقدمه لنا هذه المجموعة (الصغيرة) المنفردة بالأسفار و(الأصفار)، والتوصيات والإشارات لقيادة الدولة ثم القرارات!!
} وما إن نغرق في محيط العقوبات (الأمريكية) المتجددة كل عام، و(الأوربية) الصامتة، حتى نجد أنفسنا في أتون عقوبات مصارف (خليجية) تتذرع بأسباب (فنية) واهية لقطع خطوط التحويلات بين السودان ورئاساتها!!
} والسبب وراء كل هذا وذاك، أن الذين (يديرون) أو (يتدخلون) في ملفات شؤون السودان الخارجية فاشلون بامتياز، (قبل) و(بعد) انفصال (الجنوب) بثلاث سنوات، في الحصول على (المكافآت الأكذوبة) التي وعدت بها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي السودان في جلسات المفاوضات (المغلقة) مع قادة البلاد، حوافز على دعم السودان لإنجاح (الاستفتاء) على تقرير مصير (جنوب السودان) وإعلانه من بعد ذلك دولة (مستقلة) ذات سيادة وعضوية لدى الأمم المتحدة!!
} وما زلنا نتجرع كؤوس (الخديعة) المرة من “نيفاشا” إلى “أبوجا” إلى “الدوحة”.. و”جوبا” غداة الإعلان عن قيام جمهورية جنوب السودان!!
} لابد أن يغادر الوزراء والدستوريون من خارج عضوية (المؤتمر الوطني) في الاجتماع المزمع غداً، مربع الأدب والإنشاء والخطب الفخيمة والتصفيق لأخطاء (المؤتمر الوطني)، بابتدار (مكاشفة) موضوعية، وتقديم مقترحات وبدائل، ومساهمات لمعالجة (ثقوب) سياستنا الخارجية، وهي المدخل الأساسي لعلاج أزماتنا الاقتصادية والأمنية.
} سبت أخضر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية