شهادتي لله

ثلاجة (المؤتمر الوطني).. و(الخواجة نايل)!!

– 1 –
} سياسة (تجميد) و(تبريد) المشكلات وانتظار الزمن ليكون – وحده – كفيلاً بحلها، لم تفلح سوى في (تفريخ) المزيد من المشكلات والأزمات.
} قبل نحو خمس سنوات، كان مسؤول كبير في الدولة يرد في جلسة (خاصة) على سؤالي عن مشكلة “أبيي” بقوله: (سنضعها في ثلاجة)!!
} هذا النوع من التفكير السالب جعل “أبيي” منطقة (ساخنة) على مدار العام، لا تعرف أوضاعها السياسية والأمنية (انخفاضاً) في درجات الحرارة!!
} أخشى أن يكون (البعض) في مراكز قرار الحكومة والمؤتمر الوطني، يرى ذات الرؤية في ما يتعلق بتطاول أمد الأزمة في شمال دارفور، فأقنع القيادة بوضع “الفاشر” وما حولها داخل (ثلاجة) تشبه (ثلاجة أبيي)!!
} ويبدو أنها (سخانات) وليست (ثلاجات)!!
– 2 –
} بقدر سعادتي – شأني شأن ملايين السودانيين في الداخل والخارج – بصعود الشاب (السوداني) “نايل” إلى مراحل متقدمة في برنامج مسابقات بين المطربين العرب الشباب تبثه شبكة قنوات (MBC)، حزنت بذات القدر لأن “نايل” (يستحي) أن يغني للعالم (سوداني)!!
} صحيح أن اسم (السودان) تردد على شاشات الفضائيات الدولية لأسابيع، بعد أن كان مرتبطاً في الخارج بالحروب والنزاعات والفيضانات ومعسكرات النازحين في “دارفور” و”جنوب كردفان”، فتبدلت ولو قليلاً جداً.. الصورة النمطية الشائهة في الإعلام العربي والدولي عن السودان، فصار يعبر عنها شاب فنان.. وسيم القسمات.. واسع الابتسامات.. خفيف الظل.. محبوب (بجنون) لدى مشرفة المجموعة الفنانة (المصرية) الشهيرة “شيرين عبد الوهاب”، ولدى قطاعات واسعة من المشاهدين (العرب)!!
} ولكن الصحيح أيضاً أن “نايل” لا يمثل (الوجدان السوداني) ولا يعبر عنه، إذا كان مصراً على الغناء (بالانجليزية) لفنانين غربيين لا يعرفون موقع السودان في خريطة العالم!! وقد تردد بقوة أن الرئيس “أوباما” لم يكن يعرف مكان “أفغانستان” في خريطة المعمورة قبيل تسلمه السلطة في أكبر وأقوى دولة بالعالم.. أمريكا..!!
} هل أنت (سوداني) يا عزيزي “نايل”.. أم (كندي) – من أصول سودانية – ومقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة؟!
} هل كل ما استطعت أن ترضي به شعبك السودان العزيز الكريم أن تقول لمذيع البرنامج بلغة (قاع المدينة): (يا أصلي…) فيرد عليك بـ(يا فردة)!!
} ما الذي يمنعك من حفظ أغنية سودانية شامخة خلال (يومين) والتمرن على ترديدها إذا كنت (خواجاتي) جداً.. وما حافظ أي (غنا) سوداني؟!!
} أنا متابع جيد لهذه البرامج وغيرها سياسة واجتماع وفن بالكثير من الفضائيات العربية منذ سنوات، وفي رأيي أن “نايل” (فشل) في الحصول على أصوات الجمهور في حلقة الأسبوع الماضي، بسبب إحجام المصوتين السودانيين عن دعمه، بعد انتشار مقطع على (اليوتيوب) يرفض فيه تقديم مقطع لأغنية سودانية بطريقة غير لائقة، ما جعل أسهمه تتراجع في بورصة التعاطف الشعبي السوداني.
} لقد ثبت أن السودانيين يتابعون هذه البرامج بكثافة، ولديهم قصب السبق في تحديد (الفائز)، وإلاّ لما فاز “نايل” في المرة الفائتة بأصوات الجمهور وتصدر متفوقاً على المتنافسة (المصرية) – رغم أن تعداد مصر يبلغ نحو تسعين مليون نسمة – بينما تراجع الأسبوع الماضي، لتتقدم (المصرية)، وتنقذ “شيرين” مندوبنا (الخواجة نايل) بكرت (الحكم)!!
} منذ ستين عاماً لا يعرف أشقاؤنا (العرب) أغنية سودانية غير يتيمة واحدة (المامبو السوداني) للراحل الكبير “سيد خليفة” الذي كان ناشطاً وبارزاً في ليالي “القاهرة” الموسيقية في خمسينيات القرن المنصرم، وجاءت الفرصة – الآن – على طبق من ذهب للشاب “نايل” ليكون سفيراً جديداً للفن السوداني، بإشهار أغنية (ثانية) ولو مرة واحدة على فضاء واسع يتابعه الملايين.
} السودانيون صوتوا لك، ولكنهم – في ظني – لن يصوتوا لك مرة أخرى، ما لم تكن جزءاً من وجدانهم، وتوقعي أنك ستخرج من المنافسة عاجلاً بانكشاف ظهرك من السند الجماهيري.
} جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية