أخبار

مسؤول (لا) يحترم !

بحسب مدير العمليات بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة “جون بينغ”، فإن نحو ستة ملايين سوداني بحاجة للمساعدات الإنسانية العاجلة في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. المسؤول الأممي حذر من تفاقم الأوضاع حال عدم التوصل إلى تسوية سياسية بمشاركة جميع الأطراف المتنازع. وإلى هنا فإن حديث الرجل في تقديري يبدو وكأنه (كلام موظفين)، لأنه في تقديري خلط الأوراق بشكل مريع.
كان حري بالمسؤول الأممي وبشكل صريح وكلام مباشر أن يدين ويسجل شهادته في حق الأطراف المتسببة في تلك الأزمات، لا يكفى في مثل هذه المواقف دلق الإحصائيات أمام السامعين ونشر التصريحات الدبلوماسية من شاكلة التوصل إلى تسوية وطي الأزمة، فما حدث في بعض أجزاء شمال دارفور معروف، وصور الضحايا تملأ الفضاء، وحركة تحرير السودان و”مني أركوي” هم الجناة. وهذه معلومة بشهادة الشهود العدول ومن ثم فإن أي وضع إنساني طارئ يتطلب مع إقرار المعالجات تسجيل إدانة أممية بحق من ارتكب. فالمسألة ليست محض مكتب يعمل على توفير العيش والخيام، فهذه يمكن تدبيرها ولو أن النازحين وصلوا إلى الخرطوم هذه لما باتوا في الشوارع، ولفتح لهم أهلهم وغير أهلهم مساكنهم وأقالوا عثرتهم.
الصمت الأممي وتجنب إدانة المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، هما ما يغري أولئك بارتكاب المقاتل وأعمال النهب والتدمير المتعمد، والقتل بناء على تصنيفات عنصرية. وحركة “مناوي” مارست في “مليط” هذا وبشكل سافر وقبيح وهو سلوك معظم الحركات المسلحة في كل المناطق التي تدخلها وتهاجمها، حيث لا يكون عادة الغرض هزيمة الحكومة لأن وجود القوات النظامية في تلكم الأنحاء لا يتجاوز مكتباً صغيراً للشرطة وربما موظفي جمارك لا غير. ولكن الحركات تهاجم أصلاً لتمزيق النسيج الاجتماعي، لأنها لا تعيش إلا في ظلامات المرارات والثأرات، ولأنها تقتات بحصاد المساكين وما يدخرون في مساكنهم من قليل زاد ووقود لتسيير حياتهم.
الأمم المتحدة ومكاتبها لو أنهم يتحلون بالنزاهة لتقدموا بحلظة صدق وقالوا، إن الحركة كيت والقائد كذا فعل وفعل ومدان ومطرود من رحمة دعمها السياسي، ولكنها لا تفعل ولن تفعل بل وعلى العكس أتوقع أن تكون تقاريرها السرية المرفوعة لقيادتها ورئاستها في نيويورك مدينة للحكومة، لأنها إدانة توفر لكل هذه المنظمات والموظفين الكبار ومكاتب الغوث واللاجئين الدعم والتمويل والذي أضمن أن بعضه سيكون دعماً ونقداً حاضراً لصالح الحركات المسلحة والمتمردين في دارفور وجنوب كردفان.
“جون بينغ” – وأي كان اسمه – مسؤول غير محترم ومتحيز، لأنه يستعرض أرقام الضحايا وظروفهم دون أن يقيد التهمة بحق أحد. وإلا فمن قتل يا “بينغ” الشهداء في “مليط” ومن نهب أموالهم واقتحم مساكنهم وهم محض مدنيين غدرت بهم عصابات حركة تحرير السودان وحركة “مني أركوي مناوي”، والذي يعيش الآن في كنف المنظمات ويتنقل بتسهيلات الأمم المتحدة وتحت حماية موظفيها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية