بسواعدنا نبني طرقنا
أجد نفسي مع الرأي الذي يقول إنه ولكي نحصل على طرق عريضة بالمواصفات العالمية، توقف مسلسل الحوادث المميتة التي تحصد كل يوم العشرات من أبناء شعبنا، لا بد من مساهمة كل القرى التي يمر بها الطريق في تكلفة تشييده. إننا بهذا العمل سوف يكون لنا ولأول مرة رأي في مواصفات الطريق وسنفرض على المقاول الالتزام بالمواصفات العالمية.
إن هذا السلوك متبع في الكثير من الدول. طرقنا السفرية ضيقة لأن الدولة لا تستطيع تشييد طريق أعرض. وأقترح أن تبدأ بطريق “الخرطوم” “بورتسودان” لأنه يصل ما بين الداخل والميناء. يجب في البداية حصر القرى والمدن التي يمر بها الطريق، وتوزيع تكلفة الطريق ويشمل ذلك كل الشركات في المنطقة، وأيضاً رجال الأعمال لأنهم المستفيد الأول من الطريق. ويمكن إقامة دورات رياضية وحفلات يخصص دخلها لصالح الطريق. ويجب أن تشرف لجنة من المهندسين على تنفيذ الطريق. وأن تتأكد هذه اللجنة أن الطريق يشيد وفق أحدث المواصفات وبأدنى المواد، حتى لا نضطر إلى إعادة إصلاحه بعد عام واحد أو بضعة أشهر.
أقول لنبدأ بطريق “الخرطوم” – “بور تسودان” الذي ينبغي أن يكون بمسارين، أحدهما للذهاب والآخر للإياب مثل طريق “الرياض” – “جدة” في السعودية. إننا بذلك نختصر زمن الرحلة إلى النصف. ونضمن سير كل أنواع الشاحنات التي تسير بأي سرعة، لأن الطريق عريض. وبعد هذا ينبغي أن تكون هناك استراحات في الطريق وتشجير ومساحات خضراء، كما ينبغي عمل أنبوب مياه على طول الطريق لشرب الناس والنبات والحيوان. فنحن نعرف أن الصيف في تلك المناطق شديد الحرارة.
وعندما نقول إن الطريق ينبغي أن يشيد وفق المواصفات العالمية، فنحن نقصد أن سمك الطريق ينبغي أن يكون مثل الطرق الدولية في كل العالم. ويجب أن يتحمل أي حمولة عليه.
لا أعتقد أن تكلفة الطريق إذا قسمت على القرى والمدن ستكون كبيرة. كما ينبغي مشاركة الشباب في أعمال الطريق لتقليل التكلفة. ويجب نشر تطور العمل في الطريق لنعرف أي جزء في الطريق مضى تشييده بسرعة، وأي جزء كان العمل فيه ببطء. ويتوجب الإشادة بالقرية أو المدينة التي تكون الأكثر إسهاماً في الطريق من ناحية المال وعمل أبنائها.
بعد الانتهاء من هذا الطريق يمكن العمل في طرق أخرى مثل “الخرطوم” – “مدني” أو “الأبيض” – “الخرطوم”، لأنها تشهد حوادث مميتة.
> سؤال غير خبيث
إذا طبقنا طريقة مساهمة القرى في الطريق، هل تتوقع انتهاء طريق “بور تسودان” في عام واحد؟!