درس من الكفرة!!
> كثير من أئمة المساجد في حاراتنا وأحيائنا السكنية، يدعون في صلواتهم رب العباد لإهلاك الكفرة من (الخواجات)، المتآمرين على السودان والإسلام والمسلمين!! وبعض أئمة مساجدنا يقدمون وصفاً مثيراً للحياة في الدول الغربية، ويجردونها من قيم الفضائل والخلق القويم.. يصفونها بـ (الماجنة) والظالمة الباطشة!!
> ولكن دعونا نقرأ هذا النبأ الذي بثته وكالة الأنباء الألمانية عشية (الجمعة)، ونشرته الصحف الغربية أمس (السبت).. يقول الخبر: (بات على “أولي هوينس” رئيس نادي “بايرن ميونخ” الألماني أن يقضي عقوبته في سجن عام، دون أي مميزات خاصة. وقال “انتوني بافل” رئيس نقابة موظفي السجون الذي يتمتع بأكثر من “30” عاماً من الخبرة في هذا المجال، خلال تصريحات للوكالة الألمانية: في السجن لا توجد مميزات كون المرء مشهوراً. وروى الموظف كيف سيقضي أشهر شخصية ألمانية أيامه في السجن، حيث يتعين عليه في خلع ملابسه وتسليمها مثل أي سجين آخر، وسيتم فحصه من جانب طبيب واختصاصي نفسي، وبعد ذلك يتم وضع خطة احتجاز تتضمن قدراته ومؤهلاته ومن ثم سيرتدي رداء السجن. وقال “هوينس”: لن يتمتع بأي حق في المطالبة بزنزانة انفرادية ومن الممكن أن يكون عليه العيش مع مجرمين يتميزون بالعنف أو أن يتقاسم معهم الزنزانة. لكنه رجح أن يتم سجنه منفرداً وستكون مساحة الزنزانة ما بين ثمانية إلى عشرة أمتار مربعة، مزودة بفراش ودولاب ومنضدة، وسيكون على “هوينس” أن يستخدم الحمامات العامة التي يستخدمها بقية السجناء. وفي بافاريا على كل سجين العمل إلا إذا كان في سن المعاش أو يعاني من مشكلات صحية. ويتوقع أن يعمل رئيس نادي “بايرن ميونخ” في المطبخ كطاهي. وأدين الرجل بالسجن ثلاثة أعوام ونصف بسبب التهرب الضريبي، عبر حساب سري في سويسرا بقيمة (28,5) مليون يورو. وقد أعلن أنه لن يطعن في الحكم مما يعني دخوله السجن)!!
> إذا قرأت الخبر جيداً فتذكر ما يحدث في دولة المشروع الحضاري، الذي جاء لنشر قيم الدين وعدالة السماء وتطهير المجتمع من مخلفات الجاهلية.. كم من رجال الأعمال لا يدفع ضرائب من حيث المبدأ، ويتخذ من المؤسسات التشريعية والتنفيذية وبطاقات الانتماء المصلحي للأحزاب الحاكمة (درقة) لتحميه من تطبيق نصوص القانون!! وحتى لا نرمي الحديث جزافاً في حق الأطهار الأتقياء نذكركم فقط بقصة (جوكية) البنوك، وهم مجموعة من رجال الأعمال ورؤساء أندية كبيرة في السودان، بعضهم في الداخل وآخرون في الخارج.. (استولوا) على مليارات الجنيهات من المصارف وهي ودائع للجمهور، وهربوا إلى بلاد تحمي الفساد والمفسدين، من الدول العربية والإسلامية. أنظر إلى بعض سجوننا حيث يقبع بعض التجار في غرف فارهة وطعام يأتي من الفنادق والبيوت الناعمة، والمساكين البسطاء يأكلون (العصيدة) ويعملون في السجن.. وغيرهم يتوسدون الحرير. ونحن نباهي بعدالتنا ونفاخر بشريعتنا و(نتهجم) على الغرب الكافر، وندعو الله أن يخسف به الأرض ويجعل الغربيين – هم وأولادهم – غنيمة للمسلمين..
> شكراً لكم على الصبر.. وكل يوم ترذلون.