"غندور".. لماذا لا تزور السعودية والإمارات؟!
– 1 –
{ ما خرجت به من المؤشرات الأولية لبيان الاتحاد الأفريقي الصادر عن مجلسه للسلم والأمن، أنه يختلف عن قراراته وبياناته السابقة، ففي هذه المرة نزوع نحو التجرد والحياد وتحديد هوية (المنتهك) لأجندة وخط المفاوضات وفق التكليف والتفويض المحدد الممنوح لـ(الوساطة) المحصور في منطقتي “جنوب كردفان” و”النيل الأزرق”.
{ لا شك أن البروفيسور “إبراهيم غندور” مساعد رئيس الجمهورية رئيس وفد الحكومة لمفاوضات (قطاع الشمال) قد بذل جهداً واضحاً، وقدم (مرافعة) جامعة مانعة خلال اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي، أحبط بها – ولو مؤقتاً – ترتيبات (مؤامرة) متمردي (القطاع) و(الجبهة الثورية) مع آخرين في (المفوضية الأفريقية) خلفهم آخرون من وراء البحار، لتدويل (الحوار الوطني) بالداخل، ونقل (مفاوضات المنطقتين) إلى مائدة الحوار (الموسع) الذي اقترحوا له “أديس أبابا” مكاناً.. وذات الوسطاء مسهلين ورعاة!!
{ نحييك أخي البروفيسور “إبراهيم غندور”، فأنت تعلم أنه ليست لدينا (اعتراضات مبدئية) على المفاوضات مع أي (حركة متمردة)، فتحفظنا الأساسي في طريقة الحوار التي (لا) تفضي إلاّ لمزيد من (التنازلات) على حساب وحدة ما تبقى من الوطن، ولحمته الثقافية والاثنية والمجتمعية عزفاً على وتر (التنوع) و(التباين) ودس (سم العنصرية) في (دسم المفاوضات)!! وهو ما أودى بجنوبنا الحبيب الذي ذهب في طريق المجهول!
{ جهد (دبلوماسي) مقدر للبروف “غندور”..! لماذا لا تزور “السعودية” و”الإمارات” و”البحرين” قبل موعد جولة المفاوضات القادمة؟!!
– 2 –
{ اشترط الرئيس “البشير” في خطابه بمدينة بور تسودان نهاية الأسبوع المنصرم (الاتفاق على برنامج) مع القوى السياسية قبل تشكيل حكومة (قومية) أو (انتقالية). شرط الرئيس المحدد بـ(البرنامج) حرصنا على وجوده في العنوان الأول لعدد (المجهر) يوم (الجمعة) الماضية، وهو (المينشيت) الذي لفت انتباه الأستاذ “العبيد أحمد مروح”. وأشار إليه في عموده المقروء بأخيرة (الرأي العام) أمس في إطار جدل الإجابة على سؤال: هل رفض الرئيس قيام حكومة (قومية) أو (انتقالية) من حيث المبدأ، أم حدد لذلك شروطاً إذا توافرت فلا مانع من الاتفاق على هذه أو تلك؟!
{ كنتُ أثناء (مخاض) هذا العنوان، متردداً بين أن يكون: (البشير: لا حكومة قومية ولا انتقالية)، على أن يجد القاريء التفاصيل و(الشروط) في تفاصيل ومتن الخبر، أو أن يكون كالآتي: (البشير: لا حكومة قومية ولا انتقالية قبل الاتفاق على برنامج)، ورجحنا الخيار الأخير لدواع (سياسية) تحفز على التوافق وتفتح باب الحوار، متطابقة مع دواع (مهنية) تتعلق بالدقة والمصداقية.
{ أرجو أن يجد السفير “العبيد مروح” في عناوين ومواد (المجهر) – دائماً – ما يعينه وآخرين على تغليب دعوة الحوار الوطني والتوافق السياسي بين جميع الأحزاب والقوى على برامج ومباديء دولة العدالة والتعددية والاحتكام للدستور والقانون، إنهاءً لكل التمردات وإخماداً لنار الحرب المستعرة في الأطراف الغربية وتأسيساً لدولة الاستقرار (السياسي) و(الاقتصادي) باتجاه الكفاية والرفاهية والتنمية المستدامة.