نحن الموقعين أدناه..!
نسأل فقط من الذي أعطى الحق للنخبة السياسية لكي تتحدث باسم الشعب السوداني كله؟!… ومن الذي خول لهم التوقيع بالنيابة عنه في المباحثات والاتفاقيات والعقود والبيع والشراء الذي طال كل شيء حتى الحدائق العامة؟!
ونسأل ببراءة أيضاً عن المبرر القانوني والأخلاقي لهذا التغييب والتهميش الذي ظل يمارس بلا حدود على الإرادة الوطنية المكممة الأفواه والمقيدة الأيدي والأرجل، بحجة أن شرذمة من الأحزاب الوهمية تمثلها وتنوب عنها!!
زمرة من الشخوص يختزلون الوطن في ذواتهم وقلة معدودة يحددون هويته وملامحه، ويرسمون حاضره ومستقبله دون الاستئناس برأي الأغلبية الصامتة أو مجرد المشاورة والتفاكر ومعرفة ما يدور في النفوس التي رغم أنها سودانية الجنسية لكنها تشعر بغربة في الوطن وعزلة قسرية عن المشاركة في بلورة منظومته وتكريس استقراره!
إننا نسأل وبالفم (المليان) متى يتبع أهل السُلطة العُرف السائد حتى في ممالك النمل وحظائر الفيلة بإخضاع القرارات الوطنية المصيرية للتصديق والاستفتاء، الذي هو من حق أي مواطن سوداني مهما بلغت درجة وضاعته أو رفعته في السُلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي!
ونحن نسأل أيضاً عن (التهميش) و(التطنيش) القسري الذي تتعامل به الأجهزة السياسية بمؤسساتها ووزاراتها مع الرأي العام السوداني، الذي تعبر عنه أجهزة الإعلام باختلاف وسائطها، وعدم الأخذ بالأفكار والمقترحات والتساؤلات والمساءلات التي تضخها كل يوم دون أن تجد آذاناً صاغية أو رداً موضوعياً ومنطقياً لما تطرحه وتقوله وتكتبه!!
السياسيون الذين التهموا كل (الكيكة) وحدهم ووزعوا جبهات الوطن إلى شرق وغرب وشمال وجنوب حفاظاً على الكراسي الوثيرة في الخرطوم الغارقة حتى أذنيها بالاستفهامات والاندهاشات مما يحدث خلف كواليس السياسة، هم الذين انفردوا بقيادة المركب، وهم الذين أثقلوها بالأحزاب والحركات المسلحة، وهم الذين يسبحون عكس التيار والشعب إلى شواطئ بعيدة غير معلومة ولا يهمهم كثيراً البقية التي تتفرج وتترقب.. وتخشى على المركب من الغرق..!!
من هم في المركب لا يرون وضعيتها وسط البحر.. لكن هؤلاء (المتفرجون) من على الشاطئ لهم أن يعرفوا إلى أين ستسير المركب!
أيها الساسة (نحن أبناء هذا الشعب الموقعين أدناه) نقول لكم أشركوا هذا الشعب في أمركم وملكوه الحقائق، وامنحوه الحق في صنع القرار..!!