الأحذية الجلديّة .. محاولة لـ (نفخ الروح) في الصناعة السودانيّة!!
السودان بلد ذاخر بالموارد الطبيعية.. ما في ذلك شك.. وهو أمر (كان) من المفترض أن يقود البلاد إلى صدارة قائمة الدول الصناعيّة.. إذ أن الخام – بمختلف أشكاله – موجود بوفرة.. غير أن الواقع يخرج لسانه هازئاً بهذه المعادلة.. إذ (تطفح) أسواقنا بالمستورد – الجيد والرديء – بينما تنزوي عبارة (صنع في السودان) خجلة مما صار إليه حالنا!!
غير أن ثمة محاولات للنهوض بـ (عنقاء الصناعة السودانية) من بين الرماد.. ومنها (صناعة الأحذية) التي ازدهرت في الآونة الأخيرة.. وكسبت الكثير من الزبائن الذين مضوا إلى (امتطاء) واستخدام ما هو مصنوع من خامات محلية (ميّة في الميّة)!!
صناعة الأحذية في السودان عريقة عراقة (المركوب).. والآن امتدت لها يد التطوير بالآلات الحديثة لتقديم منتج (مواكب).. أحذية وحقائب وغيرها.. ينافس في الأسواق المحلية وربما الخارجية.
(المجهر) ولجت إلى هذا جزء من هذا العالم والتقت صاحب مصنع (الصداقة للأحذية) بأم درمان “عبد الله محمد أحمد”.. فكانت هذه الحصيلة:
} من أين تتحصل على المواد الخام؟
– هي في الغالب مواد محلية، وأحياناً نستورد من دولة مصر، ولكن نفضل المحلي أكثر.
} ما هي مراحل تصنيع الحذاء؟
– البداية بالتفصيل، ثم التوضيب، ومن ثم الماكينة، وأخيراً الشد والتشطيب بمساعدة الحرفيين.
} من أين تأتون بالتصاميم؟
– لدينا مصممون، ونفصل أيضاً حسب ما يطلبه الزبون، وللحالات الخاصة من المعاقين.
} كيف تسير سوق الأحذية؟
– كل أحذية مرضى السكري هي صناعة سودانية (100%)، نوزعها على الصيدليات والمعارض بسعر ممتاز وأرخص من المستورد بكثير.
} هل اتجهتم نحو تصنيع أحذية لفئات أخرى غير مرضى السكري؟
– نعم.. نصنع أحذية نسائية جميلة وتعيش لمدة طويلة، وأحذية شبابية للرجال، وهنالك رؤية لتصنيع أحذية لأطفال المدارس بسعر مناسب تباع في مكان محدد دعماً للمواطن.
} كم هي إنتاجية اليوم؟
– نصنع في اليوم الواحد (50) زوجاً من الأحذية.
} هل تجد الأحذية الجلدية السودانية القبول عند الزبائن؟
– بالطبع، لديها مريدوها وشعبيتها، فمن تعود على الطبيعي لا يستطيع تبديله.
} وما هي فوائدها؟
– أولاً هذه الأحذية لا تسبب سخونة في الأرجل، ولا (مسمار القدم)، وأيضاً لا تضر الكلى كما تفعل المنتجات البلاستيكية.
} كيف قستم درجة نجاحكم في هذا المجال؟
– صممنا أحذية للجيش، ونلنا شهادة من وزارة الصناعة.
} هل يوجد معرض دائم لكل صاحب مصنع؟
– للأسف لا، فنحن لا نستطيع دفع تكلفة الإيجار لأننا لا نبيع بسعر عالٍ.
} يد الدولة!!
ومن داخل ورشة مصنع (الصداقة) التقت (المجهر) أحد الحرفيين، وهو “محمد أحمد حسن”، وقد طالب الدولة بإقامة خيام عرض موسمية للبيع مباشرة من المنتج للمستهلك، بسعر مناسب، لإعادة وتعزيز الثقة في المنتج المحلي، لأن السودانيين متخوفون من الصناعة السودانية بحكم أنها غير جيدة، كما هو شائع لديهم.. وأضاف “حسن”: (نحصل على الخام من المدابغ الوطنية وبقية المواد من الصين وتايوان.. ونقترح إقامة معارض موسمية.. وهناك دول يكون إنتاج الأحذية فيها بمصانع بسيطة داخل بيوت.. كل حسب طاقته الإنتاجية.. وتباع لشركات تضع عليها الديباجة وتتحمل هي مسؤولية العرض والتصدير.. ونتمنى أن يحدث هذا في السودان لدعم وتطوير الصناعة السودانية).
وأشار “حسن” إلى أنهم يوفرون فرص للتدريب لمن رغب في امتهان هذه الحرفة المربحة، على حد قوله.