سياسة (المؤتمر الوطني) أم دبلوماسية وزارة الخارجية؟!
} ما الذي يحدث بيننا وبعض دول الخليج العربي؟ هل هناك أزمة (مكتومة) في العلاقات بين السودان وتلك الدول، فكان توقف المعاملات المصرفية عبر مراسلي بنك السودان في عدة مصارف خليجية، أحد مظاهر الأزمة؟!
} رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني الحاكم السفير “الدرديري” محمد أحمد” لم ينف قبل أيام وجود مشكلة تتعلق بالتحويلات المصرفية بين السودان والمملكة العربية السعودية، وقال إن هناك اتصالات بـ”الرياض” لمعالجة المشكلة.
} أخبار أخرى يتم (تسريبها) عن نية شركات طيران (خليجية) إيقاف رحلاتها إلى مطار الخرطوم خلال الأشهر القادمة.
} الأعذار التي تقدمها مؤسسات تلك الدول في حالة (الحرج) مع السودان لا تخرج عن سياق تبريرات (فنية) لا علاقة لها بالقصد (السياسي) هكذا تقول.
} نحتاج أن نعرف الأسباب الحقيقية وراء هذه (التكتلات) الغريبة التي تشكلت حديثاً ضد بلادنا. هل هي عقوبات بسبب (محاور) و(أحلاف) غير حقيقية جعلت السودان واقعاً في (منطقة ضغط) دون ذنب جناه غير ترهات وأكاذيب (الموساد) عن شحنات سلاح من “إيران” عبر البحر الأحمر إلى “السودان” و”مصر” ومنها إلى “غزة”؟!
} بالأمس قرأت تقريراً ركيكاً في لغته ومحتواه، محشوداً بأكاذيب وروايات ضعيفة مضحكة ومبكية، كتبه أحد (السودانيين) – للأسف – على أحد تلك المواقع الإلكترونية التافهة، ذكر فيه، وهو يستعدي (قراصنة) العالم على بلده، وأهله، أن سفينة السلاح (الإيرانية) (تحركت) من سوريا، و(عبرت) إلى “العراق” حتى بلغت ميناء “أم قصر” ومنه إلى ميناء “بندر عباس” في “إيران”!!
} فليخبرنا هذا الجهلول بموقع (الراكوبة) كيف تعبر (سفينة) من “سوريا” إلى “العراق”، ومنها إلى “إيران” ثم البحر الأحمر؟! هل هناك (بحر) يربط بين البلدين الجارين.. أم أن السفينة الضخمة قد عبرت على نهر (الفرات)؟! منذ متى كانت السفن (البحرية) تستقر على ضفاف (الأنهار)؟! يا لهم من كذابين جهلاء لا يستحون من إنتاج الأكاذيب ساعة بعد ساعة.. “مناضلو الكي بورد”!!
} أما الرواية (الإسرائيلية) المسنودة بفيديو (توضيحي) فتقول إن صواريخ (سورية) الصنع (إم 302) يبلغ مداها (200) كيلو متر تم شحنها عبر (الجو) قبل (أشهر) من مطار “دمشق” الدولي إلى مطار “طهران”، ومن طهران تم نقلها إلى ميناء “بندر عباس”، حيث أبحرت شحنة السلاح على متن سفينة (مدنية) لا يعلم طاقمها شيئاً عن محتواها (إذن لماذا حققتم معهم تحقيقاً مطولاً على ظهر سفينة حربية وأخذتموهم إلى جهة غير معلومة؟!).
} يواصل معدو الفيديو (الإسرائيلي) روايتهم المختلقة، فيؤكدون أن السفينة اتجهت شمالاً ناحية ميناء “أم قصر” (العراقي) بدلاً من الاتجاه جنوباً صوب البحر الأحمر!! وذلك لمزيد من (التمويه) فاستقبلت السفينة حاويات تجارية إضافية!! ثم عادت باتجاه الجنوب في طريقها إلى البحر الأحمر، وقبل وصولها ميناء “بورتسودان” تم اعتراضها بواسطة قوات (كوماندوز) إسرائيلية تحت قيادة (مباشرة) من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي كان يدير (العملية) من داخل كابينة قيادة سفينة إسرائيلية على البحر الأحمر!!
} دعونا نسأل خبراء السلاح (اليهود)، هل تصدر “سوريا” أسلحة إلى “إيران” أم أن العكس صحيح؟! هل “دمشق” هي الأحوج إلى كل قطعة سلاح وكل (صاروخ) أم “طهران”؟!
} إذن كيف يتم تصدير السلاح من مطار “دمشق” الدولي إلى مطار “طهران” ثم إلى ميناء “بندر عباس” ليصل في النهاية إلى “غزة”؟! لماذا لا ترسل إيران السلاح مباشرة إلى البحر الأحمر، كيف تنتظر قدوم شحنات من “سوريا” المحاصرة والمنكوبة؟!
} تبدو كلها روايات (مفبركة) وضعيفة، وتم إطلاقها بالتزامن مع زيارة رئيس وزراء الدولة (العبرية) “بنيامين نتنياهو” إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحصد المزيد من الدعم والتأييد، وتعبئة (اللوبيات) ضد “إيران”.
} كل ما سبق تأكيد على سيناريو (صناعة الكذب) الذي يخسر فيه السودان (المتفرج) كل يوم!!
} إسرائيل تسعى لتحقيق أهدافها في قطع خطوط التواصل (الأمريكي – الإيراني)، والسودان يظل (ضحية) تقاطعات (أمريكا – الخليج ، إسرائيل – إيران).
} إذن من ينقذ (الضحية)؟! سياسة (المؤتمر الوطني) أم دبلوماسية وزارة الخارجية؟!