الديوان

التشكيلية «منال التهامي».. ريشة ناعمة تعبر عن قضايا المرأة

“منال هاشم التهامي” فنانة تشكيلية بالفطرة، تجيد الرسم على الزجاج والثياب النسائية والرسم على الكاسات والفاظات، وتصميم الديكور. “التهامي” بدأت تطرق باب الحداثة في الفن المعاصر بثقة وإن بدأت متأخرة – كما تقول – لكنها حسب فلسفتها ترى أن تحويل ما هو واقع إلى سحر وتحويل السحر إلى واقع ملموس من خلال لوحاتها الناطقة باللغة السودانية الخالصة أمر ليس صعباً، لذلك معظم لوحاتها حملت تعابير وآلاف الكلمات في شتى القضايا.
درست “منال” التصميم الداخلي بـ(كلية الخرطوم التطبيقية) لتصقل موهبتها بالطريقة العلمية الحديثة مستخدمة التقنيات الجديدة التي طرأت على الفن التشكيلي.
وتحمل الفنانة التشكيلية “منال التهامي” حنيناً دفاقاً إلى الماضي، وتتصل أفكارها في أعمالها بفن المسرح والحياة أيضاً، لذلك نجد أن معظم (بورتريهاتها) تجسد ذلك، من عيوبها أنها منحازة لبنات جنسها في كل أعمالها، لكنها في ذات الوقت تسلط ضوءاً بريشتها الناعمة على قضايا المرأة ومعاناتها، اهتمت “منال” بالمرأة في مناطق الحروب كما أكدت على حريتها، فرأيناها ترسم النساء في مسرح وهن يرقصن الباليه، فيما ركزت على الحب بين المرأة والرجل باعتباره أكسجين الحياة، وتناهض بضراوة في لوحاتها الحرب والتشرد، بينما أكدت في عدد من أعمالها وأن السلم والتعيش السلمي أهم ما ينشده الإنسان.
أنتجت الفنانة التشكيلية “منال تهامي” عدداً من اللوحات، لكنها أحبت وعشقت واحدة من هذه الأعمال واحتفظت بها لنفسها ولم تعرضها للبيع في أي معارضها، وبلغت جملة معارضها ثلاثة معارض داخلية، وتستعد للمشاركة هذا الشهر في معرض الفن التشكيلي العالمي بجمهورية (مصر العربية).
وخارج إطار لوحاتها تنظر “منال” إلى الشعب السوداني بأنه شعب محب للحياة والتسامح والعدل، كما أنه مقدر للفن التشكيلي، مشيرة إلى أن كل بيت سوداني لا يخلو من اللوحات الفنية بأشكالها المختلفة، وامتعضت “منال” من بعض الذين يرون إلى اللوحات التشكيلية مجرد (شخابيط) غير مفهومة، وتقول: “أي فنان أمسك بالريشة لابد أن في خياله فكرة ما للوحة”.
البساطة وعدم الحاجة للتفسير هو العنوان البارز لأعمال التشكيلية “منال”، وتقول: “إن مبدأ البساطة في الأعمال الهدف منه أن يفهم أي شخص اللوحة دون اجتهاد أو ملل.
وانتهجت “منال” توجهاً تشكيلياً حديثاً قابلاً للحراك ومستجيباً للمتغيرات لتعطي مفهوماً جديداً للفن التشكيلي برمته، مستندة على الأفكار الحرة التي تتميز بها، واتساقاً من هذا المنطلق تدعو “منال” إلى ضرورة أن يكون في كل بيت سوداني مرسم حر للأطفال و(غاليري) لعرض أعمال الهواة، وقالت: “ينبغي أن تعود للمدارس حصة الفنون لغرس هذا الفن في نفوس الأجيال لأنه عبر الفن يمكن أن نعالج الكثير من مشاكلنا”.
وقالت “منال” إن أبناءها يساعدونها في الرسم، بجانب أنها تمنحهم مساحة واسعة للتعبير عن تطلعاتهم من خلال الرسم.
سألت (المجهر) الفنانة التشكيلية “منال التهامي” عن سر استخدامها للون السماوي وألوان أشعة الشمس، فقالت إن علاقة فطرية تربطها بألوان أشعة الشمس، “وهذا ما جعلها تحتفظ بلوحة منها لنفسها”. وفي شرحها لإحدى لوحاتها الفنية التي حوت عدة تعابير تحكي قائلة: “الكرة الأرضية التي في اللوحة باعتبارها الدنيا قاطبة التي نعيش فيها والخطوط السوداء المتقاطعة وغير منتظمة هي الطريق التي نسير عليها وتشير هذه الطرقات إلى التفاؤل”.
وتقول أن نشاطها التشكيلي أيضاً يتمثل في اللوحات التي تزينها بالآيات القرآنية ولافتات الدعاية المضيئة.
تشكو “منال” من انعدام الدعم الرسمي للفن التشكيلي وغياب دور العرض للأعمال المنتجة، وشاركت بجهدها الشخصي بمعرض لأعمالها في (فندق الصنوبر) بالخرطوم وفي مدرسة (القادة) بحي الرياض، بجانب مشاركتها في معرض الخرطوم الدولي في دورته الأخيرة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية