الهجوم على الفريق..!!
} تورط التلفزيون، الذي يفترض أنه قومي مظهراً ومخبراً، في بث مادة أعدها اللواء “محمد عجيب” عن الفريق ركن “محمد بشير سليمان” الذي خلع عباءة المؤتمر الوطني واختار بطوعه الانضمام إلى حزب (الإصلاح الآن) بقيادة د. “غازي صلاح الدين”!! ويختلف الناس ويتفقون حول رجل عام ولج ساحات الفضاء السياسي بعد تقاعده من الخدمة العسكرية التي أبلى فيها بلاءً حسناً ونافح عن المؤسسة العسكرية أيام العمليات التي جرت في جنوب السودان، ويحظى “محمد بشير سليمان” بثقة الكثيرين من منسوبي المؤسسة القومية وداخل التيار الإسلامي ومفاصله التنظيمية.
} بعد سنوات من الخدمة التنفيذية في حكومة شمال كردفان نائباً للوالي ووزيراً للزراعة، خرج الجنرال “محمد بشير” من الوزارة نظيفاً طاهراً لم تُلوث يداه بمال عام أو فساد في عطاءات حكومية.
ولو وجد خصوم الرجل ثغرة في ملفه الشخصي لذهبوا بها إلى وسائل الإعلام تشهيراً وذماً لقتله معنوياً، واختار الرجل بطوعه ولتقديرات ذاتية الخروج من المؤتمر الوطني.
} تجدني مختلفاً مع الفريق “محمد بشير” حول الأسباب التي دعته إلى الخروج عن حزب هو من صناع مجده، ولا يملك شخص آخر أسهماً في حزب المؤتمر الوطني أكثر من أسهم “محمد بشير”.. ولو ضاقت ساحة كردفان في حقبة الوالي “زاكي الدين” وبعده مولانا “أحمد هارون”، فلن تضيق ساحات الوطن الكبيرة!! ولكنه اختار خياره وقال كلمته جهراً وذهب مرفوع الرأس إلى حزب وطني وإسلامي، قادته ورموزه كانوا حتى الأمس القريب في مفاصل المؤتمر الوطني عطاءً فكرياً وتنفيذياً، ولكنهم (خرجوا) أو (أخرجوا).. فهل هذا مدعاة لأن يتهجم التلفزيون الذي يفترض أنه (قومي) على قيادي سياسي مثل الجنرال “محمد بشير”؟!
} لو أن الدكتور “علي السيد” القيادي المعروف في الحزب الاتحادي الديمقراطي قدر وفكر ودبر أمره وأعلن انسلاخه عن الحزب الاتحادي الديمقراطي والانضمام إلى المؤتمر الوطني، هل يستطيع التلفزيون إعداد فيلم وثائقي عن حياة “علي السيد” ويذم الخطوة التي اتخذها، ويزدري تاريخه ويغتاله سياسياً لأنه اختار الانضمام إلى المؤتمر الوطني؟! لماذا لا يواري التلفزيون الانتماءات بين منسوبيه والبلاد في مرحلة جمع صف وتلاقي فرقاء وتوحيد كلمة من أجل دستور وطني يتفق عليه اليسار واليمين بلا مزايدات؟!
} الجنرال “محمد بشير سليمان” قادر على الدفاع عن نفسه وتبرير أسباب انسلاخه عن المؤتمر الوطني والرد على منتقديه.. وللرجل لسان وقلم وفكرة، ولو كان الرجل بلا قيمة اجتماعية لما خرق تلفزيون السودان كل القيم الراسخة وسخر برنامجاً للنيل من شخص واحد فقط لأنه اتخذ موقفاً عبر به عن نفسه!!
} بالمناسبة، ما يحدث في كردفان بصفة خاصة من تراجع لأسهم المؤتمر الوطني وهجرة بعض كوادره إلى أحزاب أخرى، ينبغي النظر إليه بعين الاعتبار، وأحرى بالبروفيسور “غندور” أن يغبر قدميه برمال “بارا” و”المزروب” وطين “أبو جبيهة” وأشواك “المجلد”، بدلاً عن الإصغاء إلى تقارير (مضروبة) عن أوضاع الحزب، وقد خرج من المؤتمر الوطني السيد “كمال عبد الكريم” وثمانية عشرة من قيادات الحزب بمحلية “أبو جبيهة” الأسبوع الماضي، وربما غادر أحد أبرز قيادات النوبة “بكري سلمي” المؤتمر الوطني في الأيام القادمة.. وبكل أسف وحسرة وندم أن اللواء “بندر أبو البلولة” الرجل الذي كان يمثل الساعد الأيمن للشهيد “إبراهيم شمس الدين” والمقاتل الشجاع، ترددت أخبار عن خروجه إلى دولة أفريقية معادية!! لماذا يحدث كل هذا؟! تلك هي القضية التي ينبغي أن يسخر لها التلفزيون برامجه، لا التجني على الجنرال “محمد بشير” لأنه اختار طريقاً لم يرق لتلفزيون يفترض أنه قومي!!