شهادتي لله

مضيعة للوقت!

} كان متوقعاً لكل ذي بصيرة أن تقدم (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) على عمل عسكري فور انفضاض جولة المفاوضات الأخيرة بين حكومة السودان والقطاع المتمرد في جنوب كردفان. كما أن الانفضاض بسبب فشل الطرفين في التوافق بشأن الأجندة كان متوقعاً أيضاً قبل سفر وفد البروفيسور “غندور” إلى “أديس أبابا”.
} فكيف – بالله عليكم – يتفق طرفان، بينما هما مختلفان تماماً في الاتجاه، أحدهما يغرد ناحية (الشرق)، والآخر يولي ناحية (الغرب)، في ما يتعلق بأجندة الحوار ابتداء، دعك من التفاوض في الموضوعات!!
} طرف يتحدث عن حل (قومي شامل) على نمط (نيفاشا) – وبالتأكيد فإن نيفاشا نفسها لم تحقق أي حل قومي شامل – والطرف الثاني وهو الحكومة ينادي بحصر التفاوض حول قضايا المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، وكان أولى أن يتحدث عن منطقة (واحدة) هي (جبال النوبة)، لأن قطاع الشمال لا يحتل أي (مدينة) في ولاية النيل الازرق، ولا وجود عسكري يذكر له في تلك البقاع بما في ذلك مدينتا “الكرمك” و”قيسان”!! صبّح الله وجه اللواء الركن “يحيى محمد خير”، بالخير، فقد قاد وأجاد في مطاردة الفريق “عقار” إلى خارج حدود السودان، بينما ظلت القيادة السياسية والميدانية مرتبكة في جنوب كردفان، في ذات التوقيت!!
} قصفت قوات (قطاع الشمال) مدينة “كادوقلي” – حاضرة ولاية جنوب كردفان – أمس الأول بصواريخ “الكاتيوشا”، حسبما أكد والي الولاية المهندس “آدم الفكي” للصحف وأجهزة الإعلام. ولا شك أن هذا الاستهداف يؤكد أن (القطاع) راغب في إرسال رسالة شديدة اللهجة للحكومة في “الخرطوم”، مفادها أنه لن يترك السلاح، ولن يهمل مهماته الحربية ومتمسك بالخيار (العسكري) إلى أن يحقق مطالبه بإعادة الروح للاتفاق الإطاري سيئ السمعة الموقع في 28/يونيو /2011م، الذي يمنح (الحركة الشعبية – شمال) حق الشراكة (التنفيذية) و(السياسية) في حكومة المركز فضلاً عن ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى ترتيبات سياسية وأمنية تعتمد اتفاقية (نيفاشا) مرجعية لها وفق ما ورد (نصاً) بالاتفاق!!
} وقائع الحال في جنوب كردفان، مقرونة بمشاهد التنطع والاستفزاز التي مارسها وفد الحركة في “أديس أبابا”، تؤكد أن هذا (القطاع) لن يجلس بجدية لمناقشة (قضايا المنطقتين) إلا في حالة كسر شوكته (العسكرية) عبر عمليات متواصلة لشهر أو شهرين، ثم من بعد ذلك يعود وفد الحكومة إلى طاولة مفاوضات “أمبيكي”.
} أما عودة وفد الحكومة إلى “أديس” بعد (8) أيام فقط، بالتزامن مع قصف “كادوقلي” بالكايتوشا، فهو مضيعة للوقت والجهد والمال.
} جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية