أخبار

مرايا مهشمة!!

انظر (للمرآة) جيداً.. تأمل وجهك واقترب من ملامحك أكثر… حدق في عينيك كي ترى لونها.. والكلام الذي لم تقله بعد.. راقب تقاسيم هذا الوجه الذي أمامك الآن.. اكترث أكثر بالتجاعيد التي بدأت تظهر هنا وهناك.. أو ذلك الشعر الأبيض الذي أخذ يتسلل إلى السواد.. راقب أنفك وهو يمارس فضوله البريء على المرآة التي أمامك بحثاً عن حقيقتك التي لم تكتشفها بعد!!…
لماذا تم اختراع (المرايا) ومن الذي اخترعها؟!…وهل هي ضرورة تستحق اقتناء كل شخص في هذا العالم (لمرآة) خاصة به؟!..
لماذا نشعر بالضيق أحياناً عندما تلوح صورتنا أمامنا وتنعكس وجوهنا؟!!… وهل الذي نراه هو نحن بالفعل أم أناس آخرين غيرنا؟!…
المرأة أكثر انشغالاً من الرجل بـ(المرايا)، والمرأة الجميلة تكثر التحديق في (المرآة) إلى حد يقترب من الغرور، أما المرأة الأقل جمالاً فعلاقتها بـ(المرايا) محدودة ولا تستغرق ذات الوقت الطويل الذي تستقطعه المرأة الجميلة، خصيصاً لصديقتها (المرآة)!!…
لماذا يخشى البعض الآخرين حينما يتحولون إلى (مرايا) فيرون ما بدواخلنا ويمارسون علينا النقد؟!.. ولماذا نخشى أيضاً النظر في (المرايا)؟!… ولماذا يدمن البعض الآخر النظر في (المرايا)؟!!… هل نبحث عن حقيقتنا أم نحاول إخفائها؟!!… من هو الجميل ومن هو القبيح؟!.. هل (المرايا) هي التي تملك حق الحكم بالجمال والقبح؟!… لكن المرايا مسطحة وتعكس المرئي الخارجي فقط.. ماذا عن الدواخل؟.. ماذا عن الروح؟!..
أليس الجمال والقبح أمرين داخليين أيضاً؟!!… أليس من الضروري أن نوجد (مرايا) داخلية تعكس حقيقة أرواحنا؟!…
في حقيبة كل امرأة (مرآة) وفي كل عربة تسير على الطريق مجموعة (مرايا) ليست لتحديد رؤية الشوارع فقط وإنما لرؤية وجوهنا أيضاً.. وفي الأفلام السينمائية يتم توظيف (المرايا) في المشاهد التراجيدية المؤلمة والمؤثرة وحين يكتشف البطل نهايته المأساوية يحدق بوجهه أمام (المرآة) ثم يهشمها بيديه فتبدو صورته متموجة ومتقطعة ومتكسرة.. في دلالة على النهاية.. حيث ظلت دائماً (المرايا) تكتب نهاياتـنا!!….

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية