و لفن (التقلة).. غنت "سعاد حسني"!
– 1 –
} كما توقعنا هنا قبل أيام، فشلت تماماً جولة المفاوضات بين الحكومة ومتمردي (قطاع الشمال)، وللتستر على (الفشل)، واستمرار (الرحلات) و(الجولات) و(البيانات) و(الدولارات) للوسطاء والخبراء والأعضاء من كل الأطراف والأجناس والألوان، خرج رئيس الوساطة “ثابو أمبيكي” أمس ليعلن للصحفيين نهاية الجولة (الرابعة) بكليمات مقتضبات بحضور بروف “غندور”، و”ياسر عرمان”: (قدمنا ورقة للطرفين على أن تعاود المفاوضات يوم (27) الجاري)!!
} وهاك يا (طيران).. وهاك يا (رديسون هوتيل).. و…
} و(حلوانة في سلوانة)!!
– 2 –
} تزعجني جداً تلك التخاريف والقصص المختلقة التي يكتبها من (رأسو) أحد الكتاب على صفحات إحدى صحف الخرطوم اليومية، عن مندوب للمخابرات (السعودية) في “سنجة”، ومخطط للمخابرات (الإثيوبية) في “القضارف”، ونشاط للمخابرات (المصرية) في “الخرطوم”..!! والرجل يكتب ما يكتب من نسج خياله صانعاً من (حبة معلومة).. قُبة..!! والسلطات تتفرج!! والعلاقات الخارجية لبلادنا تُخرَّب، على مرأى ومسمع من خارجيتنا (المهجومة)!!
} وأي وجود لأي جهاز مخابرات لدولة في دولة أخرى، ليس بالضرورة أن يكون معادياً، فلقد تنصتت المخابرات الأمريكية الـ(C.I.A) على هاتف المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، لكنها لم تؤذها، ولم تفكر يوماً في اغتيالها، ولا الإضرار بالدولة الألمانية..!! بل إن مسؤولاً أمريكياً تجرأ بقوله: (نحن نتنصت على الأوربيين لنحميهم)!!
} وللمخابرات السودانية وجود ونشاط في “القاهرة”، و”لندن” و”جدة”، و”طرابلس” و”نيروبي” و”أديس” و”كمبالا”، وفي كل عاصمة لها فيها (مناديب) و(عناصر)، وهذا هو المطلوب، والمرغوب، والمفروض، لجمع المعلومات الاقتصادية والسياسية والثقافية في أي دولة (صديقة) أو (عدوة)، فلماذا يهتاج هذا، ويرسم في مخيلات العامة أن السودان – على الدوام – مستهدف من مخابرات (الأشقاء) و(الأصدقاء)؟!! ومَن يزوده بهكذا هطرقات مؤذية ومضرة بالبلاد؟!
– 3 –
} لا أفهم مسوغاً لقرار تعيين السفير “كمال حسن علي” وزيراً للدولة بالخارجية وسحبه من محطة “القاهرة”، سوى أنه في إطار الاستجابة لإشارات ورسائل من القيادة (العسكرية) في “مصر”، ولهذا فمن المرجح أن تبعث “الخرطوم” بسفير ذي خلفية (عسكرية) إن لم يتوفر سفير من السياسيين أو المهنيين يتمتع بقبول واسع لدى النخبة المصرية الحاكمة أو التي ستحكم.
} غير أنني كنت أرجو أن تتمهل القيادة السودانية إلى مرحلة ما بعد انتخابات الرئاسة في مصر لتكون الإجابة قد وضحت، هل سيكون المشير “السيسي” هو الرئيس (المنتخب) أم الفريق “سامي عنان”.. أم…؟! ومن بعد ذلك ترسل “الخرطوم” سفيرها (الجديد) على مقاس الرئيس (الجديد).
} نحتاج إلى جرعة (علاجية) من عقار (التقلة).. وهي جرعة مفيدة في “أديس أبابا”، مثلما هي ناجعة في “القاهرة” و”أسمرا” و”بروكسل” و “واشنطن”.
} و(التقلة) عكس (الخِفة)!! مع أن (الخِفة) مرغوبة فقط في ما يتعلق بـ(الدم)، فكلما كان الدم خفيفاً، كان الشخص لطيفاً، أو (مهضوماً) كما يقول اللبنانيون.
} اتقلي يا حكومة السودان، ألم تسمعي الراحلة “سعاد حسني” وهي تغني في الأفلام من كلمات “صلاح جاهين” وألحان “كمال الطويل”: (يا.. يا.. يا.. يا واد يا تقيل يا مشيبني..
يا آآه.. د انا بالي طويل وأنت عاجبني..
يا.. يا.. يا.. يا ود يا تقيل)..؟!!