حوارات

(المجهر) تحاصر نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الشيخ "عبد الله حسن أحمد":

في خطوة ربما فاجأت الكثيرين، أعلن المؤتمر الشعبي قبوله بالحوار الثنائي غير المشروط مع المؤتمر الوطني.. وفجر الأمر تساؤلات في الساحة السياسية أعادت إلى أذهان الكثيرين السؤال القديم – المتجدد – عن حقيقة مفاصلة العاشر من رمضان، وهل كانت محض تمثيلية حققت أغراضها، وصارت الكيانات الآن في طريقها إلى الوحدة والاندماج مرة أخرى؟!
حول الخطوة المفاجئة وتداعياتها المحتملة وأسبابها وخفاياها وخباياها.. حاورت (المجهر) نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الشيخ “عبد الله حسن أحمد” وحاصرته بالأسئلة.. فماذا قال؟

} موافقتكم على الحوار غير المشروط مع المؤتمر الوطني أثارت استفهامات كثيرة.. نريد أن نعرف تفاصيل ما حدث.. وما الذي استجدَّ وجعلكم توافقون؟
– المؤتمر الوطني منذ فترة بدأ يتحدث عن أن الرئيس سيطرح مبادرات لعلاج الموقف السياسي بشكل عام، تشمل موضوع الحريات وموضوع السلام والموضوع الاقتصادي، وقال إنه سيطرحها للنقاش العام، ومستعد لأن يسمع آراء كل الأحزاب في هذه القضايا. الخلاف بيننا وبين الإخوة في التجمع أننا قلنا: طالما الحكومة، نتيجة للضغوط السياسية التي تتعرض لها الآن، اعتبرت أن هناك قضايا تحتاج للحوار فالأحرى أن نقوم بالحوار معها ونضع شروطاً داخل الحوار ونتحدث عن مفهومنا للحريات وما مداها، وموضوع السلام، وكيف نحققه، وفي البلاد الآن هناك أكثر من جهة تحمل السلاح. لكن التجمع يضع شروطاً.
} (مقاطعة): وأنتم إلى وقت قريب كنتم تضعون معه شروطاً أيضاً، و….؟
– (قبل أن نكمل السؤال قال مقاطعاً بسرعة): نحن إلى الآن معه.. إلى الآن، لكن نحن قلنا: الأحرى أن لا تضع شروطاً لشخص قال لك تعال نتحاور.. يجب أن لا تضع شروطاً وترهن بها قبول الحوار.. الأجدى أن تدخل الحوار وتضع هذه الشروط في داخل الحوار وتناقش حولها.. فإذا قبلت كلها، أو قبل جزء منها أو قبل ما أقنعك بأنه معقول، أنجز اتفاقك.. وإلا فأنت في مكانك تقول (أنا ما متفق معكم.. أنا في معارضتي لكم).
} الغريب في الأمر هو أنه، وإلى وقت قريب جداً، موقفكم كان مختلفاً، وهو ذات موقف التحالف.. وهذا (الانقلاب) جعل الناس يتحدثون عن صفقات سرية، وعن اتفاقات غير معلنة بين الشعبي والوطني؟
– أبداً أبداً.. نحن ما عندنا أي صفقة مع النظام.. والآن في هذا الحوار إذا اتفقنا معه.. وإذا لم نتفق (سنرجع في محلتنا الأساسية). ليست هناك أي صفقة، والكلام عن هناك لقاء بين “الترابي” و”البشير” (هواجس ساكت).
} هناك حديث عن أن هناك لقاء تم بين (الوطني) و(الشعبي) ضمه فندق السلام (روتانا) وتم برعاية منظمة سويسرية.. وأنك قمت بتمثيل المؤتمر الشعبي في ذلك اللقاء؟
– (باستغراب قال): في (روتانا)؟!
} نعم!!
– لا أبداً.. أنا لم أحضر أي اجتماع مع ناس المؤتمر الوطني في أي مكان.. لا في (روتانا) ولا في أي مكان آخر.
} أليست هناك أي منظمة سويسرية أو غير سويسرية؟
– أبداً.. (دي تخرصات ساكت).
} إذن ليس هناك أي لقاء أو اتفاق تم بين المؤتمر الشعبي والوطني؟
– لا أبداً.. أبداً.. ما حدث.
} طيب ما هو سبب الانقلاب المفاجئ في موقف (الشعبي) من الحوار مع (الوطني).. ما هو تفسيره؟
– نحن نعتقد أن المنطقي هو أن لا تضع شروطاً لمن تريد أن تتحاور معه، أو تقول له اقبل شروطي أو (ما في حوار).. نحن نقول إن الأحسن أن ندخل مع هذا الشخص في حوار، وفي داخل النقاش تضع شروطك.. هذا أجدى من أن تكون خارج الحوار وتقول (والله إما أن تحقق لي كذا وكذا أو خلاص ما في حوار بيننا).
} لكن قبل شهر واحد فقط أنتم كنتم لا تقولون هذا الكلام.. بل كنتم تقولون عكسه تماماً.. فما الذي حدث وجعلكم تغيرون موقفكم فجأة؟
– “البشير” لم يكن حينها قد عرض اقتراحات بأنه يريد أن يحاور القوى السياسية حول أجندة.
} “البشير” والنظام حاوركم مرات عديدة.. وأنتم كنتم دائماً تقولون عنه إنه يعد ولا يفي؟
– لا أبداً.. لا أبداً..- (قبل كدا ما دخلنا مع النظام في نقاش).
} سبق أن تحاورتم معه.. ضمن حواراته مع القوى السياسية.. وشخصك جلس مع (الوطني) في القصر مع القوى السياسية؟!
– حوارات رسمية.. ومع القوى السياسية كلها؟!
} نعم.. (الوطني) سبق أن حاور القوى السياسية، وأنتم كنتم في حواراتكم الصحافية تقولون: (نحن ما غريبين عن “الوطني” عشان ندخل معه في حوار.. نحن حاورناه كثيراً وهو لا يفي بوعوده)؟
– هذا ربما كان في أول أيام الانشقاق.. لكن (قريب كدا ما كان في حوار بيننا).
} هل أنتم متفائلون وتتوقعون أن يكون الحوار مع الوطني مستمراً؟
– والله (ما في داعي) للتشاؤم.. والضغوط التي يتعرض لها النظام واضحة جداً.. ضغوط سياسية وضغوط اقتصادية وضغوط مجتمع خارجي.. وهو لم يأت إلى السلام من تلقاء نفسه.. من دون أسباب.. هناك أسباب دفعته لأن يحاول أن يصل إلى حلول سياسية مع القوى السياسية المعارضة، لأن انعكاساتها الداخلية والخارجية عليه سلبية.
} المؤتمر الشعبي أيضاً يبدو أن هناك ضغوطاً دفعته لقبول الحوار الثنائي غير المشروط مع (الوطني)؟
– لا أبداً.. (ما في أي ضغوط علينا)..
} أنا أعني أنه لم يعد أمامكم أي خيار آخر أو حلول أخرى.. لذلك وافقتم على الحوار مع (الوطني)؟
– (ما هو قبل كدا) الحوار بين الحكومة والمعارضة كان مشروطاً.. ولم يكن هناك حوار. وفي الوقت الحالي الحكومة قالت (والله أنا الآن طارحة حوار حول الحريات وحول السلام وحول الحالة الاقتصادية وطارحة حوار حول المسألة السياسية عامة).. (ودي ما كانت بتتقال قبل كدا من الحكومة). نحن نرى أنه إذا كانت هناك فرصة لنحقق السلام بما طرحته الحكومة، فالأفضل أن ندخل في حوار مع الحكومة وتطرح لها الشيء الذي تريده أنت، الحريات ومداها.. ورأيك في المسألة المعيشية والاقتصادية. وإذا طرحت شروطاً مسبقة ترهن بها قبولك للحوار، فهذه الطريقة لن يكون معها حوار.. لكن إذا جرى حوار ففي النهائية سيتوصل الطرفان إلى حلول.. وإذا لم تحقق كل طلباتك فعلى الأقل ستصل إلى حلول وسط.
} المؤتمر الشعبي يأمل أن يصل إلى ماذا عبر حواره مع (الوطني)؟
– نأمل في التوصل لاتفاقيات.. في الحريات أن تتوفر حرية الصحافة.. وحرية التجمهر والحريات العامة.
} وهل تأملون في الوصول إلى وضع انتقالي أيضاً؟
– يمكن أن نصل إلى وضع انتقالي بعدما نناقش هذه المسائل في البداية.. بعد أن نناقش المواضيع العامة.. موضوع الحريات وموضوع السلام.. والآن هناك حروب وهناك أناس يحملون السلاح.. وموضوع المسألة الاقتصادية.. والآن نظرة العالم الخارجي للسودان.. حتى الاستثمارات توقفت.. وحتى الإعانات وديون الدول تعفى إلا السودان.. لماذا؟ لأن العالم الخارجي يرى أن السودان بلد غير مستقر.
} الشيخ “عبد الله”.. هل المؤتمر الوطني سيجري سلسلة من الحوارات مع كل مكونات التحالف، أم أنه انتقى (الشعبي)؟
– (ما انتقانا).. هو قال لكل القوى السياسية أنا أفتح باب الحوار لمن يريد حواراً.. فتعالوا حاوروني كلكم.
} وما الذي كان يمنع (الوطني) من التحاور معكم – كلكم – تحت مظلة التحالف؟
– لا.. هو عرض نفسه للحوار مع التحالف. هو ككلتة.. ككتلة الحكومة، قال تعالوا حاوروني.. أنا فاتح لكم الباب للحوار في الحريات وفي كذا وفي كذا وفي كذا.. تعالوا أنا أقول رأيي وأنتم قولوا رأيكم وسنصل لحلول.
} الآن بدا وكأن المؤتمر الشعبي نفض يده من التحالف وهرول نحو (الوطني)؟.
– لا.. نحن ما طلعنا من التحالف. نحن ما زلنا أعضاء في التحالف، لكن نحن قلنا للتحالف في هذه المسألة: نحن لنا رأي وقدمناه لكم وإذا لم توافقوا عليه نحن سندخل الحوار لوحدنا.. نحن ما عندنا شروط مسبقة و..
} (مقاطعة): أو نحن تخلينا عن شروطنا المسبقة!!
– نحن إذا كنا في السابق عندنا شروط مسبقة، فالآن نحن (قبلانين ندخل طوالي) في حوار، وسنطرح شروطنا في داخل الحوار ونتحدث عن الحريات وما هي وما هو مداها.. وفي موضوع السلام كيف يتحقق السلام وكيف نفاوض الحركات المسلحة، وفي الاقتصاد رأينا في الحالة المعيشية الآن، ورأينا في سياسات الحكومة.. هل هي صحيحة أم خطأ، وما هي الأخطاء التي تحدث الآن؟ نحن لدينا آراء وسنقولها.. وفي النهاية إذا اتفقنا مع الحكومة سنقول: (والله نحن اتفقنا معها على كذا وكذا وكذا.. وإذا فشلنا سنقول والله ما في جدوى).. ويمكن أن ننسحب من الحوار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية