(المجهر) تسجل زيارة ميدانية للاجئين الجنوبيين في منطقة «جودة» الحدودية
تداعيات الحرب الأخيرة الدائرة في جنوب السودان ألقت بظلال سالبة على السودان، خاصة الولايات الحدودية، لا سيما ولاية النيل الأبيض، حيث تحول معبر “جودة” إلى قبلة مفضلة يتجه إليها اللاجئون الجنوبيون اتقاء نيران الحرب.
(المجهر) كانت هنالك برفقة معتمد محلية الجبلين “محمد أحمد معلا” الذي تم تعيينه حديثاً معتمداً للمحلية، حيث تفقد المعتمد المناطق الحدودية برفقه قادة الأجهزة التنفيذية والأمنية والسياسية. وفي معسكر اللاجئين الذي يبعد بضع كيلومترات من جودة وجدنا الإخوة الجنوبيين الفارين من ويلات الحرب ينعمون بالأمن والاستقرار.
(المجهر) أجرت استطلاعاً وسط الفارين من نيران الحرب من الجنوبيين، وكان لسان حالهم يقول إن الوضع هنا في المعسكر يكسوه الهدوء والأمن والطمأنينة، وإنهم يعشون حياة عادية بين أخوتهم السودانيين.
} وقوف ميداني
بدأ أحد اللاجئين الجنوبيين ويدعى “شول” حديثه لـ (المجهر) بأن الجنوبي والشمالي أخوان لكن السياسية فرقتهما. وفي المقابل نفى معتمد محلية الجبلين “محمد أحمد معلا” وجود أي مهددات أمنية في هذه المناطق، مبيناً أن اللاجئين الجنوبيين يعيشون في هذا المعسكر في أمن واستقرار مع توفر الخدمات الضرورية، الغذاء والكساء والمياه النقية الصالحة للشرب، وخدمات الصحة أيضا متوفرة وتابع بالقول: (هذه العيادة المتحركة توجد فيها الخدمات الصحية كافة التي يحتاجها الإنسان)، مشيراً إلى أن هذه الخدمات التي ينعم بها الأخوة الجنوبيون جاءت من رحم المنظمات الوطنية السودانية الرائدة في المجال الإنساني، كما ثمن الجهد الكبير الذي بذل من حكومة الولاية ومنظماتها الطوعية لاحتواء هذه الأزمة، وتقديم سبل الدعم كافة للأخوة الفارين من الحرب الدائرة في الجنوب، مؤكداً أن المحلية تبذل قصارى جهدها في تأمين المناطق الحدودية، بجانب تقديم الخدمات الضرورية لكل قرى المحلية حتى ينعم الناس بالأمن والاستقرار. ونوه “معلا” إلى ضرورة التفاف أهل المحلية على كلمة سواء حتى تعم التنمية سائر أرجاء المحلية.
أهالي منطقة جودة من القيادات الشعبية والسياسية والمواطنين استقبلوا المعتمد كما استقبلوا أخوتهم الجنوبيين الفارين، وأثنى المعتمد على تفاعل الأهالي هناك، وقال إن هذا الاستقبال إن دل إنما يدل على أصالة أهل هذه المناطق الذين ناصروا الإمام “المهدي” قبل قرن مضى من عمر الزمان.
} مطلب برلماني بانتعاش التجارة
عضو المجلس الوطني “يونس النور” ممثل مناطق جودة، شدد على ضرورة الاهتمام بهذه المناطق التي تعاني الكثير من النقص في المجالات كافة، مبيناً أنه لا بد من وضع برنامج سريع طموح لإنقاذ ما تبقى من خير في هذه المناطق خاصة التجارة التي صارت معدومة بحجة أن كل من يتاجر في هذه المناطق يدرج في قائمة (التهريب)، وتابع بالقول: (نحن نثمن سياسة الحكومة، فكل من يمد يده للتهريب يردع بأشد العقاب، ولكن مع ذلك نرجو انتعاش التجارة في مدن وقرى المحلية بالطرق السليمة والصحيحة)، وأشار إلى أن هذه المناطق غنية بالثروات الزراعية والرعوية.
} تعزيز الأمن
ممثل الدائرة عن المجلس التشريعي “موسى فضل الله” أكد أهمية المنطقة سيما وأنها باتت تمثل العمق الإستراتيجي للبلدين بعد الانفصال، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتطلب اهتماماً بهذه المناطق وتقديم الخدمات كافة لإنسانها، لأن المواطن في هذه المناطق يدفع ضريبة الوطن كل يوم وهو يحرس هذه الثغور، مؤكداً أن السودان لن يؤتى من هذه المناطق، ولكنه عاد وقال: (لابد أن تدعم بقوة لكي لا يقع خلل هنا فيحدث ما لا تحمد عقباه.. وبقي لنا أن نشير إلى أنه يجب الاهتمام وبسرعة بهذه المناطق التي ترقد على الشريط الحدودي الذي يبلغ حوالي (163) كيلو، فهذه المناطق تمثل عرين الأسد وهو أشد المناطق أمناً، فإذا أصيب العرين ضاع كل شيء وعمت الفوضى سائر البلاد).