أخيره

السفير العراقي د. "صالح التميمي" في دردشة خاصة:

السفير العراقي بالخرطوم الدكتور “صالح حسين التميمي”.. رجل يجسد الدبلوماسية في أسمى معانيها.. يمتاز باللطف والذوق ورحابة الصدر والتعرف على الآخرين.. اجتماعي من الدرجة الأولى.. والسودان كانت محطته الخارجية الأولى كسفير.
حاولنا أن نتعرف على جوانب مختلفة من حياته.. مولده ونشأته ودراساته.. كيف التحق بالعمل الدبلوماسي.. هل من هوايات ظل يمارسها.. أيام فرح عاشها وأيام حزن.. نقدمه عبر هذه المساحة فهو كضيف في بلادنا.
} نبدأ بالمولد بالنشأة؟
– ولدت ونشأت ببغداد وتلقيت كل مراحل دراستي من الابتدائي وحتى الجامعة بالعراق.
} في أي مجال كانت دراستك الجامعية؟
– كلية الهندسة، قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية .
} هل الهندسة كانت رغبة بالنسبة لك؟
– على الرغم من التحاقي أولاً بكلية الطب، إلا أن الهندسة كانت رغبتي ورغبة الأسرة، خاصة الوالد رحمة الله عليه.
} هل كانت لك مواد دراسية محببة؟
– الرياضيات، وكنت دائماً أحصل على الدرجة الكاملة، وهذا مكنني من الالتحاق بكلية الهندسة.
} كنت من المبرزين؟
– كنت الأول دائماً على المدرسة
} أول محطة عملت بها بعد التخرج؟
– عينت معيداً بالجامعة في مختبر الاتصالات لمدة ثلاث سنوات تقريباً.
} في أي المجالات كانت دراستك للماجستير؟
– كان من المفترض أن أذهب إلى فرنسا لنيل درجتي الماجستير والدكتوراة، ولكن نظراً لظروف الحرب ألغيت كل البعثات، لذا حصلت على درجة الماجستير في بغداد في هندسة الكهرباء، كما حصلت على درجة الدكتوراة في تكنولوجيا المعلومات.
} وكيف جاء التحاقك بالعمل الدبلوماسي؟
– تم ترشيح اسمي إلى مجلس الوزراء، وصوت مجلس الوزراء بالإجماع على قبولي، ثم رفع الأمر إلى مجلس النواب وتم التصويت على قبولي كسفير.
} ما هي أول محطة خارجية بالنسبة لك؟
– أول محطة خارجية لي كانت السودان.
} ماذا كنت تحمل في ذهنك عن السودان؟
– السياسة بالنسبة لي عن السودان كانت واضحة، فقد كنت أتابع الإنقاذ من أيامها الأولى والإشكالات التي كانت تواجهها، ولكن كان هناك هاجس واحد بالنسبة لي عن السودان .
} ما هو؟
– حرب دارفور، فقد صورها الإعلام بصورة ضخمة، والإنسان يخشى أن يذهب إلى منطقة غير آمنة وبها مشاكل كثيرة.
} وبعد أن وصلت الخرطوم؟
– منذ أن وطأت قدماي أرض الخرطوم وتجولت فيها وجدت شيئاً آخر.
} كيف؟
– سبق لي أن زرت أكثر من ثماني دول أفريقية، فلم أر عاصمة بهدوء الخرطوم، وهذه حقيقة لابد أن نقولها للتاريخ.
} وماذا وجدت في السودان؟
– وجدت تنمية وتطوراً ونهضة وعمراناً وطرقاً ومطاراتٍ، ومع كل الظروف التي يعيشها السودان أعتقد أن هذا رائع.
} ماذا زرت بخلاف الخرطوم؟
– زرت ولاية البحر الأحمر والنيل الأزرق والولاية الشمالية والجزيرة، وفي كل الولايات شاهدت تنمية ونهضة.
} وماذا ينقصه؟
– البنية التحتية مهمة، فيجب على البلدية أو المعتمدية أن تفرض على كل عمارة جديدة إنشاء مواقف للسيارات أسفلها أو في الطابق الأول، ووضع سلات في الشوارع وإزالة الغبار.
} في مجال الفن هل تعرفت أو استمعت لفنانين سودانيين؟
– عندما كنا صغاراً أغنية (إزيكم) التي يغنيها “سيد خليفة” كنا نظنها النشيد الوطني للسودان، ولكن الآن استمعت إلى عدد من الفنانين السودانيين مثل “وردي” و”كابلي” و”عثمان حسين”، وحضرت قبل أيام تكريم الفنان “صلاح بن البادية”، وتعجبني الموسيقى وأصوات الفنانين السودانيين، لكن أحياناً أعجز عن فهم الكلام ويستهويني شعر الشعراء السودانيين.
} مثل من؟
– “التجاني يوسف بشير” و”التجاني حاج موسى” ومعجب جداً بـ “الفيتوري” و”روضة الحاج” و”محمد يوسف موسى”.
} والكتاب؟
– “الطيب صالح” ومحتفظ بمجموعته الكاملة.
} والطعام السوداني؟
– السمك المقلي
} هل كانت لك هوايات تمارسها؟
– كرة القدم والسلة والطائرة.
} والفن العراقي؟
– يتقدمه “كاظم الساهر”، فقد نقل الأغنية العراقية إلى العالمية.
} مقتنيات تحرص على شرائها عند دخول السوق؟
– الملابس.
} أيام فرح عشتها؟
– عندما أبلغت أنني أول الدفعة عند تخرجي.
} هدايا تلقيتها؟
– تفاجئني ابنتي الصغرى دائماً بتقديم هدية و(تورتة) في عيد ميلادي.
} وأيام حزنت فيها؟
– عند وفاة الوالد، وما زال طعمها مراً.
} مدن عالقة بذاكرتك؟
– “بيروت” وكانت تسمى “باريس” العرب.
} هل مررت بمواقف محرجة؟
– بالتأكيد، ولكن يستطيع السفير النبيه أن يتجاوزها، خاصة في اللقاءات الشعبية، ولكن أنا في السودان لم أحس بذلك، فعلى المستوى الرسمي في السودان هناك تواضع كبير لذلك أنا مرتاح جداً في التعامل معهم.
} هل حننت إلى قاعة الدرس؟
– بالتأكيد، فالتعليم العالي مهنة رفيعة وراقية وفيها اتصال بالعلم والعلماء.
} يقول البعض إن الشعب السوداني كسول؟
– هذا غير صحيح وهناك شعوب تصف الشعوب الأخرى بذلك، فما أسمعه من الدول الأخرى أن أفضل كادر هو السوداني، فهو يتمتع بسمعة طيبة مع نظيره العراقي، والدليل على ذلك هناك خمسة آلاف طبيب سوداني في “ايرلندا”.
} هل تجد وقتاً للقراءة؟
– أحياناً.. والآن أقرأ كتاباً لـ”وهبي القراولي”، وهو سفير عراقي سابق، عن أصول البروتوكول والأوتكيت، وتستهويني المواضيع المرتبطة بالعالم والسياسة.
} والفضائيات بالسودان؟
– في الفضائية السودانية أتابع الأخبار وبعض اللقاءات، وكذلك في الشروق والنيل الأزرق وأحياناً أشاهد الخرطوم وأم درمان.
} والمناسبات السودانية؟
– حضرت الكثير منها مع الدستوريين، وهي تشبه إلى حد ما الأفراح العراقية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية