رأي

أغنيات عارية من المعاني والمضامين

} في الآونة الأخيرة وعلى الفضاء التلفزيوني العربي وبصورة تدعو للدهشة والانتباه، ظهرت محطات فضائية تخصصت فقط في بث ما يسمى بأغنيات الفيديو كليب. وانتشار هذه المحطات (الكليبية) وما تقدمه من إسفاف وهبوط في الكلمة أو اللحن والصورة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك أيادٍ خفية تدعم صناعة هذه المعلبات الغنائية الفاسدة، وتروج لهذه البضاعة الرديئة التي تهدف ليس فقط لإفساد الذوق العام، بل تستهدف وبصورة أساسية الشباب، وتسعى إلى جرهم لعوالم الانحلال والانحراف وتجريدهم من قيم الإسلام والعروبة. وكل ذلك يحدث تحت دعاوى حرية الفنون ومواكبة عصر العولمة.
} وإذا أمعنا في التركيز على كلمات هذه النوعية من أغنيات (الكليبات) نجدها فارغة المحتوى وبعيدة كل البعد عن المضامين والمعاني التي ظلت تطرحها الأغنية العربية في عصرها الذهبي، عندما كانت الأغنية تساهم في ترقية الذوق وتشكيل الوجدان وتهذيب النفس والروح.
} ومن الواضح جداً أن الذين يشاركون أو يشتركون في صناعة الكليبات إياها من شعراء وملحنين ومصورين ومخرجين، نجدهم يركزون كل جهودهم على إنتاج أغنيات عارية من المعنى والمضمون. وعلى هذا النحو وفي الفضاء المفتوح والمفضوح ظل التنافس على إظهار المشاهد العارية والكلمات الهابطة، هو عنوان النجاح في مجال الأغاني المصورة (الفيديو كليب).
وكلما كانت كلمات الأغنية هابطة كلما وجدت حظها من الانتشار، و كلما استطاع المطرب أو المطربة أن يتجاوزا الخطوط الحمراء ويتجردا عن ملابسهما ويبالغا في نقل الصور الحسية من داخل غرف النوم ومن خارجها، كلما وجدت (كليباتهم) حظها في البث والتكرار والاحتفاء والثناء ولربما حازت جائزة (الأوسكار).
} والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا، ما هو الهدف من موجة التعري التي انتقلت بكثافة من الفضائيات الغربية وغمرت فضاء شاشات الفضائيات العربية، والتي تريد أن تطيح بكل القيم الإسلامية ومباديء العروبة.
> وضوح أخير
للأسف الشديد الغالبية العظمى من الشباب السوداني صاروا ينجذبون وبقوة نحو هذه النوع من الأغاني العربية الرديئة، ولذلك نجدهم قد انقادوا تلقائياً للثقافات الوافدة التي مررها الغربيون عبر الأغنيات (الهايفة) والكليبات الساقطة.
وللأسف الشديد أيضاً نجد معظم المطربين والشعراء من جيل الشباب، صاروا يجارون الأغنيات العارية من المعاني والمضامين. والمؤسف حقاً أن هذه النوعية من الأغنيات انتشرت وسادت بصورة مفزعة. وسيطرت حتى على مسامع الكبار وصارت مرغوبة، خاصة في مناسبات الأفراح وحفلات التخرج. والشيء الغريب والعجيب نجد أن المطربين الذين اشتهروا بإجادة ترديد الأغنيات الهابطة، هم نجوم الساحة الآن. والأعجب والأغرب نجدهم يحصلون على أعلى الأجور مقابل هذا الهبوط.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية