غابت الفضائل وانتشرت الرذائل!
} حقاً أننا صرنا نعيش في زمن كثرت فيه المحن وتعددت فيه الغرائب وتنوعت فيه العجائب وزادت فيه المصائب، وفي هذا الزمان الذي تفشي فيه الفساد وانتشرت ظواهر شاذة قبل أن نفيق من صدمة محنة و(مصيبة زمان) نفاجئ بصدمة أكبر ومحنة أغرب وأعجب من التي سبقتها.
} قبل أيام قليلة صدم مجتمعنا السوداني المحافظ على (ما تبقى من قيم فاضلة) بالجريمة الفاضحة لمجموعة من الشباب مارسوا الفاحشة والجماع الجماعي مع إحدى الفتيات الأجنبيات ويا ليتهم استتروا بـ”بلوتهم” وغطوا على منكرهم الذي يستحي منه حتى الشيطان الرجيم، ولكنهم للأسف الشديد قاموا بتصوير فعلتهم تلك عبر مقاطع فيديو وبدون أدنى حياء نشروها على موقع التواصل غير الأخلاقي (الواتساب) ليضربوا سمعة بلادنا في مقتل.
} وفي معيبة أخري حدثني أستاذ جامعي بأن بعض من طلاب الجامعات صاروا يتنافسون في التشبه بالنساء لدرجة وصلوهم إلى حلاقة الحواجب وتطويل الأظافر وتفتيح لون الوجه، وأما الطالبات فبعضهن فقدن الحد الأدنى من الذوق والأدب، وصرن يتراشقن فيما بينهن بألفاظ فاحشة ومخجلة لا تليق بإنسان سوي.
} ماذا أصاب شبابنا الذين كان يضرب بهم المثل في كل دول العالم؟
} ما هذا الذي يحدث في سوداننا الذي كان حتى وقت قريب يتباهى شعبه بكل الأخلاق الرفيعة والخصال الكريمة والقيم النبيلة، ماذا أصاب مجتمعنا المثالي؟.
} لابد أن ننتبه ونعيد النظر في تربية صغارنا وتنشئتهم بطريقة سليمة، التنشئة التي حثنا عليها ديننا الحنيف، ولابد أن نراقب سلوك أبنائنا وأن نعيد للبيوت هيبتها وأن نسترجع عهد الشارع الذي يربي والمدرسة التي تربي.
} لابد أن نحارب (التقليعات) والظواهر الدخيلة على صبياننا مثل موضة البناطيل (الناصلة) أو ما يعرف بـ(السستم) ولبس السلاسل و(تسبيب) الشعر وغيرها من الظواهر التي تخصم من رجولتهم بل وتغتالها بالتدرج.
وضوح أخير
قادتنا في الحكومة والمعارضة مشغولون بالتغيير والإصلاح السياسي، وهناك أيادٍ وشبكات خفية تدار من الخارج ظلت تخرب في مجتمعنا من الداخل حتى غابت الفضائل وانتشرت الرذائل.
} انتبهوا أيها القادة فالقضية أكبر من الثروة والسلطة.